[ ص: 96 ] قوله : ( باب الحراسة في الغزو في سبيل الله ) أي بيان ما فيها من الفضل . وذكر فيه حديثين .

أحدهما عن عائشة .

قوله : ( أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=17316يحيى بن سعيد ) هو الأنصاري ، nindex.php?page=showalam&ids=4891وعبد الله بن عامر بن ربيعة هو العنزي له رواية ولأبيه صحبة .

قوله : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=888473كان النبي صلى الله عليه وسلم سهر ، فلما قدم المدينة قال : ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة ) هكذا في هذه الرواية ولم يبين زمان السهر ، وظاهره أن السهر كان قبل القدوم والقول بعده ، وقد أخرجه مسلم من طريق الليث عن يحيى بن سعيد وقال فيه " سهر رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمه المدينة ليلة فقال " فذكره ، وظاهره أن السهر والقول معا كانا بعد القدوم ، وقد أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي من طريق nindex.php?page=showalam&ids=11816أبي إسحاق الفزاري عن يحيى بن سعيد بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=888474 " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أول ما قدم المدينة يسهر من الليل " وليس المراد بقدومه المدينة أول قدومه إليها من الهجرة لأن عائشة إذ ذاك لم تكن عنده ولا كان سعد أيضا ممن سبق ، وقد أخرجه أحمد عن nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون عن يحيى بن سعيد بلفظ " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سهر ذات ليلة وهي إلى جنبه ، قالت فقلت : ما شأنك يا رسول الله ؟ الحديث . وقد روى الترمذي من طريق عبد الله بن شقيق عن عائشة قالت : nindex.php?page=hadith&LINKID=888475كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرس حتى نزلت هذه الآية : والله يعصمك من الناس وإسناده حسن واختلف في وصله وإرساله .

قوله : ( جئت لأحرسك ) في رواية الليث المذكورة nindex.php?page=hadith&LINKID=888476 " فقال وقع في نفسي خوف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت أحرسه فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم " .

قوله : ( فنام النبي صلى الله عليه وسلم ) زاد المصنف في التمني من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16036سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد " حتى سمعنا غطيطه " . وفي الحديث الأخذ بالحذر والاحتراس من العدو وأن على الناس أن يحرسوا سلطانهم خشية القتل . وفيه الثناء على من تبرع بالخير وتسميته صالحا ، وإنما عانى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك مع قوة توكله للاستنان به في ذلك ، وقد ظاهر بين درعين مع أنهم كانوا إذا اشتد البأس كان أمام الكل . وأيضا فالتوكل لا ينافي تعاطي الأسباب لأن التوكل عمل القلب وهي عمل البدن وقد قال إبراهيم عليه السلام ولكن ليطمئن قلبي وقال عليه الصلاة والسلام nindex.php?page=hadith&LINKID=886221 " اعقلها وتوكل " قال ابن بطال : نسخ ذلك كما دل عليه حديث عائشة ; وقال القرطبي : ليس في الآية ما ينافي الحراسة كما أن إعلام الله نصر دينه وإظهاره [ ص: 97 ] ما يمنع الأمر بالقتال وإعداد العدد ، وعلى هذا فالمراد العصمة من الفتنة والإضلال أو إزهاق الروح والله أعلم .