قوله : ( باب تعجيل السحور ) أي : الإسراع بالأكل إشارة إلى أن السحور كان يقع قرب طلوع الفجر . وروى مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه : " كنا ننصرف - أي : من صلاة الليل - فنستعجل بالطعام مخافة الفجر " قال ابن بطال ولو ترجم له بباب تأخير السحور لكان حسنا ، وتعقبه مغلطاي بأنه وجد في نسخة أخرى من nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري " باب تأخير السحور " ولم أر ذلك في شيء من نسخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري التي وقعت لنا . وقال الزين بن المنير : التعجيل من الأمور النسبية ، فإن نسب إلى أول الوقت كان معناه التقديم وإن نسب إلى آخره كان معناه التأخير ، وإنما سماه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري تعجيلا إشارة منه إلى أن الصحابي كان يسابق بسحوره الفجر عند خوف طلوعه وخوف فوات الصلاة بمقدار ذهابه إلى المسجد .
قوله : ( عن أبيه أبي حازم ) أشار nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي إلى أن عبد العزيز بن أبي حازم لم يسمعه من أبيه ، فأخرج من طريق مصعب الزبيري عن أبي حازم عن عبد الله بن عامر الأسلمي عن أبي حازم عن سهل ، ثم رواه من طريق أخرى عن عبد الله بن عامر عن أبي حازم . وعبد الله بن عامر هو الأسلمي فيه ضعف ، وأشار nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي إلى تعليل الحديث بذلك . nindex.php?page=showalam&ids=17094ومصعب بن عبد الله الزبيري لا يقاوم الحفاظ الذين رووه عن عبد العزيز عن أبيه بغير واسطة فزيادته شاذة ، ويحتمل أن يكون عبد العزيز سمع من عبد الله بن عامر فيه عن أبيه زيادة لم تكن فيما سمعه من أبيه فلذلك حدث به تارة عن أبيه بلا واسطة وتارة بالواسطة . وقد أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في المواقيت من وجه آخر عن أبي حازم فبطل التعليل برواية عبد العزيز بن أبي حازم ، والله أعلم .
قوله : ( ثم تكون سرعتي ) في رواية nindex.php?page=showalam&ids=16036سليمان بن بلال " ثم تكون سرعة بي " وسرعة - بالضم - على أن [ ص: 164 ] كان تامة ولفظ " بي " متعلق بسرعة أو ليست تامة و " بي " الخبر أو قوله : " أن أدرك " ، ويجوز النصب على أنها خبر كان ، والاسم ضمير يرجع إلى ما يدل عليه لفظ السرعة .
قوله : ( أن أدرك السحور ) كذا في رواية الكشميهني ، وللنسفي والجمهور : " أن أدرك السجود " وهو الصواب ، ويؤيده أن في الرواية المتقدمة في المواقيت : " أن أدرك صلاة الفجر " وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي : " صلاة الصبح " وفي رواية أخرى " صلاة الغداة " . قال عياض : مراد سهل بن سعد أن غاية إسراعه أن سحوره لقربه من طلوع الفجر كان بحيث لا يكاد أن يدرك صلاة الصبح مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولشدة تغليس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالصبح . وقال ابن المنير في الحاشية : المراد أنهم كانوا يزاحمون بالسحور الفجر فيختصرون فيه ويستعجلون خوف الفوات .
( تنبيه ) : قال المزي : ذكر خلف أن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أخرج هذا الحديث في الصوم عن محمد بن عبيد الله وقتيبة ، كلاهما عن عبد العزيز ، قال ولم نجده في الصحيح ولا ذكره أبو مسعود . قلت : ورأيت هنا بخط القطب ومغلطاي " محمد بن عبيد " بغير إضافة ، وهو غلط والصواب " محمد بن عبيد الله " وهو أبو ثابت المدني مشهور من كبار شيوخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري .