[ ص: 211 ] قوله : ( باب كراهية التطاول على الرقيق ) أي الترفع عليهم ، والمراد مجاوزة الحد في ذلك ، والمراد بالكراهة كراهة التنزيه .
قوله ( عبدي أو أمتي ) أي وكراهية ذلك من غير تحريم ، ولذلك استشهد للجواز بقوله تعالى : والصالحين من عبادكم وإمائكم وبغيرها من الآيات والأحاديث الدالة على الجواز ، ثم أردفها بالحديث الوارد في النهي عن ذلك ، واتفق العلماء على أن النهي الوارد في ذلك للتنزيه ، حتى أهل الظاهر ، إلا ما سنذكره عن ابن بطال في لفظ الرب .
قوله : ( وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : قوموا إلى سيدكم ) هو طرف من حديث أبي سعيد في قصة nindex.php?page=showalam&ids=307سعد بن معاذ وحكمه على بني قريظة ، وسيأتي تاما في المغازي مع الكلام عليه .
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة نحوه ، ورواه ابن عائشة في نوادره من طريق الشعبي مرسلا وزاد : قال : فقال بعض الأنصار في ذلك :
وقال رسول الله والقول قوله لمن قال منا من تسمون سيدا
فقالوا له جد بن قيس على التي نبخله فيها وإن كان أسودا
فسود nindex.php?page=showalam&ids=5899عمرو بن الجموح لجوده وحق لعمرو بالندى أن يسودا
انتهى . والجد بفتح الجيم وتشديد الدال هو ابن قيس بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي [ ص: 212 ] بن غنم بسكون النون ابن كعب بن سلمة بكسر اللام ، يكنى أبا عبد الله ، له ذكر في حديث جابر أنه حمله معه في بيعة العقبة . قال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : كان يرمى بالنفاق ، ويقال : إنه تاب وحسنت توبته ، وعاش إلى أن مات في خلافة عثمان . وأما nindex.php?page=showalam&ids=5899عمرو بن الجموح بفتح الجيم وضم الميم الخفيفة وآخره مهملة ابن زيد بن حرام بمهملتين ابن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة ، قال ابن إسحاق : كان من سادات بني سلمة ، وذكر له قصة في صنمه وسبب إسلامه ، وقوله فيه :
وما ذكره المصنف يحتاج إلى تأويل الحديث الوارد في النهي عن إطلاق السيد على المخلوق ، وهو في حديث nindex.php?page=showalam&ids=17098مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه عند أبي داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي والمصنف في " الأدب المفرد " ورجاله ثقات وقد صححه غير واحد ، ويمكن الجمع بأن يحمل النهي عن ذلك على إطلاقه على غير المالك ، والإذن بإطلاقه على المالك وقد كان بعض أكابر العلماء يأخذ بهذا ويكره أن يخاطب أحدا بلفظه أو كتابته بالسيد ، ويتأكد هذا إذا كان المخاطب غير تقي ، فعند أبي داود والمصنف في الأدب من حديث بريدة مرفوعا nindex.php?page=hadith&LINKID=887892لا تقولوا للمنافق سيدا الحديث . ونحوه عند nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم . ثم أورد المصنف في الباب غير هذين المعلقين سبعة أحاديث .
حديثا ابن عمر وأبي موسى في العبد الذي له أجران وقد تقدما من وجهين آخرين في الباب الذي قبله . والغرض منهما قوله في حديث ابن عمر " إذا نصح سيده " وفي حديث أبي موسى " nindex.php?page=hadith&LINKID=887893ويؤدي إلى سيده " .