[ ص: 246 ] قوله : ( باب الوصال إلى السحر ) أي : جوازه ، وقد تقدم أنه قول أحمد وطائفة من أصحاب الحديث ، وتقدم توجيهه ، وأن من الشافعية من قال إنه ليس بوصال حقيقة .
قوله : ( حدثني nindex.php?page=showalam&ids=16372ابن أبي حازم ) هو عبد العزيز ، وشيخه nindex.php?page=showalam&ids=17365يزيد هو ابن عبد الله بن الهاد شيخ الليث في الباب الذي قبله في هذا الحديث بعينه ، وعبد الله بن خباب بمعجمة وموحدتين الأولى مثقلة مدني من موالي الأنصار لم أر له رواية إلا عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري ، وقد أخرج له المصنف سبعة أحاديث هذا ثانيها ، وتوقف nindex.php?page=showalam&ids=14033الجوزقي في معرفة حاله ، ووثقه nindex.php?page=showalam&ids=11970أبو حاتم الرازي وغيره ، وقد وافقه على رواية حديث الوصال عن أبي سعيد بشر بن حرب أخرجه عبد الرزاق من طريقه .
( تنبيه ) : وقع عند nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة في حديث أبي صالح عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة من طريق عبيدة بن حميد عن الأعمش عنه تقييد وصال النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنه إلى السحر ، ولفظه : nindex.php?page=hadith&LINKID=887068 " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يواصل إلى السحر ، ففعل بعض أصحابه ذلك فنهاه ، فقال يا رسول الله ، إنك تفعل ذلك " الحديث . وظاهره يعارض حديث أبي سعيد هذا ، فإن مقتضى حديث أبي صالح النهي عن الوصال إلى السحر ، وصريح حديث أبي سعيد الإذن بالوصال إلى السحر ، والمحفوظ في حديث أبي صالح إطلاق النهي عن الوصال بغير تقييد بالسحر ، ولذلك اتفق عليه جميع الرواة عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، فرواية عبيدة بن حميد هذه شاذة ، وقد خالفه أبو معاوية وهو أضبط أصحاب الأعمش فلم يذكر ذلك ، أخرجه أحمد وغيره عن أبي معاوية ، وتابعه nindex.php?page=showalam&ids=16421عبد الله بن نمير عن الأعمش كما تقدم ، وعلى تقدير أن تكون رواية عبيدة بن حميد محفوظة فقد أشار nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة إلى الجمع بينهما بأنه يحتمل أن يكون نهى - صلى الله عليه وسلم - عن الوصال أولا مطلقا سواء جميع الليل أو بعضه ، وعلى هذا يحمل حديث أبي صالح ، ثم خص النهي بجميع الليل فأباح الوصال إلى السحر ، وعلى هذا يحمل حديث أبي سعيد ، أو يحمل النهي في حديث أبي صالح على كراهة التنزيه ، والنهي في حديث أبي سعيد على ما فوق السحر على كراهة التحريم . والله أعلم .