[ ص: 92 ] قوله : ( باب تفاضل أهل الإيمان في الأعمال ) في : ظرفية ويحتمل أن تكون سببية ، أي التفاضل الحاصل بسبب الأعمال .
قوله ( حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12427إسماعيل ) هو ابن أبي أويس عبد الله بن عبد الله الأصبحي المدني ابن أخت مالك ، وقد وافقه على رواية هذا الحديث nindex.php?page=showalam&ids=16472عبد الله بن وهب nindex.php?page=showalam&ids=17126ومعن بن عيسى عن مالك ، وليس هو في الموطأ . قال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : هو غريب صحيح .
قوله : ( يدخل ) nindex.php?page=showalam&ids=14269للدارقطني من طريق إسماعيل وغيره " يدخل الله " وزاد من طريق معن " يدخل من يشاء برحمته " وكذا له وللإسماعيلي من طريق ابن وهب .
قوله : ( مثقال حبة ) بفتح الحاء هو إشارة إلى ما لا أقل منه ، قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : هو مثل ليكون عيارا في المعرفة لا في الوزن ; لأن ما يشكل في المعقول يرد إلى المحسوس ليفهم . وقال إمام الحرمين : الوزن للصحف المشتملة على الأعمال ، ويقع وزنها على قدر أجور الأعمال . وقال غيره : يجوز أن تجسد الأعراض فتوزن ، وما ثبت من أمور الآخرة بالشرع لا دخل للعقل فيه ، والمراد بحبة الخردل هنا ما زاد من الأعمال على أصل التوحيد ، لقوله في الرواية الأخرى " nindex.php?page=hadith&LINKID=883427أخرجوا من قال لا إله إلا الله وعمل من الخير ما يزن ذرة " . ومحل بسط هذا يقع في الكلام على حديث الشفاعة حيث ذكره المصنف في كتاب الرقاق .
قوله : ( في نهر الحياء ) كذا في هذه الرواية بالمد ، ولكريمة وغيرها بالقصر ، وبه جزم nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي وعليه المعنى ; لأن المراد كل ما به تحصل الحياة ، والحيا بالقصر هو المطر ، وبه تحصل حياة النبات ، فهو أليق بمعنى الحياة من الحياء الممدود الذي هو بمعنى الخجل .
قوله : ( الحبة ) بكسر أوله ، قال أبو حنيفة الدينوري : الحبة جمع بذور النبات واحدتها حبة بالفتح ، وأما الحب فهو الحنطة والشعير ، واحدتها حبة بالفتح أيضا ، وإنما افترقا في الجمع . وقال أبو المعالي في المنتهى : الحبة بالكسر بذور الصحراء مما ليس بقوت .
قوله : ( قال وهيب ) أي : ابن خالد ( حدثنا عمرو ) أي : ابن يحيى المازني المذكور .
قوله : ( الحياة ) بالخفض على الحكاية ، ومراده أن وهيبا وافق nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا في روايته لهذا الحديث عن عمرو بن يحيى بسنده ، وجزم بقوله في نهر الحياة ولم يشك كما شك مالك .
( فائدة ) : أخرج مسلم هذا الحديث من رواية مالك فأبهم الشاك ، وقد يفسر هنا .
قوله ( وقال خردل من خير ) هو على الحكاية أيضا ، أي : وقال وهيب في روايته : مثقال حبة من خردل من خير ، فخالف nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا أيضا في هذه الكلمة . وقد ساق المؤلف حديث وهيب هذا في كتاب الرقاق عن موسى ، بن إسماعيل عن وهيب ، وسياقه أتم من سياق مالك ; لكنه قال " من خردل من إيمان " كرواية مالك ، فاعترض على المصنف بهذا ، ولا اعتراض عليه فإن nindex.php?page=showalam&ids=12508أبا بكر بن أبي شيبة أخرج هذا الحديث في مسنده عن nindex.php?page=showalam&ids=16577عفان بن مسلم عن وهيب فقال " من خردل من خير " كما علقه المصنف ، فتبين أنه مراده لا لفظ [ ص: 93 ] موسى . وقد أخرجه مسلم عن أبي بكر هذا ، لكن لم يسق لفظه ، ووجه مطابقة هذا الحديث للترجمة ظاهر ، وأراد بإيراده الرد على المرجئة لما فيه من بيان ضرر المعاصي مع الإيمان ، وعلى المعتزلة في أن المعاصي موجبة للخلود .