قوله : ( باب إذا وهب هبة أو وعد ثم مات قبل أن تصل إليه ) أي الهدية ، وفي رواية الكشميهني " أو وعد عدة " قال nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي : هذه الترجمة لا تدخل في الهبة بحال . قلت : قال ذلك بناء على أن الهبة لا تصح إلا بالقبض ، وإلا فليست هبة ، هذا مقتضى مذهبه ، لكن من يقول إنها تصح بدون القبض يسميها هـبة ، وكأن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري جنح إلى ذلك ، وسأذكر نقل الخلاف فيه في الباب الذي يليه . وقال ابن بطال : لم يرو عن أحد من السلف وجوب القضاء بالعدة أي مطلقا ، وإنما نقل عن مالك أنه يجب منه ما كان بسبب انتهى . وغفل عما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر عن عمر بن عبد العزيز ، وعما نقله هو عن أصبغ ، وعما سيأتي في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري الذي تصدى لشرحه في " باب من أمر بإنجاز الوعد " في أواخر الشهادات ، وسيأتي نقل ما فيه والبحث فيه في مكانه إن شاء الله تعالى .

قوله : ( وقال nindex.php?page=showalam&ids=16536عبيدة ) بفتح أوله وهو ابن عمرو السلماني بفتح المهملة وسكون اللام .

قوله : ( إن ماتا ) أي المهدي والمهدى إليه إلخ ، وتفصيله بين أن تكون انفصلت أم لا مصير منه إلى أن قبض الرسول يقوم مقام قبض المهدى إليه . وذهب الجمهور إلى أن الهدية لا تنتقل إلى المهدى إليه إلا بأن يقبضها أو وكيله .

قوله : ( وقال الحسن : أيهما مات قبل فهي لورثة المهدى له إذا قبضها الرسول ) قال ابن بطال : قال مالك كقول الحسن ، وقال أحمد وإسحاق : إن كان حاملها رسول المهدي رجعت إليه ، وإن كان حاملها رسول المهدى إليه فهي لورثته . وفي معنى قول عبيدة وتفصيله حديث رواه أحمد nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني عن أم كلثوم بنت أبي سلمة وهي بنت أم سلمة قالت : nindex.php?page=hadith&LINKID=887989لما تزوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أم سلمة قال لها : إني قد أهديت [ ص: 263 ] إلى النجاشي حلة وأواقي من مسك ، ولا أرى النجاشي إلا قد مات ولا أرى هديتي إلا مردودة علي ، فإن ردت علي فهي لك ، قال : وكان كما قال . الحديث . وإسناده حسن .

ثم ذكر المصنف حديث جابر في وفاء nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق له ما وعده به النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وسيأتي بسط شرحه في كتاب فرض الخمس إن شاء الله تعالى . قال nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي : ليس ما قاله النبي - صلى الله عليه وسلم - لجابر هبة ، وإنما هـي عدة على وصف ، لكن لما كان وعد النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يجوز أن يخلف نزلوا وعده منزلة الضمان في الصحة فرقا بينه وبين غيره من الأمة ممن يجوز أن يفي وأن لا يفي . قلت : وجه إيراده أنه نزل الهدية إذا لم تقبض منزلة الوعد بها ، وقد أمر الله بإنجاز الوعد ، لكن حمله الجمهور على الندب كما سيأتي .