[ ص: 102 ] قوله : ( باب من غزا بصبي للخدمة ) يشير إلى أن الصبي لا يخاطب بالجهاد ولكن يجوز الخروج به بطريق التبعية ، ويعقوب المذكور في الإسناد هو ابن عبد الرحمن الإسكندراني . وعمرو هو ابن أبي عمرو مولى المطلب ، وسأذكر معظم شرحه في غزوة خيبر من كتاب المغازي إن شاء الله تعالى . وقد اشتمل على عدة من أحاديث الاستعاذة ويأتي شرحها في الدعوات ، وقصة nindex.php?page=showalam&ids=199صفية بنت حيي والبناء بها ويأتي شرح ذلك في النكاح ، nindex.php?page=hadith&LINKID=888487وقوله صلى الله عليه وسلم لأحد " هذا جبل يحبنا ونحبه " وقوله عن المدينة nindex.php?page=hadith&LINKID=888488 " اللهم إني أحرم ما بين لابتيها " وقد تقدم شرحه في أواخر الحج ، وقد تقدم من أصل الحديث شيء يتعلق بستر العورة في كتاب الصلاة لكن ذلك القدر ليس في هذه الرواية ، والغرض من الحديث هنا صدره ، وقد استشكل من حيث إن ظاهره أن ابتداء خدمة أنس للنبي صلى الله عليه وسلم من أول ما قدم المدينة لأنه صح عنه أنه قال " خدمت النبي صلى الله عليه وسلم تسع سنين " وفي رواية " عشر سنين " وخيبر كانت سنة سبع فيلزم أن يكون إنما خدمه أربع سنين قاله الداودي وغيره ، وأجيب بأن معنى قوله لأبي طلحة " التمس لي غلاما من غلمانكم " تعيين من يخرج معه في تلك السفرة فعين له أبو طلحة أنسا ، فينحط الالتماس على الاستئذان في المسافرة به لا في أصل الخدمة فإنها كانت متقدمة فيجمع بين الحديثين بذلك ، وفي الحديث جواز استخدام اليتيم بغير أجرة لأن ذلك لم يقع ذكره في هذا الحديث ، وحمل الصبيان في الغزو كذا قاله بعض الشراح وتبعوه ، وفيه نظر لأن أنسا حينئذ كان قد زاد على خمسة عشر لأن خيبر كانت سنة سبع من الهجرة وكان عمره عند الهجرة ثمان سنين ، ولا يلزم من عدم ذكر الأجرة عدم وقوعها .
قوله : ( هذا جبل يحبنا ونحبه ) قيل هو على الحقيقة ولا مانع من وقوع مثل ذلك بأن يخلق الله المحبة [ ص: 103 ] في بعض الجمادات ، وقيل هو على المجاز والمراد أهل أحد ، على حد قوله تعالى واسأل القرية وقال الشاعر :