[ ص: 729 ] قوله : ( باب السفر قطعة من العذاب ) قال ابن المنير : أشار nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بإيراد هذه الترجمة في أواخر أبواب الحج والعمرة أن الإقامة في الأهل أفضل من المجاهدة . انتهى . وفيه نظر لا يخفى ، لكن يحتمل أن يكون المصنف أشار بإيراده في الحج إلى حديث عائشة بلفظ : nindex.php?page=hadith&LINKID=886646إذا قضى أحدكم حجه فليعجل إلى أهله . وسيأتي بيان من أخرجه .
قوله : ( عن سمي ) كذا لأكثر الرواة عن مالك ، وكذا هو في الموطأ ، وصرح يحيى بن يحيى النيسابوري ، عن مالك بتحديث سمي له به ، وشذ خالد بن مخلد ، عن مالك فقال " عن سهيل " بدل سمي أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي ، وذكر nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني أن ابن الماجشون رواه عن مالك ، عن سهيل أيضا فتابع خالد بن مخلد ، لكن قال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : إن أبا علقمة القروي تفرد به عن ابن الماجشون وأنه وهم فيه . ورواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني ، عن أحمد ، عن بشير الطيالسي ، عن محمد بن جعفر الوركاني ، عن مالك ، عن سهيل ، وخالفه موسى بن هارون فرواه عن الوركاني ، عن مالك ، عن سمي ، قال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني حدثنا به دعلج ، عن موسى ، قال : والوهم في هذا من nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني أو من شيخه ، وسمي هو المحفوظ في رواية مالك قاله nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني وغيرهما ولم يروه عن سمي غير مالك قاله nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر ، ثم أسند عن nindex.php?page=showalam&ids=12873عبد الملك بن الماجشون قال : قال مالك : ما لأهل العراق يسألونني عن حديث : nindex.php?page=hadith&LINKID=886647السفر قطعة من العذاب . ؟ فقيل له لم يروه عن سمي أحد غيرك ، فقال : لو عرفت ما حدثت به ، وكان مالك ربما أرسله لذلك ، ورواه عتيق بن يعقوب ، عن مالك ، عن أبي النضر ، عن أبي صالح ، ووهم فيه أيضا على مالك أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني ، nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني ، ورواه رواد بن الجراح ، عن مالك فزاد فيه إسنادا آخر فقال عن ربيعة ، عن القاسم ، عن عائشة ، وعن سمي بإسناده فذكره ، قال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني أخطأ فيه رواد بن الجراح ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر من طريق أبي مصعب ، عن عبد العزيز الدراوردي ، عن سهيل عن أبيه ، وهذا يدل على أن له في حديث سهيل أصلا وأن سميا لم ينفرد به ، وقد أخرجه أحمد في مسنده من طريق سعيد المقبري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي من طريق جمهان ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أيضا فلم ينفرد به أبو صالح ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ، nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة بإسناد جيد فلم ينفرد به nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة ، بل في الباب عن ابن عباس ، nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر ، وأبي سعيد ، وجابر عند nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي بأسانيد ضعيفة .
قوله : ( السفر قطعة من العذاب ) أي جزء منه ، والمراد بالعذاب الألم الناشئ عن المشقة لما يحصل في الركوب والمشي من ترك المألوف .
قوله : ( نهمته ) بفتح النون وسكون الهاء أي حاجته من وجهه أي من مقصده وبيانه في حديث nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي بلفظ : nindex.php?page=hadith&LINKID=886650إذا قضى أحدكم وطره من سفره . وفي رواية رواد بن الجراح " فإذا فرغ أحدكم من حاجته " .
[ ص: 730 ] قوله : ( فليعجل إلى أهله ) في رواية عتيق ، nindex.php?page=showalam&ids=15985وسعيد المقبري " فليعجل الرجوع إلى أهله " وفي رواية أبي مصعب " فليعجل الكرة إلى أهله " وفي حديث عائشة " فليعجل الرحلة إلى أهله " فإنه أعظم لأجره " قال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : زاد فيه بعض الضعفاء عن مالك : nindex.php?page=hadith&LINKID=886651وليتخذ لأهله هدية وإن لم يجد إلا حجرا . يعني حجر الزناد ، قال : وهي زيادة منكرة .
وفي الحديث كراهة التغرب عن الأهل لغير حاجة ، واستحباب استعجال الرجوع ولا سيما من يخشى عليهم الضيعة بالغيبة ، ولما في الإقامة في الأهل من الراحة المعينة على صلاح الدين والدنيا ، ولما في الإقامة من تحصيل الجماعات والقوة على العبادة . قال ابن بطال : ولا تعارض بين هذا الحديث وحديث ابن عمر مرفوعا : nindex.php?page=hadith&LINKID=886652سافروا تصحوا . فإنه لا يلزم من الصحة بالسفر لما فيه من الرياضة أن لا يكون قطعة من العذاب لما فيه من المشقة ، فصار كالدواء المر المعقب للصحة وإن كان في تناوله الكراهة ، واستنبط منه nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي تغريب الزاني لأنه قد أمر بتعذيبه - والسفر من جملة العذاب - ولا يخفى ما فيه .
( لطيفة ) : سئل إمام الحرمين حين جلس موضع أبيه : لم كان السفر قطعة من العذاب ؟ فأجاب على الفور : لأن فيه فراق الأحباب .