الطريق الثانية : قوله : ( وحدثني عبد الرحمن بن المبارك ) هو العيشي بتحتانية ومعجمة بصري يكنى أبا بكر وليس أخا nindex.php?page=showalam&ids=16418لعبد الله بن المبارك المشهور ، والإسناد كله بصريون إلا ابن عباس وعكرمة وقد سكناها مدة .
قوله : ( ليس لنا مثل السوء ) أي لا ينبغي لنا معشر المؤمنين أن نتصف بصفة ذميمة يشابهنا فيها أخس الحيوانات في أخس أحوالها ، قال الله سبحانه وتعالى : للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى ولعل هذا أبلغ في الزجر عن ذلك وأدل على التحريم مما لو قال مثلا : لا تعودوا في الهبة وإلى القول [ ص: 279 ] بتحريم الرجوع في الهبة بعد أن تقبض ذهب جمهور العلماء ، إلا هـبة الوالد لولده جمعا بين هذا الحديث وحديث النعمان الماضي . وقال nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي : وقوله : " لا يحل " لا يستلزم التحريم وهو كقوله : " nindex.php?page=hadith&LINKID=886154لا تحل الصدقة لغني " وإنما معناه لا تحل له من حيث تحل لغيره من ذوي الحاجة وأراد بذلك التغليظ في الكراهة .
قال : وقوله : " كالعائد في قيئه " وإن اقتضى التحريم لكون القيء حراما لكن الزيادة في الرواية الأخرى وهي قوله : " كالكلب " تدل على عدم التحريم ؛ لأن الكلب غير متعبد فالقيء ليس حراما عليه ، والمراد التنزيه عن فعل يشبه فعل الكلب . وتعقب باستبعاد ما تأوله ومنافرة سياق الأحاديث له ، وبأن عرف الشرع في مثل هذه الأشياء المبالغة في الزجر كقوله : من لعب بالنردشير فكأنما غمس يده في لحم خنزير .
قوله : ( الذي يعود في هبته ) أي العائد في هبته إلى الموهوب وهو كقوله تعالى : أو لتعودن في ملتنا .