باب شهرا عيد لا ينقصان قال أبو عبد الله قال إسحاق وإن كان ناقصا فهو تمام وقال محمد لا يجتمعان كلاهما ناقص
1813 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17072مسدد حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17116معتمر قال سمعت nindex.php?page=showalam&ids=12420إسحاق بن سويد عن nindex.php?page=showalam&ids=16329عبد الرحمن بن أبي بكرة عن nindex.php?page=showalam&ids=130أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم وحدثني nindex.php?page=showalam&ids=17072مسدد حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17116معتمر عن nindex.php?page=showalam&ids=15804خالد الحذاء قال أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=16329عبد الرحمن بن أبي بكرة عن nindex.php?page=showalam&ids=130أبيه رضي الله عنه nindex.php?page=hadith&LINKID=651779عن النبي صلى الله عليه وسلم قال شهران لا ينقصان شهرا عيد رمضان وذو الحجة
قوله : ( باب " شهرا عيد لا ينقصان " ) هكذا ترجم ببعض لفظ الحديث ، وهذا القدر لفظ طريق لحديث الباب عند الترمذي من رواية بشر بن المفضل عن خالد الحذاء .
[ ص: 149 ] قوله : ( حدثنا مسدد حدثنا معتمر ) فساق الإسناد ثم قال : " وحدثني مسدد قال : حدثنا معتمر " فساقه بإسناد آخر لمسدد ، وساق المتن على لفظ الرواية الثانية ، وكأن النكتة في كونه لم يجمع الإسنادين معا ، مع أنهما لم يتغايرا إلا في شيخ معتمر أن nindex.php?page=showalam&ids=17072مسددا حدثه به مرة ومعه غيره عن معتمر عن إسحاق ، وحدثه به مرة أخرى ، إما وهو وحده ، وإما بقراءته عليه عن معتمر عن خالد ، nindex.php?page=showalam&ids=17072ولمسدد فيه شيخ آخر أخرجه أبو داود عنه عن nindex.php?page=showalam&ids=17360يزيد بن زريع ، عن خالد وهو محفوظ عن خالد الحذاء من طرق . وأما قول قاسم في " الدلائل " : سمعت موسى بن هارون يحدث بهذا الحديث عن العباس بن الوليد عن nindex.php?page=showalam&ids=17360يزيد بن زريع مرفوعا ، قال موسى وأنا أهاب رفعه ، فإن لم يحمل على أن nindex.php?page=showalam&ids=17360يزيد بن زريع كان ربما وقفه وإلا فليس لمهابة رفعه معنى . وأما لفظ إسحاق العدوي فأخرجه أبو نعيم في مستخرجه من طريق أبي خليفة nindex.php?page=showalam&ids=15061وأبي مسلم الكجي جميعا عن مسدد بهذا الإسناد بلفظ : " nindex.php?page=hadith&LINKID=886909لا ينقص رمضان ولا ينقص ذو الحجة " وأشار nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي أيضا إلى أن هذا اللفظ لإسحاق العدوي ، لكن أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي من طريق يحيى بن محمد بن يحيى عن مسدد بلفظ : " شهرا عيد لا ينقصان " كما هو لفظ الترجمة ، وكأن هذا هو السر في اقتصار nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري على سياق المتن على لفظ خالد دون إسحاق لكونه لم يختلف في سياقه عليه .
وقد اختلف العلماء في معنى هذا الحديث : فمنهم من حمله على ظاهره فقال : لا يكون رمضان ولا ذو الحجة أبدا إلا ثلاثين ، وهذا قول مردود معاند للموجود المشاهد ، ويكفي في رده قوله ، صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=886906صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ، فإن غم عليكم فأكملوا العدة فإنه لو كان رمضان أبدا ثلاثين لم يحتج إلى هذا . ومنهم من تأول له معنى لائقا . وقال أبو الحسن : كان إسحاق بن راهويه يقول : لا ينقصان في الفضيلة إن كانا تسعة وعشرين أو ثلاثين . انتهى . وقيل : لا ينقصان معا ، إن جاء أحدهما تسعا وعشرين جاء الآخر ثلاثين ، ولا بد . وقيل : لا ينقصان في ثواب العمل فيهما ، وهذان القولان مشهوران عن السلف وقد ثبتا منقولين في أكثر الروايات في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، وسقط ذلك في رواية أبي ذر وفي رواية النسفي وغيره عقب الترجمة قبل سياق الحديث . قال إسحاق : وإن كان ناقصا فهو تمام . وقال محمد : لا يجتمعان كلاهما ناقص . nindex.php?page=showalam&ids=12418وإسحاق هذا هو ابن راهويه ، nindex.php?page=showalam&ids=12070ومحمد هو البخاري المصنف . ووقع عند الترمذي نقل القولين عن إسحاق بن راهويه nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد بن حنبل ، وكأن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري اختار مقالة أحمد فجزم بها أو تواردا عليها . قال الترمذي قال أحمد : معناه : لا ينقصان معا في سنة واحدة . انتهى .
ثم وجدت في نسخة الصغاني ما نصه عقب الحديث : قال أبو عبد الله قال إسحاق تسعة وعشرون يوما تام . وقال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل : إن نقص رمضان تم ذو الحجة ، وإن نقص ذو الحجة تم رمضان . وقال إسحاق : معناه : وإن كان تسعا وعشرين فهو تمام غير نقصان . قال : وعلى مذهب إسحاق يجوز أن ينقصا معا في سنة واحدة . وروى nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في تاريخه بإسناد صحيح أن إسحاق بن إبراهيم سئل عن ذلك فقال : إنكم ترون العدد ثلاثين ، فإذا كان تسعا وعشرين ترونه نقصانا ، وليس ذلك بنقصان . ووافق أحمد على اختياره أبو بكر أحمد بن عمرو البزار فأوهم مغلطاي أنه مراد الترمذي بقوله : " وقال أحمد " وليس كذلك ، وإنما ذكره قاسم في " الدلائل " عن البزار فقال : سمعت البزار يقول : معناه لا ينقصان جميعا في سنة واحدة . قال : ويدل عليه رواية زيد بن عقبة عن سمرة بن جندب مرفوعا " nindex.php?page=hadith&LINKID=886910شهرا عيد لا يكونان ثمانية وخمسين يوما " وادعى مغلطاي أيضا أن المراد بإسحاق إسحاق بن سويد العدوي راوي الحديث ، ولم يأت على ذلك بحجة .
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان لهذا الحديث معنيين : أحدهما [ ص: 150 ] ما قاله إسحاق ، والآخر أن المراد أنهما في الفضل سواء ؛ لقوله في الحديث الآخر : nindex.php?page=hadith&LINKID=886911ما من أيام العمل فيها أفضل من عشر ذي الحجة وذكر القرطبي أن فيه خمسة أقوال ، فذكر نحو ما تقدم ، وزاد أن معناه : لا ينقصان في عام بعينه ، وهو العام الذي قال فيه - صلى الله عليه وسلم - تلك المقالة . وهذا حكاه ابن بزيزة ومن قبله أبو الوليد بن رشد ونقله المحب الطبري عن nindex.php?page=showalam&ids=13428أبي بكر بن فورك ، وقيل : المعنى : لا ينقصان في الأحكام ، وبهذا جزم nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي وقبله nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي فقال : معنى لا ينقصان أن الأحكام فيهما - وإن كانا تسعة وعشرين - متكاملة غير ناقصة عن حكمهما إذا كانا ثلاثين . وقيل : معناه لا ينقصان في نفس الأمر ، لكن ربما حال دون رؤية الهلال مانع ، وهذا أشار إليه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان أيضا . ولا يخفى بعده . وقيل : معناه لا ينقصان معا في سنة واحدة على طريق الأكثر الأغلب ، وإن ندر وقوع ذلك ، وهذا أعدل مما تقدم ؛ لأنه ربما وجد وقوعهما ووقوع كل منهما تسعة وعشرين . قال nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي : الأخذ بظاهره أو حمله على نقص أحدهما يدفعه العيان ؛ لأنا قد وجدناهما ينقصان معا في أعوام . وقال الزين بن المنير : لا يخلو شيء من هذه الأقوال عن الاعتراض ، وأقربها أن المراد أن النقص الحسي باعتبار العدد ينجبر بأن كلا منهما شهر عيد عظيم ، فلا ينبغي وصفهما بالنقصان ، بخلاف غيرهما من الشهور .
وحاصله يرجع إلى تأييد قول إسحاق . وقال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في " المعرفة " إنما خصهما بالذكر لتعلق حكم الصوم والحج بهما ، وبه جزم النووي وقال : إنه الصواب المعتمد . والمعنى أن كل ما ورد عنهما من الفضائل والأحكام حاصل سواء كان رمضان ثلاثين أو تسعا وعشرين ، سواء صادف الوقوف اليوم التاسع أو غيره . ولا يخفى أن محل ذلك ما إذا لم يحصل تقصير في ابتغاء الهلال ، وفائدة الحديث رفع ما يقع في القلوب من شك لمن صام تسعا وعشرين أو وقف في غير يومعرفة . وقد استشكل بعض العلماء إمكان الوقوف في الثامن اجتهادا ، وليس مشكلا ؛ لأنه ربما ثبتت الرؤية بشاهدين أن أول ذي الحجة الخميس مثلا فوقفوا يوم الجمعة ، ثم تبين أنهما شهدا زورا . وقال الطيبي : ظاهر سياق الحديث بيان اختصاص الشهرين بمزية ليست في غيرهما من الشهور ، وليس المراد أن ثواب الطاعة في غيرهما ينقص ، وإنما المراد رفع الحرج عما عسى أن يقع فيه خطأ في الحكم لاختصاصهما بالعيدين وجواز احتمال وقوع الخطأ فيهما ، ومن ثم قال : " شهرا عيد " بعد قوله : " شهران لا ينقصان " ولم يقتصر على قوله : رمضان وذي الحجة . انتهى .
وفي الحديث حجة لمن قال : إن الثواب ليس مرتبا على وجود المشقة دائما ، بل لله أن يتفضل بإلحاق الناقص بالتام في الثواب . واستدل به بعضهم لمالك في اكتفائه لرمضان بنية واحدة قال : لأنه جعل الشهر بجملته عبادة واحدة فاكتفى له بالنية ، وهذا الحديث يقتضي أن التسوية في الثواب بين الشهر الذي يكون تسعا وعشرين وبين الشهر الذي يكون ثلاثين إنما هو بالنظر إلى جعل الثواب متعلقا بالشهر من حيث الجملة لا من حيث تفضيل الأيام . وأما ما ذكره البزار من رواية زيد بن عقبة عن سمرة بن جندب فإسناده ضعيف ، وقد أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في " الأفراد " nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني من هذا الوجه بلفظ : " لا يتم شهران ستين يوما " وقال أبو الوليد بن رشد : إن ثبت فمعناه : لا يكونان ثمانية وخمسين في الأجر والثواب . وروى nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني حديث الباب من طريق هشيم عن خالد الحذاء بسنده هذا بلفظ : " nindex.php?page=hadith&LINKID=886912كل شهر حرام لا ينقص ، ثلاثون يوما وثلاثون ليلة " وهذا بهذا اللفظ شاذ ، والمحفوظ عن خالد ما تقدم ، وهو الذي توارد عليه الحفاظ من أصحابه كشعبة nindex.php?page=showalam&ids=15743وحماد بن زيد ويزيد بن زريع nindex.php?page=showalam&ids=15535وبشر بن المفضل وغيرهم . وقد ذكر nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي أن عبد الرحمن بن إسحاق روى [ ص: 151 ] هذا الحديث عن nindex.php?page=showalam&ids=16329عبد الرحمن بن أبي بكرة بهذا اللفظ ، قال nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي : وعبد الرحمن بن إسحاق لا يقاوم nindex.php?page=showalam&ids=15804خالدا الحذاء في الحفظ . قلت : فعلى هذا فقد دخل لهشيم حديث في حديث ؛ لأن اللفظ الذي أورده عن خالد هو لفظ عبد الرحمن . وقال ابن رشد : إن صح فمعناه أيضا في الأجر والثواب .
( تنبيه ) : ليس nindex.php?page=showalam&ids=12420لإسحاق بن سويد - وهو ابن هبيرة البصري العدوي ، عدي مضر ، وهو تابعي صغير ، روى هنا عن تابعي كبير - في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري سوى هذا الحديث الواحد . وقد أخرجه مقرونا بخالد الحذاء وقد رمي بالنصب ، وذكره nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي في الضعفاء بهذا السبب .