قوله : ( باب الانتصار من الظالم ، لقوله جل ذكره : لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم . والذين ) يعني : وقوله والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون أما الآية الأولى فروى الطبري من طريق nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي قال في قوله : " إلا من ظلم " أي فانتصر بمثل ما ظلم به فليس عليه ملام ، وعن مجاهد " إلا من ظلم " [ ص: 120 ] فانتصر فإن له أن يجهر بالسوء ، وعنه نزلت في رجل نزل بقوم فلم يضيفوه فرخص له أن يقول فيهم .
قوله : ( وقال nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم ) أي النخعي ( كانوا ) أي السلف ( يكرهون أن يستذلوا ) بالذال المعجمة من الذل وهو بضم أوله وفتح المثناة وهذا الأثر وصله عبد بن حميد وابن عيينة في تفسيرهما في تفسير الآية المذكورة .
[ ص: 121 ] قوله : ( باب : الظلم ظلمات يوم القيامة ) أورد فيه حديث ابن عمر بهذا اللفظ من غير مزيد ، وقد رواه أحمد من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16883محارب بن دثار عن ابن عمر وزاد في أوله " يا أيها الناس اتقوا الظلم " وفي رواية " إياكم والظلم " وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في " الشعب " من هذا الوجه وزاد فيه : قال محارب : أظلم الناس من ظلم لغيره . وأخرجه مسلم من حديث جابر في أول حديث بلفظ " nindex.php?page=hadith&LINKID=887789اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ، واتقوا الشح " الحديث ، قال nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي : الظلم يشتمل على معصيتين : أخذ مال الغير بغير حق ، ومبارزة الرب بالمخالفة ، والمعصية فيه أشد من غيرها لأنه لا يقع غالبا إلا بالضعيف الذي لا يقدر على الانتصار ، وإنما ينشأ الظلم عن ظلمة القلب لأنه لو استنار بنور الهدى لاعتبر ، فإذا سعى المتقون بنورهم الذي حصل لهم بسبب التقوى اكتنفت ظلمات الظلم الظالم حيث لا يغني عنه ظلمه شيئا .