[ ص: 680 ] قوله : ( باب يكبر مع كل حصاة ، قاله ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم ) يأتي الكلام عليه بعد باب .
قوله : ( عن nindex.php?page=showalam&ids=16496عبد الواحد ) هو ابن زياد البصري .
قوله : ( سمعت nindex.php?page=showalam&ids=14078الحجاج ) يعني ابن يوسف الأمير المشهور ، ولم يقصد الأعمش الرواية عنه فلم يكن بأهل لذلك وإنما أراد أن يحكي القصة ويوضح خطأ الحجاج فيها بما ثبت عمن يرجع إليه في ذلك ، بخلاف الحجاج وكان لا يرى إضافة السورة إلى الاسم فرد عليه nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم النخعي بما رواه عن ابن مسعود من الجواز .
قوله : ( جمرة العقبة ) هي الجمرة الكبرى ، وليست من منى بل هي حد منى من جهة مكة ، وهي التي بايع النبي صلى الله عليه وسلم الأنصار عندها على الهجرة ، والجمرة اسم لمجتمع الحصى سميت بذلك لاجتماع الناس بها ، يقال تجمر بنو فلان إذا اجتمعوا ، وقيل إن العرب تسمي الحصى الصغار جمارا فسميت تسمية الشيء بلازمه ، وقيل لأن آدم أو إبراهيم لما عرض له إبليس فحصبه جمر بين يديه أي أسرع فسميت بذلك .
قوله : ( فاستبطن الوادي ) في رواية أبي معاوية ، عن الأعمش " فقيل له - أي nindex.php?page=showalam&ids=10لعبد الله بن مسعود - إن ناسا يرمونها من فوقها " الحديث أخرجه مسلم .
قوله : ( حاذى ) بمهملة وبالذال المعجمة من المحاذاة ، وقوله : ( اعترضها ) أي الشجرة يدل على أنه كان هناك شجرة عند الجمرة ، وقد روى ابن أبي شيبة ، عن الثقفي ، عن أيوب قال " رأيت القاسم ، وسالما ، ونافعا يرمون من الشجرة " ومن طريق nindex.php?page=showalam&ids=16333عبد الرحمن بن الأسود " أنه كان إذا جاوز الشجرة رمى العقبة من تحت غصن من أغصانها " .
وقوله : ( فرمى ) أي الجمرة ، وفي رواية الحكم ، عن إبراهيم في الباب الذي قبله " جعل البيت عن يساره ومنى عن يمينه " ووقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12048أبي صخرة ، عن عبد الرحمن بن يزيد " لما أتى عبد الله جمرة العقبة استبطن الوادي واستقبل القبلة " أخرجه الترمذي ، والذي قبله هو الصحيح ، وهذا شاذ في إسناده المسعودي وقد اختلط ، وبالأول قال الجمهور ، وجزم الرافعي من الشافعية بأنه يستقبل الجمرة ويستدبر القبلة ، وقيل يستقبل القبلة ويجعل الجمرة عن يمينه ، وقد أجمعوا على أنه من حيث رماها جاز سواء استقبلها أو جعلها عن يمينه أو يساره أو من فوقها أو من أسفلها أو وسطها ، والاختلاف في الأفضل .
قوله : ( مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة ) قال ابن المنير خص عبد الله سورة البقرة بالذكر لأنها التي ذكر الله فيها الرمي ، فأشار إلى أن فعله صلى الله عليه وسلم مبين لمراد كتاب الله تعالى . قلت : [ ص: 681 ] ولم أعرف موضع ذكر الرمي من سورة البقرة ، والظاهر أنه أراد أن يقول إن كثيرا من أفعال الحج مذكور فيها فكأنه قال هذا مقام الذي أنزلت عليه أحكام المناسك ، منبها بذلك على أن أفعال الحج توقيفية .
وقيل خص البقرة بذلك لطولها وعظم قدرها وكثرة ما فيها من الأحكام ، أو أشار بذلك إلى أنه يشرع الوقوف عندها بقدر سورة البقرة ، والله أعلم . واستدل بهذا الحديث على اشتراط رمي الجمرات واحدة واحدة لقوله : nindex.php?page=hadith&LINKID=886558يكبر مع كل حصاة . وقد قال صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=883936خذوا عني مناسككم وخالف في ذلك عطاء وصاحبه أبو حنيفة فقالا : لو رمى السبع دفعة واحدة أجزأه . وفيه ما كان الصحابة عليه من مراعاة حال النبي صلى الله عليه وسلم في كل حركة وهيئة ولا سيما في أعمال الحج ، وفيه التكبير عند رمي حصى الجمار ، وأجمعوا على أن من لم يكبر فلا شيء عليه .
( فائدة ) : زاد محمد بن عبد الرحمن بن يزيد النخعي عن أبيه في هذا الحديث عن ابن مسعود " أنه لما فرغ من رمي جمرة العقبة قال : اللهم اجعله حجا مبرورا ، وذنبا مغفورا " .