[ ص: 50 ] قوله : ( باب من اختار الغزو على الصوم ) أي لئلا يضعفه الصوم عن القتال ، ولا يمتنع ذلك لمن عرف أنه لا ينقصه كما سيأتي بعد ستة أبواب .
قوله : ( لا يصوم ) في رواية أبي الوليد عند أبي نعيم nindex.php?page=showalam&ids=16598وعلي بن الجعد كلاهما عن شعبة عند nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي " nindex.php?page=hadith&LINKID=888385لا يكاد يصوم " وفي رواية عاصم بن علي عن شعبة عند nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي " nindex.php?page=hadith&LINKID=888386كان قلما يصوم " ، فدل على أن النفي في رواية آدم ليس على إطلاقه ، وقد وافق آدم سليمان بن حرب عند nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي أيضا .
قوله : ( إلا يوم فطر أو أضحى ) أي فكان لا يصومهما ، والمراد بيوم الأضحى ما تشرع فيه الأضحية فيدخل أيام التشريق ، وفي هذه القصة إشعار بأن أبا طلحة لم يكن يلازم الغزو بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما ترك التطوع بالصوم لأجل الغزو خشية أن يضعفه عن القتال ، مع أنه في آخر عمره رجع إلى الغزو ، فروى ابن سعد nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم ، وغيرهما من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس " أن أبا طلحة قرأ انفروا خفافا وثقالا فقال : استنفرنا الله شيوخا وشبانا جهزوني ، فقال له بنوه : نحن نغزو عنك ، فأبى فجهزوه ، فغزا في البحر فمات ، فدفنوه بعد سبعة أيام ولم يتغير " قال المهلب : مثل النبي صلى الله عليه وسلم المجاهد بالصائم لا يفطر ، يعني كما تقدم في أول الجهاد فلذلك قدمه أبو طلحة على الصوم ، فلما توطأ الإسلام وعلم أنه صار في سعة أراد أن يأخذ حظه من الصوم إذ فاته الغزو ، وفيه أنه كان لا يرى بصيام الدهر بأسا .
( تنبيه ) :
وقع عند nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في المستدرك من رواية حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس " أن أبا طلحة أقام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين سنة لا يفطر إلا يوم فطر أو أضحى " . وعلى nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم فيه مأخذان
أحدهما أن أصله في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري فلا يستدرك ،
ثانيهما أن الزيادة في مقدار حياته بعد النبي صلى الله عليه وسلم غلط فإنه لم يقم بعده سوى ثلاث أو أربع وعشرين سنة . فلعلها كانت أربعا وعشرين فتغيرت .