الحديث الثالث : حديث معاوية من طريق ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن أي : ابن عوف عنه ، هكذا رواه مالك وتابعه يونس nindex.php?page=showalam&ids=16214وصالح بن كيسان وابن عيينة وغيرهم ، وقال الأوزاعي : " عن الزهري عن nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة بن عبد الرحمن " وقال nindex.php?page=showalam&ids=114النعمان بن راشد : " عن الزهري عن السائب بن يزيد " كلاهما عن معاوية ، والمحفوظ رواية الزهري عن حميد بن عبد الرحمن قاله nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي وغيره ، ووقع عند مسلم في رواية يونس عن الزهري : " أخبرني حميد بن عبد الرحمن أنه سمع معاوية " .
[ ص: 290 ] قوله : ( عام حج على المنبر ) زاد يونس : " بالمدينة " وقال في رواية : " في قدمة قدمها " وكأنه تأخر بمكة أو المدينة في حجته إلى يوم عاشوراء ، وذكر أبو جعفر الطبري أن أول حجة حجها معاوية بعد أن استخلف كانت في سنة أربع وأربعين ، وآخر حجة حجها سنة سبع وخمسين والذي يظهر أن المراد بها في هذا الحديث الحجة الأخيرة .
قوله : ( أين علماؤكم ) ؟ في سياق هذه القصة إشعار بأن معاوية لم ير لهم اهتماما بصيام عاشوراء ، فلذلك سأل عن علمائهم ، أو بلغه عمن يكره صيامه أو يوجبه .
قوله : ( ولم يكتب الله عليكم صيامه . . . إلخ ) هو كله من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - كما بينه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في روايته ، وقد استدل به على أنه لم يكن فرضا قط ، ولا دلالة فيه لاحتمال أن يريد : ولم يكتب الله عليكم صيامه على الدوام كصيام رمضان ، وغايته أنه عام خص بالأدلة الدالة على تقدم وجوبه ، أو المراد أنه لم يدخل في قوله تعالى : كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم ثم فسره بأنه شهر رمضان ، ولا يناقض هذا الأمر السابق بصيامه الذي صار منسوخا ، ويؤيد ذلك أن معاوية إنما صحب النبي - صلى الله عليه وسلم - من سنة الفتح ، والذين شهدوا أمره بصيام عاشوراء والنداء بذلك شهدوه في السنة الأولى أوائل العام الثاني ، ويؤخذ من مجموع الأحاديث أنه كان واجبا لثبوت الأمر بصومه ، ثم تأكد الأمر بذلك ، ثم زيادة التأكيد بالنداء العام ثم زيادته بأمر من أكل بالإمساك ثم زيادته بأمر الأمهات أن لا يرضعن فيه الأطفال ، وبقول ابن مسعود الثابت في مسلم : " nindex.php?page=hadith&LINKID=887204لما فرض رمضان ترك عاشوراء " مع العلم بأنه ما ترك استحبابه بل هو باق ، فدل على أن المتروك وجوبه . وأما قول بعضهم : المتروك تأكد استحبابه والباقي مطلق استحبابه فلا يخفى ضعفه ، بل تأكد استحبابه باق ولا سيما استمرار الاهتمام به حتى في عام وفاته - صلى الله عليه وسلم - حيث يقول : nindex.php?page=hadith&LINKID=887205لئن عشت لأصومن التاسع والعاشر ولترغيبه في صومه وأنه يكفر سنة ، وأي تأكيد أبلغ من هذا؟