[ ص: 455 ] قوله : ( باب من تصدق إلى وكيله ثم رد الوكيل إليه ) هذه الترجمة وحديثها سقط من أكثر الأصول ولم يشرحه ابن بطال ، وثبت في رواية أبي ذر عن الكشميهني خاصة ، لكن في روايته " على وكيله " وثبتت الترجمة وبعض الحديث في رواية nindex.php?page=showalam&ids=14170الحموي ، وقد نوزع nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من انتزاع هذه الترجمة من قصة أبي طلحة ، وأجيب بأن مراده أن أبا طلحة لما أطلق أنه تصدق وفوض إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - تعيين المصرف وقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=hadith&LINKID=3502906 " دعها في الأقربين " كان شبيها بما ترجم به ، ومقتضى ذلك الصحة .
قوله : ( وقال إسماعيل أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=15136عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة ) يعني الماجشون كذا ثبت في أصل أبي ذر ، ووقع في الأطراف لأبي مسعود وخلف جميعا أن إسماعيل المذكور هو ابن جعفر ، وبه جزم أبو نعيم في " المستخرج " وقال : رأيته في نسخة أبي عمرو يعني الجيزي " قال إسماعيل بن جعفر " ولم يوصله أبو نعيم ولا nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي ، وزاد الطرقي في الأطراف أن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أخرجه عن الحسن ابن شوكر عن إسماعيل بن جعفر وانفرد بذلك فإن الحسن بن شوكر لم يذكره أحد في شيوخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، وهو ثقة ، وأبوه بالمعجمة وزن جعفر ، وجزم المزي بأن nindex.php?page=showalam&ids=12427إسماعيل هو ابن أبي أويس ولم يذكر لذلك دليلا ، إلا أنه وقع في أصل الدمياطي بخطه في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري " حدثنا إسماعيل " فإن كان محفوظا تعين أنه nindex.php?page=showalam&ids=12427ابن أبي أويس وإلا فالقول ما قال خلف ومن تبعه ، nindex.php?page=showalam&ids=15136وعبد العزيز بن أبي سلمة وإن كان من أقران إسماعيل بن جعفر فلا يمتنع أن يروي إسماعيل عنه والله أعلم . وقد تقدمت الإشارة إلى شيء من هذا في " باب إذا وقف أو أوصى لأقاربه " .
قوله ( عن nindex.php?page=showalam&ids=12423إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة لا أعلمه إلا عن أنس ) كذا وقع عند nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، وذكره nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر في " التمهيد " فقال : روى هذا الحديث عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون عن nindex.php?page=showalam&ids=12423إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك ، فذكره بطوله جازما ، والذي يظهر أن الذي قال : " لا أعلمه إلا عن أنس " هو nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري .
قوله : ( لما نزلت : لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون جاء أبو طلحة ) زاد nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر " ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر " قال : " وكانت دار أبي جعفر والدار التي تليها إلى قصر بني حديلة حوائط لأبي طلحة ، قال وكان قصر بني حديلة حائطا لأبي طلحة يقال لها بيرحاء " فذكر الحديث ، ومراده بدار [ ص: 456 ] أبي جعفر التي صارت إليه بعد ذلك وعرفت به ، وهو أبو جعفر المنصور الخليفة المشهور العباسي ، وأما قصر بني حديلة وهو بالمهملة مصغر ، ووهم من قاله بالجيم فنسب إليهم القصر بسبب المجاورة ، وإلا فالذي بناه هو nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية بن أبي سفيان ; وبنو حديلة بالمهملة مصغر بطن من الأنصار وهم بنو معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار وكانوا بتلك البقعة فعرفت بهم ، فلما اشترى معاوية حصة حسان بنى فيها هـذا القصر فعرف بقصر بني حديلة ذكر ذلك عمرو بن شبة وغيره في " أخبار المدينة " قالوا وبنى معاوية القصر المذكور ليكون له حصنا لما كانوا يتحدثون به بينهم مما يقع لبني أمية أي من قيام أهل المدينة عليهم ، قال أبو غسان المدني : وكان لذلك القصر بابان أحدهما شارع على خط بني حديلة والآخر في الزاوية الشرقية ، وكان الذي ولي بناءه لمعاوية الطفيل بن أبي بن كعب انتهى ، وأغرب الكرماني فزعم أن معاوية الذي بنى القصر المذكور هو معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار أحد أجداد أبي طلحة وغيره ، وما ذكرته عمن صنف في أخبار المدينة يرد عليه ، وهو أعلم بذلك من غيرهم .
قوله : ( وباع حسان حصته منه من معاوية ) هذا يدل على أن أبا طلحة ملكهم الحديقة المذكورة ولم يقفها عليهم ، إذ لو وقفها ما ساغ لحسان أن يبيعها ، فيعكر على من استدل بشيء من قصة أبي طلحة في مسائل الوقف إلا فيما لا تخالف فيه الصدقة الوقف ، ويحتمل أن يقال شرط أبو طلحة عليهم لما وقفها عليهم أن من احتاج إلى بيع حصته منهم جاز له بيعها ، وقد قال بجواز هذا الشرط بعض العلماء كعلي وغيره والله أعلم . ووقع في " أخبار المدينة لمحمد بن الحسن المخزومي " من طريق أبي بكر بن حزم أن ثمن حصة حسان مائة ألف درهم قبضها من nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية بن أبي سفيان .
قوله ( باب قول الله عز وجل : وإذا حضر القسمة الآية ) وذكر فيه حديث ابن عباس قال : " إن ناسا يزعمون أن هذه الآية نسخت " الحديث ، وسيأتي الكلام عليه في التفسير ، وذكر من أراد ابن عباس بقوله : " إن ناسا يزعمون " وأن منهم عائشة - رضي الله عنها - ، وغير ذلك من الأقوال في دعوى كونها محكمة أو منسوخة .