قوله : ( حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16527عبيد الله بن موسى عن nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ) هذا من أعلى حديث وقع في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، وهو في حكم الثلاثيات ، لأن nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة شيخ شيخه من التابعين وإن كان هنا روى عن تابعي آخر وهو أبوه ، وقد رواه الحارث بن أسامة عن nindex.php?page=showalam&ids=16527عبيد الله بن موسى فقال : " أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=17245هـشام بن عروة " أخرجه أبو نعيم في " المستخرج " .
قوله : ( عن أبيه ) في رواية nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى القطان " عن هشام حدثني أبي " .
قوله : ( عن أبي مراوح ) بضم الميم بعدها راء خفيفة وكسر الواو بعدها مهملة ، زاد مسلم من طريق حماد بن زيد " عن هشام الليثي " ويقال له أيضا الغفاري ، وهو مدني من كبار التابعين لا يعرف اسمه ، وشذ من قال : اسمه سعد ، قال nindex.php?page=showalam&ids=11797الحاكم أبو أحمد : أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يره . قلت : وما له في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري سوى هذا الحديث ، ورجاله كلهم مدنيون إلا شيخه . وفي الإسناد ثلاثة من التابعين في نسق .
[ ص: 177 ] وقد أخرجه مسلم من رواية الزهري عن حبيب مولى عروة عن عروة فصار في الإسناد أربعة من التابعين . وفي الصحابة أبو مراوح الليثي غير هذا سماه ابن منده واقدا وعزاه nindex.php?page=showalam&ids=14724لأبي داود ، ووقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي من طريق يحيى بن سعيد عن هشام أخبرني أبي أن أبا مراوح أخبره ، وذكر nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي عددا كثيرا نحو العشرين نفسا رووه عن هشام بهذا الإسناد ، وخالفهم مالك فأرسله في المشهور عنه عن هشام عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ورواه يحيى بن يحيى الليثي وطائفة عنه عن هشام عن أبيه عن عائشة ، ورواه سعيد بن داود عنه عن هشام كرواية الجماعة ، قال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : الرواية المرسلة عن مالك أصح ، والمحفوظ عن هشام كما قال الجماعة .
قوله : ( عن أبي ذر ) في رواية يحيى بن سعيد المذكورة " أن أبا ذر أخبره " .
قوله : ( قال أعلاها ) بالعين المهملة للأكثر وهي رواية nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي أيضا ، nindex.php?page=showalam&ids=15086وللكشميهني بالغين المعجمة وكذا للنسفي ، قال ابن قرقول : معناهما متقارب . قلت : وقع لمسلم من طريق حماد بن زيد عن هشام " أكثرها ثمنا " وهو يبين المراد ، قال النووي : محله والله أعلم فيمن أراد أن يعتق رقبة واحدة ، أما لو كان مع شخص ألف درهم مثلا فأراد أن يشتري بها رقبة يعتقها فوجد رقبة نفيسة أو رقبتين مفضولتين فالرقبتان أفضل ، قال : وهذا بخلاف الأضحية فإن الواحدة السمينة فيها أفضل ، لأن المطلوب هنا فك الرقبة وهناك طيب اللحم ا هـ .
والذي يظهر أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص ، فرب شخص واحد إذا أعتق انتفع بالعتق وانتفع به أضعاف ما يحصل من النفع بعتق أكثر عددا منه ، ورب محتاج إلى كثرة اللحم لتفرقته على المحاويج الذين ينتفعون به أكثر مما ينتفع هو بطيب اللحم ، فالضابط أن مهما كان أكثر نفعا كان أفضل سواء قل أو كثر ، واحتج به لمالك في أن عتق الرقبة الكافرة إذا كانت أغلى ثمنا من المسلمة أفضل ، وخالفه أصبغ وغيره وقالوا : المراد بقوله أغلى ثمنا من المسلمين ، وقد تقدم تقييده بذلك في الحديث الأول .
قوله : ( وأنفسها عند أهلها ) أي ما اغتباطهم بها أشد ، فإن عتق مثل ذلك ما يقع غالبا إلا خالصا وهو كقوله تعالى : لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون .
قوله : ( قلت فإن لم أفعل ) في رواية nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي " أرأيت إن لم أفعل " أي إن لم أقدر على ذلك ، أطلق الفعل وأراد القدرة . nindex.php?page=showalam&ids=14269وللدارقطني في " الغرائب " بلفظ " فإن لم أستطع " .
قوله : ( تعين ضائعا ) بالضاد المعجمة وبعد الألف تحتانية لجميع الرواة في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري كما جزم به عياض وغيره ، وكذا هـو في مسلم ، إلا في رواية السمرقندي كما قاله عياض أيضا ، وجزم nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني وغيره بأن هشاما رواه هكذا دون من رواه عن أبيه ، وقال أبو علي الصدفي ونقلته من خطه : رواه nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة بالضاد المعجمة والتحتانية ، والصواب بالمهملة والنون كما قاله الزهري . وإذا تقرر هذا فقد خبط من قال من شراح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري إنه روي بالصاد المهملة والنون ، فإن هذه الرواية لم تقع في شيء من طرقه ، وروى nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني من طريق معمر عن هشام هذا الحديث بالضاد المعجمة ، قال معمر : كان الزهري يقول صحف هشام وإنما هـو بالصاد المهملة والنون . قال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : وهو الصواب لمقابلته بالأخرق وهو الذي ليس [ ص: 178 ] بصانع ولا يحسن العمل ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني : يقولون إن هشاما صحف فيه ا هـ .
ورواية معمر عن الزهري عند مسلم كما تقدم وهي بالمهملة والنون ، وعكس السمرقندي فيها أيضا كما نقله عياض ، وقد وجهت رواية هشام بأن المراد بالضائع ذو الضياع من فقر أو عيال فيرجع إلى معنى الأول ، قال أهل اللغة : رجل أخرق لا صنعة له والجمع خرق بضم ثم سكون ، وامرأة خرقاء كذلك ، ورجل صانع وصنع بفتحتين وامرأة صناع بزيادة ألف .
قوله : ( فإن لم أفعل ) أي من الصناعة أو الإعانة ، ووقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في " الغرائب " : " أرأيت إن ضعفت " وهو يشعر بأن قوله إن لم أفعل أي للعجز عن ذلك لا كسلا مثلا .
قوله : ( تدع الناس من الشر ) فيه دليل على أن الكف عن الشر داخل في فعل الإنسان وكسبه حتى يؤجر عليه ويعاقب ، غير أن الثواب لا يحصل مع الكف إلا مع النية والقصد ، لا مع الغفلة والذهول قاله القرطبي ملخصا .
قوله : ( فإنها صدقة تصدق ) بفتح المثناة والصاد المهملة الخفيفة على حذف إحدى التاءين والأصل تتصدق ويجوز تشديدها على الإدغام . وفي الحديث أن الجهاد أفضل الأعمال بعد الإيمان ، قال nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان : الواو في حديث أبي ذر هذا بمعنى ثم ، وهو كذلك في حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أي المتقدم في " باب من قال إن الإيمان هو العمل " وقد تقدم الكلام فيه على طريق الجمع بين ما اختلف من الروايات في أفضل الأعمال هناك ، وقيل قرن الجهاد بالإيمان هنا لأنه كان إذ ذاك أفضل الأعمال ، وقال القرطبي : تفضيل الجهاد في حال تعينه ، وفضل بر الوالدين لمن يكون له أبوان فلا يجاهد إلا بإذنهما ، وحاصله أن الأجوبة اختلفت باختلاف أحوال السائلين .
وفي الحديث حسن المراجعة في السؤال ، وصبر المفتي والمعلم على التلميذ ورفقه به ، وقد روى nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان nindex.php?page=showalam&ids=16935والطبري وغيرهما من طريق nindex.php?page=showalam&ids=11811أبي إدريس الخولاني وغيره عن أبي ذر حدثنا حديثا طويلا فيه أسئلة كثيرة وأجوبتها تشتمل على فوائد كثيرة : منها سؤاله عن : أي المؤمنين أكمل ؟ وأي المسلمين أسلم ؟ وأي الهجرة والجهاد والصدقة والصلاة أفضل؟ وفيه ذكر الأنبياء وعددهم وما أنزل عليهم ، وآداب كثيرة من أوامر ونواه وغير ذلك ، قال ابن المنير : وفي الحديث إشارة إلى أن إعانة الصانع أفضل من إعانة غير الصانع لأن غير الصانع مظنة الإعانة فكل أحد يعينه غالبا ، بخلاف الصانع فإنه لشهرته بصنعته يغفل عن إعانته ، فهي من جنس الصدقة على المستور .