قوله : ( أن nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة ) هذا الحديث رواه عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة جماعة من التابعين منهم nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب هنا nindex.php?page=showalam&ids=12007وأبو زرعة بن عمرو في " باب الجهاد من الإيمان " من كتاب الإيمان ، nindex.php?page=showalam&ids=12045وأبو صالح وهو في " باب الجعائل والحملان " في أثناء كتاب الجهاد ، nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج وهو في كتاب التمني ، nindex.php?page=showalam&ids=17258وهمام وهو عند مسلم وسأذكر ما في رواية كل واحد منهم من زيادة فائدة .
قوله : ( والذي نفسي بيده لوددت ) وقع في رواية أبي زرعة المذكورة بلفظ " nindex.php?page=hadith&LINKID=888306ولوددت أني أقتل " بحذف القسم ، وهو مقدر لما بينته هذه الرواية ، فظهر أن اللام لام القسم وليست بجواب لولا ، وفهم بعض الشراح أن قوله " لوددت " معطوف على قوله " ما قعدت " فقال : يجوز حذف اللام وإثباتها من جواب لولا ، وجعل الودادة ممتنعة خشية وجود المشقة لو وجدت ، وتقدير الكلام عنده : لولا أن أشق على أمتي لوددت أني أقتل في سبيل الله . ثم شرع يتكلف استشكال ذلك والجواب عنه ، وقد بينت رواية الباب أنها جملة مستأنفة وأن اللام جواب القسم . ثم النكتة في إيراد هذه الجملة عقب تلك إرادة تسلية الخارجين في الجهاد عن مرافقته لهم ، وكأنه قال : الوجه الذي يسيرون له فيه من الفضل ما أتمنى لأجله أني أقتل مرات ، فمهما فاتكم من مرافقتي والقعود معي من الفضل يحصل لكم مثله أو فوقه من فضل الجهاد ، فراعى خواطر الجميع . وقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم في بعض المغازي وتخلف عنه المشار إليهم ، وكان ذلك حيث رجحت مصلحة خروجه على مراعاة حالهم ، وسيأتي بيان ذلك في " باب من حبسه العذر " .
قوله : ( أقتل في سبيل الله ) استشكل بعض الشراح صدور هذا التمني من النبي صلى الله عليه وسلم مع علمه بأنه لا يقتل ، وأجاب ابن التين بأن ذلك لعله كان قبل نزول قوله تعالى والله يعصمك من الناس وهو متعقب فإن نزولها كان في أوائل ما قدم المدينة ، وهذا الحديث صرح nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة بأنه سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما قدم nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة في أوائل سنة سبع من الهجرة ، والذي يظهر في الجواب أن تمني الفضل والخير لا يستلزم الوقوع ، فقد قال صلى الله عليه وسلم " nindex.php?page=hadith&LINKID=888307وددت لو أن موسى صبر " كما سيأتي في مكانه ، وسيأتي في كتاب التمني نظائر لذلك ، وكأنه صلى الله عليه وسلم أراد المبالغة في بيان فضل الجهاد وتحريض المسلمين عليه ، قال ابن التين : وهذا أشبه .
وحكى شيخنا ابن الملقن أن بعض الناس زعم أن قوله : ولوددت " مدرج من كلام nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : وهو بعيد ، قال النووي : في هذا الحديث الحض على حسن النية ، وبيان شدة شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على أمته ورأفته بهم واستحباب طلب القتل في سبيل الله ، وجواز قول وددت حصول كذا من الخير وإن علم أنه لا يحصل . وفيه ترك بعض المصالح لمصلحة راجحة أو أرجح أو لدفع مفسدة ، وفيه جواز تمني ما يمتنع في العادة ، والسعي في إزالة المكروه عن المسلمين . وفيه أن الجهاد على الكفاية إذ لو كان على الأعيان ما تخلف عنه أحد قلت : وفيه نظر ، لأن الخطاب إنما يتوجه للقادر ، وأما العاجز فمعذور ، وقد قال سبحانه غير أولي الضرر وأدلة كون الجهاد فرض كفاية تؤخذ [ ص: 22 ] من غير هذا ، وسيأتي البحث في " باب وجوب النفير " إن شاء الله تعالى .