باب إذا بين البيعان ولم يكتما ونصحا ويذكر عن العداء بن خالد قال كتب لي النبي صلى الله عليه وسلم هذا ما اشترى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم من العداء بن خالد بيع المسلم من المسلم لا داء ولا خبثة ولا غائلة وقال قتادة الغائلة الزنا والسرقة والإباق وقيل لإبراهيم إن بعض النخاسين يسمي آري خراسان وسجستان فيقول جاء أمس من خراسان جاء اليوم من سجستان فكرهه كراهية شديدة وقال nindex.php?page=showalam&ids=27عقبة بن عامر لا يحل لامرئ يبيع سلعة يعلم أن بها داء إلا أخبره
1973 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16039سليمان بن حرب حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة عن nindex.php?page=showalam&ids=16203صالح أبي الخليل عن nindex.php?page=showalam&ids=16413عبد الله بن الحارث رفعه إلى nindex.php?page=showalam&ids=137حكيم بن حزام رضي الله عنه قال nindex.php?page=hadith&LINKID=651937قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البيعان بالخيار ما لم يتفرقا أو قال حتى يتفرقا فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما
قوله : ( باب إذا بين البيعان ) بفتح الموحدة وتشديد التحتانية أي : البائع والمشتري .
قوله : ( ولم يكتما ) أي : ما فيه من عيب ، وقوله : ( ونصحا ) من العام بعد الخاص ، وحذف جواب الشرط للعلم به وتقديره بورك لهما في بيعهما كما في حديث الباب ، وقالابن بطال : أصل هذا الباب أن نصيحة المسلم واجبة .
[ ص: 363 ] قوله : ( ويذكر عن العداء ) بالتثقيل وآخره همزة بوزن الفعال ابن خالد بن هوذة بن ربيعة بن عمرو بن عامر بن صعصعة ، صحابي قليل الحديث ، أسلم بعد حنين .
قوله : ( هذا ما اشترى محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من العداء بن خالد ) هكذا وقع هذا التعليق ، وقد وصل الحديث الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه nindex.php?page=showalam&ids=12644وابن الجارود وابن منده كلهم من طريق عبد المجيد بن أبي يزيد عن العداء بن خالد فاتفقوا على أن البائع النبي - صلى الله عليه وسلم - والمشتري العداء عكس ما هنا ، فقيل : إن الذي وقع هنا مقلوب وقيل : هو صواب وهو من الرواية بالمعنى ؛ لأن اشترى وباع بمعنى واحد ، ولزم من ذلك تقديم اسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على اسم العداء ، وشرحه nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي على ما وقع في الترمذي فقال : فيه البداءة باسم المفضول في الشروط إذا كان هو المشتري ، قال : وكتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - له ذلك وهو ممن لا يجوز عليه نقض عهده لتعليم الخلق ، قال : ثم إن ذلك على سبيل الاستحباب ؛ لأنه قد يتعاطى صفقات كثيرة بغير عهدة ، وفيه كتابة الاسم واسم الأب والجد في العهدة إلا إذا كان مشهورا بصفة تخصه ، ولذلك قال : " محمد رسول الله " استغنى بصفته عن نسبه ونسب العداء بن خالد ، قال : وفي قوله : " هذا ما اشترى " ثم قال : " بيع المسلم المسلم " إشارة إلى أن لا فرق بين الشراء والبيع .
قوله : ( بيع المسلم المسلم ) فيه أنه ليس من شأن المسلم الخديعة ، وأن تصدير الوثائق بقول الكاتب هذا ما اشترى أو أصدق لا بأس به ، ولا عبرة بوسوسة من منع من ذلك وزعم أنها تلتبس بما النافية .
قوله : ( لا داء ) أي : لا عيب ، والمراد به الباطن سواء ظهر منه شيء أم لا كوجع الكبد والسعال قاله المطرزي ، وقال ابن المنير في الحاشية : قوله : " لا داء " أي : يكتمه البائع ، وإلا فلو كان بعبد داء وبينه البائع لكان من بيع المسلم للمسلم ، ومحصله أنه لم يرد بقوله لا داء نفي الداء مطلقا بل نفي داء مخصوص وهو ما لم يطلع عليه .
قوله : ( ولا خبثة ) بكسر المعجمة وبضمها وسكون الموحدة بعدها مثلثة أي : مسبيا من قوم لهم عهد قاله المطرزي ، وقيل : المراد الأخلاق الخبيثة كالإباق ، وقال صاحب " العين " الريبة ، وقيل : المراد الحرام كما عبر عن الحلال بالطيب ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي : الداء ما كان في الخلق بالفتح والخبثة ما كان في الخلق بالضم ، والغائلة سكوت البائع على ما يعلم من مكروه في المبيع .
قوله : ( ولا غائلة ) بالمعجمة أي : ولا فجور ، وقيل : المراد الإباق ، وقال ابن بطال : هو من قولهم : اغتالني فلان ، إذا احتال بحيلة يتلف بها مالي .
قوله : ( قال قتادة . . . إلخ ) وصله ابن منده من طريق الأصمعي عن nindex.php?page=showalam&ids=12514سعيد بن أبي عروبة عنه ، قال ابن قرقول : الظاهر أن تفسير قتادة يرجع إلى الخبثة والغائلة معا .
قوله : ( وقيل : nindex.php?page=showalam&ids=12354لإبراهيم ) أي : النخعي ( إن بعض النخاسين ) بالنون والخاء المعجمة أي : الدلالين .
قوله : ( يسمى آري ) بفتح الهمزة الممدودة وكسر الراء وتشديد التحتانية هو مربط للدابة ، وقيل : معلفها ورده ابن الأنباري ، وقيل : هو حبل يدفن في الأرض ويبرز طرفه تشد به الدابة أصله من الحبس والإقامة من قولهم : تأرى الرجل بالمكان أي : أقام به ، والمعنى أن النخاسين كانوا يسمون مرابط دوابهم [ ص: 364 ] بأسماء البلاد ليدلسوا على المشتري بقولهم ذلك ؛ ليوهموا أنه مجلوب من خراسان وسجستان ، فيحرص عليها المشتري ويظن أنها قريبة العهد بالجلب ، قال عياض : وأظن أنه سقط من الأصل لفظة دوابهم ، قلت : أو سقطت الألف واللام التي للجنس ، كأنه كان فيه يسمى الآري أي : الإصطبل ، أو سقط الضمير كأنه كان فيه يسمى آرية ، وقد تصحفت هذه الكلمة في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12021أبي زيد المروزي فذكرها " أرى " بفتحتين بغير مد وقصر آخره وزن دعا ، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12002أبي ذر الهروي مثله ، لكن بضم الهمزة أي : أظن ، واضطرب فيها غيرهما فحكى ابن التين أنها رويت بفتح الهمزة وسكون الراء ، قال : وفي رواية ابن نظيف قرى بضم القاف وفتح الراء والأول هو المعتمد ، قال الراعي :
فقد فخروا بخيلهم علينا لنا آريهن على معد
وقد بين الصواب في ذلك ما رواه ابن أبي شيبة عن هشيم عن مغيرة عن إبراهيم قال : " قيل : له : إن ناسا من النخاسين وأصحاب الدواب يسمي أحدهم إصطبل دوابه خراسان وسجستان ثم يأتي السوق فيقول جاءت من خراسان وسجستان ، قال : فكره ذلك إبراهيم " ورواه nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور عن هشيم ولفظه : " إن بعض النخاسين يسمي آريه خراسان إلخ " والسبب في كراهة إبراهيم ذلك ما يتضمنه من الغش والخداع والتدليس .