[ ص: 30 ] قوله : ( باب عمل صالح قبل القتال . وقال أبو الدرداء : إنما تقاتلون بأعمالكم ) هكذا وقع عند الجميع ولعله كان قاله أبو الدرداء وقال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=888333إنما تقاتلون بأعمالكم " وإنما قلت ذلك لأنني وجدت ذلك في " المجالسة للدينوري " من طريق nindex.php?page=showalam&ids=11816أبي إسحاق الفزاري " عن سعيد بن عبد العزيز عن nindex.php?page=showalam&ids=15884ربيعة بن يزيد أن أبا الدرداء قال : أيها الناس عمل صالح قبل الغزو ، فإنما تقاتلون بأعمالكم " . ثم ظهر لي سبب تفصيل nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، وذلك أن هذه الطريق منقطعة بين ربيعة nindex.php?page=showalam&ids=4وأبي الدرداء ، وقد روى ابن المبارك في كتاب الجهاد عن سعيد بن عبد العزيز عن nindex.php?page=showalam&ids=15884ربيعة بن يزيد عن ابن حلبس بفتح المهملة والموحدة بينهما لام ساكنة وآخره سين مهملة " عن nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء قال : ( إنما تقاتلون بأعمالكم ) ولم يذكر ما قبله فاقتصر nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري على ما ورد بالإسناد المتصل فعزاه إلى nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء ، ولذلك جزم به عنه ، واستعمل بقية ما ورد عنه بالإسناد المنقطع في الترجمة إشارة إلى أنه لم يغفله .
قوله : ( وقوله تعالى ياأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون - إلى قوله - بنيان مرصوص ذكر فيه حديث البراء في قصة الذي قتل حين أسلم ، قال ابن المنير : مناسبة الترجمة والآية للحديث ظاهرة وفي مناسبة الترجمة للآية خفاء وكأنه من جهة أن الله عاتب من قال إنه يفعل الخير ولم يفعله ، وأثنى على من وفى وثبت عند القتال ، أو من جهة أنه أنكر على من قدم على القتال قولا غير مرضي فكشف الغيب أنه أخلف ، فمفهومه ثبوت الفضل في تقديم الصدق والعزم الصحيح على الوفاء وذلك من أصلح الأعمال انتهى . وهذا الثاني أظهر فيما أرى والله أعلم . وقال الكرماني : المقصود من الآية في هذه الترجمة قوله في آخرها صفا كأنهم بنيان مرصوص لأن الصف في القتال من العمل الصالح قبل القتال ، انتهى . وسيأتي تفسير قوله : مرصوص في التفسير .
قوله : ( حدثني محمد بن عبد الرحيم ) هو الحافظ المعروف بصاعقة ، وإسرائيل هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي .