1775 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=11931أبو اليمان أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=16108شعيب عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري قال أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب أن nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة رضي الله عنه قال nindex.php?page=hadith&LINKID=651741سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يتركون المدينة على خير ما كانت لا يغشاها إلا العواف يريد عوافي السباع والطير وآخر من يحشر راعيان من مزينة يريدان المدينة ينعقان بغنمهما فيجدانها وحشا حتى إذا بلغا ثنية الوداع خرا على وجوههما
قوله : ( باب من رغب عن المدينة ) أي : فهو مذموم ، أو باب حكم من رغب عنها .
قوله : ( تتركون المدينة ) كذا للأكثر بتاء الخطاب ، والمراد بذلك غير المخاطبين ، لكنهم من أهل البلد أو من نسل المخاطبين أو من نوعهم ، وروي " يتركون " بتحتانية ، ورجحه القرطبي .
[ ص: 108 ] قوله : ( على خير ما كانت ) أي : على أحسن حال كانت عليه من قبل ، قال القرطبي تبعا لعياض : قد وجد ذلك حيث صارت معدن الخلافة ومقصد الناس وملجأهم ، وحملت إليها خيرات الأرض وصارت من أعمر البلاد ، فلما انتقلت الخلافة عنها إلى الشام ثم إلى العراق وتغلبت عليها الأعراب تعاورتها الفتن وخلت من أهلها فقصدتها عوافي الطير والسباع . والعوافي جمع عافية وهي التي تطلب أقواتها ، ويقال للذكر عاف .
قال nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي : اجتمع في العوافي شيئان : أحدهما أنها طالبة لأقواتها من قولك عفوت فلانا أعفوه فأنا عاف ، والجمع عفاة ، أي : أتيت أطلب معروفه ، والثاني من العفاء وهو الموضع الخالي الذي لا أنيس به ، فإن الطير والوحش تقصده لأمنها على نفسها فيه . وقال النووي : المختار أن هذا الترك يكون في آخر الزمان عند قيام الساعة ، ويؤيده قصة الراعيين ، فقد وقع عند مسلم بلفظ : " ثم يحشر راعيان " وفي nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أنهما آخر من يحشر .
قوله : ( وآخر من يحشر راعيان من مزينة ) هذا يحتمل أن يكون حديثا آخر مستقلا لا تعلق له بالذي قبله ، ويحتمل أن يكون من تتمة الحديث الذي قبله ، وعلى هذين الاحتمالين يترتب الاختلاف الذي حكيته عن القرطبي والنووي ، والثاني أظهر كما قال النووي .
قوله : ( ينعقان ) بكسر المهملة بعدها قاف ، النعيق زجر الغنم ، يقال نعق ينعق بكسر العين وفتحها نعيقا ونعاقا ونعقانا إذا صاح بالغنم ، وأغرب الداودي فقال : معناه يطلب الكلأ ، وكأنه فسره بالمقصود من الزجر ؛ لأنه يزجرها عن المرعى الوبيل إلى المرعى الوسيم .
قوله : ( فيجدانها وحوشا ) أو يجدانها ذات وحش ، أو يجدان أهلها قد صاروا وحوشا ، وهذا على أن الرواية بفتح الواو أي : يجدانها خالية ، وفي رواية مسلم : فيجدانها وحشا ، أي : خالية ليس بها أحد ، والوحش من الأرض الخلاء ، أو كثرة الوحش لما خلت من سكانها . قال النووي : الصحيح أن معناه يجدانها ذات وحوش ، قال : وقد يكون وحشا بمعنى وحوش ، وأصل الوحش كل شيء توحش من الحيوان وجمعه وحوش ، وقد يعبر بواحده عن جمعه . وحكي عن nindex.php?page=showalam&ids=12887ابن المرابط أن معناه أن غنم الراعيين المذكورين تصير وحوشا ، إما بأن تنقلب ذاتها ، وإما أن تتوحش وتنفر منهما ، وعلى هذا فالضمير في يجدانها [ ص: 109 ] يعود على الغنم والظاهر خلافه . قال النووي : الصواب الأول . وقال القرطبي : القدرة صالحة لذلك . انتهى .