1800 حدثني nindex.php?page=showalam&ids=17320يحيى بن بكير قال حدثني nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث عن nindex.php?page=showalam&ids=16581عقيل عن nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب قال أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=17195ابن أبي أنس مولى التيميين أن أباه حدثه أنه سمع nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة رضي الله عنه يقول nindex.php?page=hadith&LINKID=651766قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين
قوله : ( حدثني ابن أبي أنس ) هو أبو سهيل نافع بن أبي أنس مالك بن أبي عامر شيخ إسماعيل بن جعفر ، وهو من صغار شيوخ الزهري بحيث أدركه تلامذة الزهري وهو أصغر منهم nindex.php?page=showalam&ids=12430كإسماعيل بن جعفر . وهذا الإسناد يعد من رواية الأقران ، وقد تأخر أبو سهيل في الوفاة عن الزهري . وقد بين nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي أن مراد الزهري بابن أبي أنس نافع هذا ، فأخرج من وجه آخر عن عقيل عن ابن شهاب " أخبرني أبو سهيل عن أبيه " وأخرجه من طريق صالح عن ابن شهاب فقال : " أخبرني نافع بن أبي أنس " وروى هذا الحديث معمر عن الزهري فأرسله ، وحذف من بينه وبين nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، ورواه ابن إسحاق عن الزهري عن أويس بن أبي أويس عديل بني تميم عن أنس ، قال nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي وهو خطأ .
قوله : ( مولى التيميين ) أي : مولى بني تيم ، والمراد منهم آل طلحة بن عبيد الله أحد العشرة ، وكان أبو عامر والد مالك قد قدم مكة فقطنها وحالف عثمان بن عبيد الله أخا طلحة فنسب إليه ، وكان مالك الفقيه يقول : لسنا موالي آل تيم ، إنما نحن عرب من أصبح ، ولكن جدي حالفهم .
قوله : ( وسلسلت الشياطين ) قال nindex.php?page=showalam&ids=14164الحليمي : يحتمل أن يكون المراد من الشياطين مسترقو السمع منهم ، وأن تسلسلهم يقع في ليالي رمضان دون أيامه ؛ لأنهم كانوا منعوا في زمن نزول القرآن من استراق السمع فزيدوا التسلسل مبالغة في الحفظ ، ويحتمل أن يكون المراد أن الشياطين لا يخلصون من افتتان المسلمين إلى ما يخلصون إليه في غيره لاشتغالهم بالصيام الذي فيه قمع الشهوات وبقراءة القرآن والذكر ، وقال غيره : المراد بالشياطين بعضهم وهم المردة منهم ، وترجم لذلك nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة في " صحيحه " وأورد ما أخرجه هو nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم من طريق الأعمش عن أبي صالح عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بلفظ : nindex.php?page=hadith&LINKID=886890إذا كان أول ليلة من [ ص: 137 ] شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي من طريق أبي قلابة عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بلفظ : " وتغل فيه مردة الشياطين " زاد أبو صالح في روايته : nindex.php?page=hadith&LINKID=886891وغلقت أبواب النار ، فلم يفتح منها باب ، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ، ونادى مناد : يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر ، ولله عتقاء من النار ، وذلك كل ليلة لفظ nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة ، وقوله : " صفدت " بالمهملة المضمومة بعدها فاء ثقيلة مكسورة أي : شدت بالأصفاد وهي الأغلال ، وهو بمعنى سلسلت ، ونحوه للبيهقي من حديث ابن مسعود وقال فيه : nindex.php?page=hadith&LINKID=886892فتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب الشهر كله .
قال عياض : يحتمل أنه على ظاهره وحقيقته ، وأن ذلك كله علامة للملائكة لدخول الشر ، وتعظيم حرمته ، ولمنع الشياطين من أذى المؤمنين ، ويحتمل أن يكون إشارة إلى كثرة الثواب والعفو ، وأن الشياطين يقل إغواؤهم فيصيرون كالمصفدين . قال : ويؤيد هذا الاحتمال الثاني قوله في رواية يونس عن ابن شهاب عند مسلم : فتحت أبواب الرحمة قال : ويحتمل أن يكون فتح أبواب الجنة عبارة عما يفتحه الله لعباده من الطاعات وذلك أسباب لدخول الجنة ، وغلق أبواب النار عبارة عن صرف الهمم عن المعاصي الآيلة بأصحابها إلى النار ، وتصفيد الشياطين عبارة عن تعجيزهم عن الإغواء وتزيين الشهوات . قال الزين بن المنير : والأول أوجه ، ولا ضرورة تدعو إلى صرف اللفظ عن ظاهره . وأما الرواية التي فيها : " أبواب الرحمة وأبواب السماء " فمن تصرف الرواة ، والأصل أبواب الجنة ؛ بدليل ما يقابله وهو غلق أبواب النار ، واستدل به على أن الجنة في السماء لإقامة هذا مقام هذه في الرواية ، وفيه نظر ، وجزم التوربشتي شارح " المصابيح : بالاحتمال الأخير ، وعبارته : فتح أبواب السماء كناية عن تنزل الرحمة وإزالة الغلق عن مصاعد أعمال العباد تارة ببذل التوفيق وأخرى بحسن القبول ، وغلق أبواب جهنم كناية عن تنزه أنفس الصوام عن رجس الفواحش والتخلص من البواعث عن المعاصي بقمع الشهوات .
وقال الطيبي : فائدة فتح أبواب السماء توقيف الملائكة على استحماد فعل الصائمين وأنه من الله بمنزلة عظيمة ، وفيه إذا علم المكلف ذلك بإخبار الصادق ما يزيد في نشاطه ويتلقاه بأريحية ، وقال القرطبي بعد أن رجح حمله على ظاهره : فإن قيل : كيف نرى الشرور والمعاصي واقعة في رمضان كثيرا فلو صفدت الشياطين لم يقع ذلك؟ فالجواب أنها إنما تقل عن الصائمين الصوم الذي حوفظ على شروطه وروعيت آدابه ، أو المصفد بعض الشياطين وهم المردة لا كلهم كما تقدم في بعض الروايات ، أو المقصود تقليل الشرور فيه ، وهذا أمر محسوس ، فإن وقوع ذلك فيه أقل من غيره ، إذ لا يلزم من تصفيد جميعهم أن لا يقع شر ولا معصية ؛ لأن لذلك أسبابا غير الشياطين كالنفوس الخبيثة والعادات القبيحة والشياطين الإنسية . وقال غيره : في تصفيد الشياطين في رمضان إشارة إلى رفع عذر المكلف كأنه يقال له : قد كفت الشياطين عنك فلا تعتل بهم في ترك الطاعة ولا فعل المعصية .