قوله : ( باب سفر الاثنين ) أي جوازه والمراد سفر الشخصين لا سفر يوم الاثنين بخلاف ما فهمه الداودي ثم اعترض على nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ورده ابن التين بأن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أورد فيه حديث مالك بن الحويرث " nindex.php?page=hadith&LINKID=888427أذنا وأقيما " وأشار بذلك إلى ما وقع في بعض طرقه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهما ذلك حين أرادا السفر إلى قومهما ، فيؤخذ الجواز من إذنه لهما . قلت : وكأنه لمح بضعف الحديث الوارد في الزجر عن سفر الواحد والاثنين ، وهو ما أخرجه أصحاب السنن من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا " nindex.php?page=hadith&LINKID=888428الراكب شيطان والراكبان شيطانان والثلاثة ركب " . قلت : وهو حديث حسن الإسناد ، وقد صححه nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وصححه وترجم له nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة " النهي عن سفر الاثنين وأن ما دون الثلاثة عصاة " لأن معنى قوله شيطان أي عاص ، وقال الطبري : هذا الزجر زجر أدب وإرشاد لما يخشى على [ ص: 64 ] الواحد من الوحشة والوحدة ، وليس بحرام فالسائر وحده في فلاة وكذا البائت في بيت وحده لا يأمن من الاستيحاش لا سيما إذا كان ذا فكرة رديئة وقلب ضعيف ، والحق أن الناس يتباينون في ذلك فيحتمل أن يكون الزجر عن ذلك وقع لحسم المادة فلا يتناول ما إذا وقعت الحاجة لذلك . وقيل في تفسير قوله : nindex.php?page=hadith&LINKID=888429الراكب شيطان " : أي سفره وحده يحمله عليه الشيطان أو أشبه الشيطان في فعله ، وقيل إنما كره ذلك لأن الواحد لو مات في سفره ذلك لم يجد من يقوم عليه ، وكذلك الاثنان إذا ماتا أو أحدهما لم يجد من يعينه ، بخلاف الثلاثة ففي الغالب تؤمن تلك الخشية . قلت : وسيأتي الإلمام بشيء من هذا بعد أبواب كثيرة في " باب السير وحده " ومضى شرح حديث مالك بن الحويرث في كتاب الصلاة .