قوله : ( باب من أحب البسط ) أي : التوسع ( في الرزق ) وجواب " من " محذوف تقديره ما في الحديث وهو " فليصل رحمه " ويستفاد منه جواز هذه المحبة خلافا لمن كرهها مطلقا .
قوله : ( حدثنا محمد بن أبي يعقوب ) اسم أبيه إسحاق بن منصور ، وقيل : إن منصورا اسم أبيه ، وقيل : إن أبا يعقوب جده الكرماني بكسر الكاف ، وذكر الكرماني الشارح أن النووي ضبطها بفتح الكاف وتعقبه ، وسلف النووي في ذلك أبو سعيد بن السمعاني وهو أعلم الناس بذلك ، فلعل الصواب فيها في الأصل الفتح ، ثم كثر استعمالها بالكسر تغييرا من العامة ، وقد نزل محمد المذكور البصرة ، ووثقه ابن معين وغيره ، ولم يعرف nindex.php?page=showalam&ids=11970أبو حاتم الرازي حاله ، وليس له في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري سوى هذا الحديث ، وآخر في تفسير المائدة ، وآخر في أوائل الأحكام ، والثلاثة إسنادها واحد إلى الزهري ، وشيخه nindex.php?page=showalam&ids=15712حسان هو ابن إبراهيم الكرماني nindex.php?page=showalam&ids=17423ويونس هو ابن يزيد .
قوله : ( قال nindex.php?page=showalam&ids=12142محمد هو الزهري ) كذا في الأصل ، وفي رواية أبي نعيم من وجه آخر عن حسان عن nindex.php?page=showalam&ids=17423يونس بن يزيد عن الزهري .
قوله : ( عن أنس ) يأتي في الأدب من وجه آخر عن الزهري أخبرني أنس .
قوله : ( وينسأ ) بضم أوله وسكون النون بعدها مهملة ثم همزة أي : يؤخر له ، والأثر هنا بقية العمر قال زهير :
والمرء ما عاش ممدود له أمل لا ينتهي الطرف حتى ينتهي الأثر
وسيأتي الكلام عليه هناك إن شاء الله تعالى . قال العلماء : معنى البسط في الرزق البركة فيه ، وفي العمر حصول القوة في الجسد ؛ لأن صلة أقاربه صدقة والصدقة تربي المال وتزيد فيه فينمو بها ويزكو ؛ لأن رزق الإنسان يكتب وهو في بطن أمه فلذلك احتيج إلى هذا التأويل ، أو المعنى أنه يكتب مقيدا بشرط كأن يقال : إن وصل رحمه فله كذا وإلا فكذا ، أو المعنى بقاء ذكره الجميل بعد الموت . وأغرب الحكيم الترمذي فقال : المراد بذلك قلة البقاء في البرزخ . وقال nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة : يحتمل أن يكتب أجل العبد مائة سنة وتزكيته عشرين فإن وصل رحمه زاد التزكية . وقال غيره : المكتوب عند الملك الموكل به غير المعلوم عند الله - عز وجل - ، [ ص: 354 ] فالأول يدخل فيه التغيير . وتوجيهه أن المعاملات على الظواهر والمعلوم والباطن خفي لا يعلق عليه الحكم ، فذلك الظاهر الذي اطلع عليه الملك هو الذي يدخله الزيادة والنقص والمحو والإثبات ، والحكمة فيه إبلاغ ذلك إلى المكلف ليعلم فضل البر وشؤم القطيعة ، وسيأتي ذكر هذه المسألة مبسوطة في كتاب القدر ، ويأتي الكلام على إيثار الغنى على الفقر في كتاب الرقاق ، إن شاء الله تعالى .