[ ص: 124 ] قوله : ( باب إثم من ظلم شيئا من الأرض ) كأنه يشير إلى توجيه تصوير غصب الأرض ، خلافا لمن قال لا يمكن ذلك .
قوله : ( حدثني طلحة بن عبد الله ) أي ابن عوف ، وكذا هـو عند أحمد عن أبي اليمان ، زاد nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي في مسنده من وجه آخر في هذا الحديث " وهو ابن أخي عبد الرحمن بن عوف " .
قوله : ( عبد الرحمن بن عمرو بن سهل ) هو المدني ، وقد ينسب إلى جده ، وقد نسبه المزي أنصاريا ولم أر ذلك في شيء من طرق حديثه ، بل في رواية ابن إسحاق التي سأذكرها ما يدل على أنه قرشي ، وقد ذكر الواقدي فيمن قتل بالحرة عبد الملك بن عبد الرحمن بن عمرو بن سهل بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر العامري القرشي وأظنه ولد هذا وكانت الحرة بعد هذه القصة بنحو من عشر سنين ، وليس لعبد الرحمن هذا في صحيح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري سوى هذا الحديث الواحد .
وفي الإسناد ثلاثة من التابعين في نسق وقد أسقط بعض أصحاب الزهري - في روايتهم عنه هذا الحديث - عبد الرحمن بن عمرو بن سهل وجعلوه من رواية طلحة عن سعيد بن زيد نفسه ، وفي مسند أحمد وأبي يعلى وصحيح nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة من طريق ابن إسحاق " حدثني الزهري عن طلحة بن عبد الله قال : أتتني أروى بنت أويس في نفر من قريش فيهم عبد الرحمن بن سهل فقالت : إن سعيدا انتقص من أرضي إلى أرضه ما ليس له ، وقد أحببت أن تأتوه فتكلموه . قال فركبنا إليه وهو بأرضه بالعقيق " فذكر الحديث ، ويمكن الجمع بين الروايتين بأن يكون طلحة سمع هذا الحديث من سعيد بن زيد وثبته فيه عبد الرحمن بن عمرو بن سهل ، فلذلك كان ربما أدخله في السند وربما حذفه والله أعلم .
قوله : ( من ظلم ) قد تقدم من رواية ابن إسحاق قصة لسعيد في هذا الحديث وسيأتي في بدء الخلق من طريق عروة عن سعيد أنه " خاصمته أروى في حق زعمت أنه انتقصه لها إلى مروان " ولمسلم من هذا [ ص: 125 ] الوجه " ادعت أروى بنت أويس على سعيد بن زيد أنه أخذ شيئا من أرضها فخاصمته إلى nindex.php?page=showalam&ids=17065مروان بن الحكم " وله من طريق محمد بن زيد عن سعيد " أن أروى خاصمته في بعض داره ، فقال : دعوها وإياها " وللزبير في " كتاب النسب " من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه nindex.php?page=showalam&ids=14113والحسن بن سفيان من طريق أبي بكر بن محمد بن حزم " استعدت أروى بنت أويس nindex.php?page=showalam&ids=17065مروان بن الحكم وهو والي المدينة على سعيد بن زيد في أرضه بالشجرة وقالت : إنه أخذ حقي ، وأدخل ضفيرتي في أرضه " فذكره . وفي رواية العلاء " فترك سعيد ما ادعت " nindex.php?page=showalam&ids=13053ولابن حبان nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم من طريق nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة بن عبد الرحمن في هذه القصة وزاد " فقال لنا مروان أصلحوا بينهما " .
قوله : ( من الأرض شيئا ) في رواية عروة في بدء الخلق " من أخذ شبرا من الأرض ظلما " وفي حديث عائشة ثاني أحاديث الباب " قيد شبر " وهو بكسر القاف وسكون التحتانية أي قدره وكأنه ذكر الشبر إشارة إلى استواء القليل والكثير في الوعيد .
قوله : ( طوقه ) بضم أوله على البناء للمجهول ، وفي رواية عروة " فإنه يطوقه " ولأبي عوانة nindex.php?page=showalam&ids=14033والجوزقي في حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة " جاء به مقلده " .
قوله : ( من سبع أرضين ) بفتح الراء ويجوز إسكانها ، وزاد مسلم من طريق عروة ومن طريق محمد بن زيد " أن سعيدا قال : اللهم إن كانت كاذبة فأعم بصرها واجعل قبرها في دارها " وفي رواية العلاء وأبي بكر نحوه وزاد " قال : وجاء سيل فأبدى عن ضفيرتها فإذا حقها خارجا عن حق سعيد ، فجاء سعيد إلى مروان فركب معه والناس حتى نظروا إليها وذكروا كلهم أنها عميت وأنها سقطت في بئرها فماتت " قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي قوله : " طوقه " له وجهان :
أحدهما أن معناه أنه يكلف نقل ما ظلم منها في القيامة إلى المحشر ويكون كالطوق في عنقه ، لا أنه طوق حقيقة .
وفيه أن من ملك ظاهر الأرض ملك باطنها بما فيه من حجارة ثابتة وأبنية ومعادن وغير ذلك ، وأن له أن ينزل بالحفر ما شاء ما لم يضر بمن يجاوره . وفيه أن الأرضين السبع متراكمة لم يفتق بعضها من بعض لأنها لو فتقت لاكتفي في حق هذا الغاصب بتطويق التي غصبها لانفصالها عما تحتها أشار إلى ذلك الداودي . وفيه أن الأرضين السبع طباق كالسماوات ، وهو ظاهر قوله تعالى : ومن الأرض مثلهن خلافا لمن قال : إن المراد بقوله : سبع أرضين ؛ سبعة أقاليم لأنه لو كان كذلك لم يطوق الغاصب شبرا من إقليم آخر قاله ابن التين . وهو والذي قبله مبني على أن العقوبة متعلقة بما كان بسببها وإلا مع قطع النظر عن ذلك لا تلازم بين ما ذكروه .
( تنبيه ) : أروى بفتح الهمزة وسكون الراء والقصر باسم الحيوان الوحشي المشهور ، وفي المثل " يقولون إذا دعوا : كعمى الأروى " قال الزبير في روايته . كان أهل المدينة إذا دعوا قالوا : أعماه الله كعمى أروى ، يريدون هذه القصة . قال : ثم طال العهد فصار أهل الجهل يقولون : كعمى الأروى ، يريدون الوحش الذي بالجبل ويظنونه أعمى شديد العمى وليس كذلك .