قوله : ( باب من ينكب ) بضم أوله وسكون النون وفتح الكاف بعدها موحدة ، والنكبة أن [ ص: 24 ] يصيب العضو شيء فيدميه ، والمراد بيان فضل من وقع له ذلك في سبيل الله . ثم ذكر فيه حديثين :
أحدهما حديث أنس في قصة قتل خاله وهو حرام بن ملحان ، وسيأتي شرحه في كتاب المغازي في غزوة بئر معونة ، وقوله فيه " عن إسحاق " هو ابن عبد الله بن أبي طلحة .
قوله : ( بعث النبي صلى الله عليه وسلم أقواما من بني سليم إلى بني عامر ) قال الدمياطي : هو وهم ، فإن بني سليم مبعوث إليهم ، والمبعوث هم القراء وهم من الأنصار . قلت : التحقيق أن المبعوث إليهم بنو عامر ، وأما بنو سليم فغدروا بالقراء المذكورين ، والوهم في هذا السياق من حفص بن عمر شيخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، فقد أخرجه هو في المغازي عن موسى بن إسماعيل عن همام فقال " بعث أخا nindex.php?page=showalam&ids=11088لأم سليم في سبعين راكبا ، وكان رئيس المشركين عامر بن الطفيل " الحديث ، ويأتي شرحه مستوفى هناك ، فلعل الأصل " بعث أقواما معهم أخو أم سليم إلى بني عامر " فصارت من بني سليم ، وقد تكلف لتأويله بعض الشراح فقال : يحمل على أن أقواما منصوب بنزع الخافض أي بعث إلى أقوام من بني سليم منضمين إلى بني عامر وحذف مفعول بعث اكتفاء بصفة المفعول عنه ، أو " في " زائدة ويكون " سبعين " مفعول بعث ، ويحتمل أن تكون " من " ليست بيانية بل ابتدائية ، أي بعث أقواما ولم يصفهم من بني سليم أو من جهة بني سليم انتهى . وهذا أقرب من التوجيه الأول ولا يخفى ما فيهما من التكلف .
وقوله في آخر الحديث " على رعل " بكسر الراء وسكون المهملة بعدها لام هم بطن من بني سليم ، وكذا بعض من ذكر معهم ; وسيأتي الحديث في أواخر الجهاد أنه دعا على أحياء من بني سليم حيث قتلوا القراء ، وهو أصرح في المقصود .