قوله : ( باب من الدين الفرار من الفتن ) عدل المصنف عن الترجمة بالإيمان - مع كونه ترجم لأبواب [ ص: 88 ] الإيمان - مراعاة للفظ الحديث ، ولما كان الإيمان والإسلام مترادفين في عرف الشرع وقال الله تعالى إن الدين عند الله الإسلام صح إطلاق الدين في موضع الإيمان .
قوله : ( حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15020عبد الله بن مسلمة ) هو القعنبي أحد رواة الموطأ ، نسب إلى جده قعنب ، وهو بصري أقام بالمدينة مدة .
قوله : ( عن أبيه ) هو عبد الله بن عبد الرحمن بن الحارث بن أبي صعصعة ، فسقط الحارث من الرواية ، واسم أبي صعصعة عمرو بن زيد بن عوف الأنصاري ثم المازني ، هلك في الجاهلية ، وشهد ابنه الحارث أحدا ، واستشهد باليمامة .
قوله : ( عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد ) اسمه سعد على الصحيح - وقيل سنان - ابن مالك بن سنان ، استشهد أبوه بأحد ، وكان هو من المكثرين . وهذا الإسناد كله مدنيون ، وهو من أفراد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن مسلم . نعم أخرج مسلم في الجهاد - وهو عند المصنف أيضا من وجه آخر - عن أبي سعيد حديث الأعرابي الذي سأل : أي الناس خير ؟ قال : مؤمن مجاهد في سبيل الله بنفسه وماله . قال : ثم من ؟ قال : مؤمن في شعب من الشعاب يتقي الله ويدع الناس من شره . وليس فيه ذكر الفتن . وهي زيادة من حافظ فيقيد بها المطلق . ولها شاهد من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عند nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم ، ومن حديث أم مالك البهزية عند الترمذي ، ويؤيده ما ورد من النهي عن سكنى البوادي والسياحة والعزلة ، وسيأتي مزيد لذلك في كتاب الفتن .
قوله : ( يوشك ) بكسر الشين المعجمة أي : يقرب .
قوله : ( خير ) بالنصب على الخبر ، وغنم الاسم ، وللأصيلي برفع خير ونصب غنما على الخبرية ، ويجوز رفعهما على الابتداء والخبر يقدر في يكون ضمير الشأن قاله ابن مالك ، لكن لم تجئ به الرواية .
قوله : ( يتبع ) بتشديد التاء ويجوز إسكانها ، " وشعف " بفتح المعجمة والعين المهملة جمع شعفة كأكم وأكمة وهي رءوس الجبال .
قوله : ( ومواقع القطر ) بالنصب عطفا على شعف ، أي : بطون الأودية ، وخصهما بالذكر لأنهما مظان المرعى .
قوله : ( يفر بدينه ) أي : بسبب دينه . و " من " ابتدائية ، قال الشيخ النووي : في الاستدلال بهذا الحديث للترجمة نظر ; لأنه لا يلزم من لفظ الحديث عد الفرار دينا ، وإنما هو صيانة للدين . قال : فلعله لما رآه صيانة للدين أطلق عليه اسم الدين . وقال غيره : إن أريد بمن كونها جنسية أو تبعيضية فالنظر متجه ، وإن أريد كونها ابتدائية أي : الفرار من الفتنة منشؤه الدين فلا يتجه النظر . وهذا الحديث قد ساقه المصنف أيضا في كتاب الفتن ، وهو أليق المواضع به ، والكلام عليه يستوفى هناك إن شاء الله تعالى .