قوله : ( عن أيوب عن عبد الله بن سعيد بن جبير عن أبيه ) وقع في رواية ابن ماجه من وجه آخر " عن أيوب عن سعيد بن جبير " والمحفوظ أنه عند أيوب بواسطة ، وكذلك أخرجه مسلم .
قوله : ( قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة فرأى اليهود تصوم ) في رواية مسلم : " فوجد اليهود صياما " .
قوله : ( فقال : ما هذا ) في رواية مسلم : " فقال لهم : ما هذا؟ " وللمصنف في تفسير " طه " من طريق أبي بشر عن سعيد بن جبير فسألهم .
قوله : ( فصامه موسى ) زاد مسلم في روايته : شكرا لله تعالى فنحن نصومه . وللمصنف في الهجرة في رواية أبي بشر : " ونحن نصومه تعظيما له " . nindex.php?page=showalam&ids=12251ولأحمد من طريق شبيل بن عوف عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة نحوه ، وزاد فيه : nindex.php?page=hadith&LINKID=887207وهو اليوم الذي استوت فيه السفينة على الجودي فصامه نوح شكرا وقد استشكل ظاهر الخبر لاقتضائه أنه - صلى الله عليه وسلم - حين قدومه المدينة وجد اليهود صياما يوم عاشوراء ، وإنما قدم المدينة في ربيع الأول ، [ ص: 291 ] والجواب عن ذلك أن المراد أن أول علمه بذلك وسؤاله عنه كان بعد أن قدم المدينة لا أنه قبل أن يقدمها علم ذلك ، وغايته أن في الكلام حذفا تقديره : " قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة فأقام إلى يوم عاشوراء فوجد اليهود فيه صياما ، ويحتمل أن يكون أولئك اليهود كانوا يحسبون يوم عاشوراء بحساب السنين الشمسية فصادف يوم عاشوراء بحسابهم اليوم الذي قدم فيه - صلى الله عليه وسلم - المدينة ، وهذا التأويل مما يترجح به أولوية المسلمين وأحقيتهم بموسى عليه الصلاة والسلام ؛ لإضلالهم اليوم المذكور وهداية الله للمسلمين له ، ولكن سياق الأحاديث تدفع هذا التأويل ، والاعتماد على التأويل الأول . ثم وجدت في " المعجم الكبير " nindex.php?page=showalam&ids=14687للطبراني ما يؤيد الاحتمال المذكور أولا ، وهو ما أخرجه في ترجمة nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت من طريق nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد عن أبيه عن nindex.php?page=showalam&ids=15786خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه قال : " ليس يوم عاشوراء باليوم الذي يقوله الناس ، إنما كان يوم تستر فيه الكعبة ، وكان يدور في السنة ، وكانوا يأتون فلانا اليهودي - يعني : ليحسب لهم - فلما مات أتوا nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت فسألوه " وسنده حسن ، قال شيخنا الهيثمي في زوائد المسانيد : لا أدري ما معنى هذا . قلت : ظفرت بمعناه في كتاب " الآثار القديمة لأبي الريحان البيروني " فذكر ما حاصله : أن جهلة اليهود يعتمدون في صيامهم وأعيادهم حساب النجوم ، فالسنة عندهم شمسية لا هلالية . قلت : فمن ثم احتاجوا إلى من يعرف الحساب ليعتمدوا عليه في ذلك .
قوله : ( وأمر بصيامه ) للمصنف في تفسير يونس من طريق أبي بشر أيضا : " nindex.php?page=hadith&LINKID=887208فقال لأصحابه أنتم أحق بموسى منهم فصوموا " واستشكل رجوعه إليهم في ذلك ، وأجاب المازري باحتمال أن يكون أوحي إليه بصدقهم أو تواتر عنده الخبر بذلك ، زاد عياض : أو أخبره به من أسلم منهم كابن سلام ، ثم قال : ليس في الخبر أنه ابتدأ الأمر بصيامه ، بل في حديث عائشة التصريح بأنه كان يصومه قبل ذلك ، فغاية ما في القصة أنه لم يحدث له بقول اليهود تجديد حكم ، وإنما هي صفة حال وجواب سؤال ، ولم تختلف الروايات عن ابن عباس في ذلك ، ولا مخالفة بينه وبين حديث عائشة : nindex.php?page=hadith&LINKID=3502776 " إن أهل الجاهلية كانوا يصومونه " كما تقدم ، إذ لا مانع من توارد الفريقين على صيامه مع اختلاف السبب في ذلك ، قال القرطبي : لعل قريشا كانوا يستندون في صومه إلى شرع من مضى كإبراهيم ، وصوم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحتمل أن يكون بحكم الموافقة لهم كما في الحج ، أو أذن الله له في صيامه على أنه فعل خير ، فلما هاجر ووجد اليهود يصومونه وسألهم وصامه وأمر بصيامه احتمل ذلك أن يكون ذلك استئلافا لليهود كما استألفهم باستقبال قبلتهم ، ويحتمل غير ذلك . وعلى كل حال فلم يصمه اقتداء بهما ، فإنه كان يصومه قبل ذلك ، وكان ذلك في الوقت الذي يحب فيه موافقة أهل الكتاب فيما لم ينه عنه .
وقد أخرج مسلم من طريق أبي غطفان - بفتح المعجمة ثم المهملة بعدها فاء - ابن طريف بمهملة وزن عظيم : " سمعت ابن عباس يقول : nindex.php?page=hadith&LINKID=887209صام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عاشوراء وأمر بصيامه . قالوا : إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى " الحديث . واستشكل بأن التعليل بنجاة موسى وغرق فرعون يختص بموسى واليهود ، وأجيب باحتمال أن يكون عيسى كان يصومه وهو مما لم ينسخ من شريعة موسى ؛ لأن كثيرا منها ما نسخ بشريعة عيسى لقوله تعالى : ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم ويقال : إن أكثر الأحكام الفرعية إنما تتلقاها النصارى من التوراة . وقد أخرج أحمد من وجه آخر عن ابن عباس زيادة في سبب صيام اليهود له ، وحاصلها أن السفينة استوت على الجودي فيه فصامه نوح وموسى [ ص: 292 ] شكرا ، وقد تقدمت الإشارة لذلك قريبا ، وكأن ذكر موسى دون غيره هنا لمشاركته لنوح في النجاة وغرق أعدائهما .