ثالثها : حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، ومحمد شيخ المؤلف فيه لم أره منسوبا في شيء من الروايات إلا في رواية nindex.php?page=showalam&ids=13265أبي علي بن شبويه فقال : " حدثنا محمد بن سلام " وكذا حكاه الجياني عن رواية nindex.php?page=showalam&ids=12757أبي علي بن السكن ، وحكي عن nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم أنه الذهلي .
قلت : وقد أخرجه مسلم عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق فيحتمل أن يكون هو شيخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري فيه ، فقد حدث عنه في الصحيح أيضا ، وكلام الطرقي يشير إليه .
قوله : ( لا يقل أحدكم أطعم ربك إلخ ) هي أمثلة ، وإنما ذكرت دون غيرها لغلبة استعمالها في المخاطبات ، ويجوز في ألف " اسق " الوصل والقطع . وفيه نهي العبد أن يقول لسيده : ربي ، كذلك نهي غيره فلا يقول له أحد : ربك ، ويدخل في ذلك أن يقول السيد ذلك عن نفسه فإنه قد يقول لعبده : اسق ربك فيضع الظاهر موضع الضمير على سبيل التعظيم لنفسه ، والسبب في النهي أن حقيقة الربوبية لله تعالى ، لأن الرب هو المالك والقائم بالشيء فلا توجد حقيقة ذلك إلا لله تعالى . قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : سبب المنع أن الإنسان مربوب متعبد [ ص: 213 ] بإخلاص التوحيد لله وترك الإشراك معه ، فكره له المضاهاة في الاسم لئلا يدخل في معنى الشرك ، ولا فرق في ذلك بين الحر والعبد ، فأما ما لا تعبد عليه من سائر الحيوانات والجمادات فلا يكره إطلاق ذلك عليه عند الإضافة كقوله : رب الدار ورب الثوب ، وقال ابن بطال : لا يجوز أن يقال لأحد غير الله : رب ، كما لا يجوز أن يقال له : إله ا هـ .
والذي يختص بالله تعالى إطلاق الرب بلا إضافة ، أما مع الإضافة فيجوز إطلاقه كما في قوله تعالى حكاية عن يوسف - عليه السلام - : اذكرني عند ربك وقوله : ارجع إلى ربك وقوله - عليه الصلاة والسلام - في أشراط الساعة nindex.php?page=hadith&LINKID=887894أن تلد الأمة ربها فدل على أن النهي في ذلك محمول على الإطلاق ، ويحتمل أن يكون النهي للتنزيه ، وما ورد من ذلك فلبيان الجواز . وقيل هو مخصوص بغير النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا يرد ما في القرآن ، أو المراد النهي عن الإكثار من ذلك واتخاذ استعمال هذه اللفظة عادة ، وليس المراد النهي عن ذكرها في الجملة .
قوله : ( وليقل سيدي مولاي ) فيه جواز إطلاق العبد على مالكه سيدي ، قال القرطبي وغيره : إنما فرق بين الرب والسيد لأن الرب من أسماء الله تعالى اتفاقا ، واختلف في السيد ، ولم يرد في القرآن أنه من أسماء الله تعالى . فإن قلنا : إنه ليس من أسماء الله تعالى فالفرق واضح إذ لا التباس وإن قلنا : إنه من أسمائه فليس في الشهرة والاستعمال كلفظ الرب فيحصل الفرق بذلك أيضا ، وقد روى أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي وأحمد والمصنف في " الأدب المفرد " من حديث عبد الله بن الشخير عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=887895السيد الله وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : إنما أطلقه لأن مرجع السيادة إلى معنى الرياسة على من تحت يده والسياسة له وحسن التدبير لأمره ، ولذلك سمي الزوج سيدا ، قال : وأما المولى فكثير التصرف في الوجوه المختلفة من ولي وناصر وغير ذلك ، ولكن لا يقال السيد ولا المولى على الإطلاق من غير إضافة إلا في صفة الله تعالى انتهى .
وفي الحديث جواز إطلاق مولاي أيضا ، وأما ما أخرجه مسلم nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من طريق الأعمش عن أبي صالح عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة في هذا الحديث نحوه وزاد nindex.php?page=hadith&LINKID=887896ولا يقل أحدكم مولاي فإن مولاكم الله ، ولكن ليقل سيدي فقد بين مسلم الاختلاف في ذلك على الأعمش وأن منهم من ذكر هذه الزيادة ومنهم من حذفها ، وقال عياض : حذفها أصح . وقال القرطبي : المشهور حذفها قال : وإنما صرنا إلى الترجيح للتعارض مع تعذر الجمع وعدم العلم بالتاريخ انتهى . ومقتضى ظاهر هذه الزيادة أن إطلاق السيد أسهل من إطلاق المولى ، وهو خلاف المتعارف ، فإن المولى يطلق على أوجه متعددة منها الأسفل والأعلى ، والسيد لا يطلق إلا على الأعلى ، فكان إطلاق المولى أسهل وأقرب إلى عدم الكراهة والله أعلم .
قوله : ( ولا يقل أحدكم عبدي أمتي ) زاد المصنف في " الأدب المفرد " ومسلم من طريق العلاء [ ص: 214 ] بن عبد الرحمن عن أبيه عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=hadith&LINKID=887898كلكم عبيد الله وكل نسائكم إماء الله ونحو ما قدمته من رواية ابن سيرين ، فأرشد - صلى الله عليه وسلم - إلى العلة في ذلك لأن حقيقة العبودية إنما يستحقها الله تعالى ، ولأن فيها تعظيما لا يليق بالمخلوق استعماله لنفسه . قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : المعنى في ذلك كله راجع إلى البراءة من الكبر والتزام الذل والخضوع لله عز وجل ، وهو الذي يليق بالمربوب .
قوله : ( وليقل فتاي وفتاتي وغلامي ) زاد مسلم في الرواية المذكورة " وجاريتي " إلى ما يؤدي المعنى مع السلامة من التعاظم ، لأن لفظ الفتى والغلام ليس دالا على محض الملك كدلالة العبد ، فقد كثر استعمال الفتى في الحر وكذلك الغلام والجارية ، قال النووي : المراد بالنهي من استعمله على جهة التعاظم لا من أراد التعريف انتهى . ومحله ما إذا لم يحصل التعريف بدون ذلك استعمالا للأدب في اللفظ كما دل عليه الحديث .