[ ص: 36 ] قوله ( بسم الله الرحمن الرحيم . في الشرب . وقول الله عز وجل : وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون وقوله جل ذكره : أفرأيتم الماء الذي تشربون - إلى قوله - فلولا تشكرون ) كذا لأبي ذر ، وزاد غيره في أوله ( كتاب المساقاة ) ولا وجه له فإن التراجم التي فيه غالبها تتعلق بإحياء الموات . ووقع في شرح ابن بطال ( كتاب المياه ) وأثبت النسفي " باب " خاصة ، وساق عن أبي ذر الآيتين .
والشرب بكسر المعجمة والمراد به الحكم في قسمة الماء قاله عياض ، وقال : ضبطه الأصيلي بالضم والأول أولى ، وقال ابن المنير : من ضبطه بالضم أراد المصدر . وقال غيره المصدر مثلث وقرئ : فشاربون شرب الهيم مثلثا ، والشرب في الأصل بالكسر النصيب والحظ من الماء تقول : كم شرب أرضكم ؟ وفي المثل " آخرها شربا أقلها شربا " قال ابن بطال : معنى قوله : وجعلنا من الماء كل شيء حي أراد الحيوان الذي يعيش بالماء ، وقيل أراد بالماء النطفة ، ومن قرأ : " وجعلنا من الماء كل شيء حيا " دخل فيه الجماد أيضا لأن حياتها هو خضرتها وهي لا تكون إلا بالماء . قلت : وهذا المعنى أيضا يخرج من القراءة المشهورة ، ويخرج من تفسير قتادة حيث قال : " كل شيء حي فمن الماء خلق " أخرجه الطبري عنه . وروى ابن أبي حاتم عن أبي العالية أن المراد بالماء النطفة ، وروى أحمد من طريق أبي ميمونة عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قلت : nindex.php?page=hadith&LINKID=887731يا رسول الله أخبرني عن كل شيء ، قال : كل شيء خلق من الماء إسناده صحيح .
قوله : ( ثجاجا منصبا ) هو في رواية المستملي وحده ، وهو تفسير ابن عباس ومجاهد وقتادة أخرجه الطبري عنهم .
قوله : ( المزن السحاب ) هو تفسير مجاهد وقتادة أخرجه الطبري عنهما ، وقال غيرهما : المزن السحاب الأبيض واحده مزنة .
[ ص: 37 ] قوله : ( والأجاج : المر ) هو تفسير أبي عبيدة في " معاني القرآن " وأخرجه ابن أبي حاتم عن قتادة مثله ، وقيل : هو الشديد الملوحة أو المرارة ، وقيل المالح وقيل الحار حكاه nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس .
قوله : ( فراتا : عذبا ) هو في رواية المستملي وحده ، وهو منتزع من قوله تعالى في السورة الأخرى هذا عذب فرات وروى ابن أبي حاتم عن nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي قال : العذب الفرات الحلو .
قوله : ( باب من رأى صدقة الماء وهبته ووصيته جائزة ، مقسوما كان أو غير مقسوم ) كذا لأبي ذر ، وللنسفي " ومن رأى إلخ " جعله من الباب الذي قبله ، ولغيرهما " باب في الشرب ومن رأى " وأراد المصنف بالترجمة الرد على من قال : إن الماء لا يملك .
قال ابن بطال : في حديث عثمان أنه يجوز للواقف أن ينتفع بوقفه إذا شرط ذلك ، قال : فلو حبس بئرا على من يشرب منها فله أن يشرب منها وإن لم يشترط ذلك لأنه داخل في جملة من يشرب . ثم فرق بفرق غير قوي . وسيأتي البحث في هذه المسألة في " باب هل ينتفع الواقف بوقفه " في كتاب الوقف إن شاء الله تعالى .
ثم ذكر المصنف في الباب حديثي سهل وأنس في شرب النبي - صلى الله عليه وسلم - وتقديمه الأيمن فالأيمن ، وسيأتي الكلام عليهما في كتاب الأشربة . ومناسبتهما لما ترجم له من جهة مشروعية قسمة الماء ، لأن اختصاص الذي على اليمين بالبداءة دال على ذلك . وقال ابن المنير : مراده أن الماء يملك ، ولهذا استأذن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعض الشركاء فيه ، ورتب قسمته يمنة ويسرة ، ولو كان باقيا على إباحته لم يدخله ملك ، لكن حديث سهل ليس فيه بيان أن القدح كان فيه ماء ، بل جاء مفسرا في كتاب الأشربة بأنه كان لبنا ، والجواب أنه أورده ليبين أن الأمر جرى في قسمة الماء الذي شيب به اللبن كما جاء في حديث أنس مجرى اللبن الخالص الذي في حديث سهل ، فدل على أنه لا فرق في ذلك بين اللبن والماء ، فيحصل به الرد على من قال : إن الماء لا يملك .
وقوله في حديث سهل " حدثنا أبو غسان " هو محمد بن مطرف المدني ، والإسناد مصريون إلا شيخه . وقوله : " وعن يمينه غلام " هو nindex.php?page=showalam&ids=69الفضل بن عباس حكاه ابن بطال ، وقيل أخوه عبد الله حكاه ابن التين وهو الصواب كما سيأتي .
نعم يصلح أن يعد خالد من الأشياخ المذكورين في حديث سهل بن سعد والغلام هو ابن عباس ، ويقويه قوله في حديث سهل أيضا " nindex.php?page=hadith&LINKID=887734ما كنت أوثر بفضلي منك أحدا " ولم يقع ذلك في حديث أنس ، وليس في حديث ابن عباس ما يمنع أن يكون مع خالد بن الوليد في بيت ميمونة غيره ، بل قد روى ابن أبي حازم عن أبيه في حديث سهل بن سعد ذكر nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق فيمن كان على يساره - صلى الله عليه وسلم - ذكره nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر وخطأه ، قال nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي : إنما استأذن الغلام ولم يستأذن الأعرابي لأن الأعرابي لم يكن له علم بالشريعة فاستألفه بترك استئذانه بخلاف الغلام .