1817 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15698حجاج بن منهال حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17249هشيم قال أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=15721حصين بن عبد الرحمن عن nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال nindex.php?page=hadith&LINKID=651783لما نزلت حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود عمدت إلى عقال أسود وإلى عقال أبيض فجعلتهما تحت وسادتي فجعلت أنظر في الليل فلا يستبين لي فغدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت له ذلك فقال إنما ذلك سواد الليل وبياض النهار
قوله : ( باب قول الله - عز وجل - : وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم ساق إلى قوله : إلى الليل وهذه الترجمة سيقت لبيان انتهاء وقت الأكل وغيره الذي أبيح بعد أن كان ممنوعا ، واستفيد من حديث سهل الذي في هذا الباب أن ذكر نزول الآية في حديث البراء أريد به معظمها وهو أن قوله : من الفجر تأخر [ ص: 158 ] نزوله عن بقية الآية مع أنه ليس في حديث البراء التصريح بأن قوله : من الفجر نزل أولا ، فإن رواية حديث الباب فيها إلى قوله : الخيط الأسود ورواية أبي داود nindex.php?page=showalam&ids=11868وأبي الشيخ فيها إلى قوله : من الفجر ، فيحمل الثاني على أن قوله : من الفجر لم يدخل في الغاية .
قوله : ( فيه البراء عن النبي صلى الله عليه وسلم ) يريد الحديث الذي مضى قبله ، وهو موصول كما تقدم .
قوله : ( أخبرني حصين ) روى nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي من طريق إسماعيل بن سالم عن هشيم أنبأنا حصين nindex.php?page=showalam&ids=16878ومجالد ، وكذا أخرجه الترمذي عن أحمد بن منيع عن هشيم إلا أنه فرقهما .
قوله : ( عن عدي بن حاتم ) في رواية الترمذي : " أخبرني عدي بن حاتم " وكذا أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة عن أحمد بن منيع ، وهكذا أورده أبو عوانة من طريق أبي عبيد عن هشيم عن حصين .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي في " المعالم " في قوله : إن وسادك لعريض قولان : أحدهما يريد إن نومك لكثير ، وكنى بالوسادة عن النوم لأن النائم يتوسد ، أو أراد إن ليلك لطويل إذا كنت لا تمسك عن الأكل حتى يتبين لك العقال ، والقول الآخر أنه كنى بالوسادة عن الموضع الذي يضعه من رأسه وعنقه على الوسادة إذا نام ، والعرب تقول : فلان عريض القفا . إذا كان فيه غباوة وغفلة ، وقد روي في هذا الحديث من طريق أخرى : إنك عريض القفا وجزم nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري [ ص: 159 ] بالتأويل الثاني فقال : إنما عرض النبي - صلى الله عليه وسلم - قفا عدي ؛ لأنه غفل عن البيان ، وعرض القفا مما يستدل به على قلة الفطنة ، وأنشد في ذلك شعرا .
وقد أنكر ذلك كثير منهم القرطبي فقال : حمله بعض الناس على الذم له على ذلك الفهم ، وكأنهم فهموا أنه نسبه إلى الجهل والجفاء وعدم الفقه ، وعضدوا ذلك بقوله : " إنك عريض القفا " وليس الأمر على ما قالوه ؛ لأن من حمل اللفظ على حقيقته اللسانية التي هي الأصل إن لم يتبين له دليل التجوز لم يستحق ذما ولا ينسب إلى جهل ، وإنما عنى - والله أعلم - أن وسادك إن كان يغطي الخيطين اللذين أراد الله فهو إذا عريض واسع ، ولهذا قال في أثر ذلك : " إنما ذلك سواد الليل وبياض النهار " ، فكأنه قال : فكيف يدخلان تحت وسادتك؟ وقوله : " إنك لعريض القفا " ، أي : إن الوساد الذي يغطي الليل والنهار لا يرقد عليه إلا قفا عريض للمناسبة .
قلت : وترجم عليه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان " ذكر البيان بأن العرب تتفاوت لغاتها " وأشار بذلك إلى أن عديا لم يكن يعرف في لغته أن سواد الليل وبياض النهار يعبر عنهما بالخيط الأسود والخيط الأبيض . وساق هذا الحديث . قال ابن المنير في " الحاشية " : في حديث عدي جواز التوبيخ بالكلام النادر الذي يسير فيصير مثلا بشرط صحة القصد ووجود الشرط عند أمن الغلو في ذلك ، فإنه مزلة القدم إلا لمن عصمه الله تعالى .