باب لا يقول فلان شهيد قال nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم الله أعلم بمن يجاهد في سبيله والله أعلم بمن يكلم في سبيله
[ ص: 106 ] قوله : ( باب لا يقال فلان شهيد ) أي على سبيل القطع بذلك إلا إن كان بالوحي ، وكأنه أشار إلى حديث عمر أنه خطب فقال " تقولون في مغازيكم فلان شهيد ومات فلان شهيدا ، ولعله قد يكون قد أوقر راحلته ، ألا لا تقولوا ذلكم ولكن قولوا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=888494من مات في سبيل الله أو قتل فهو شهيد وهو حديث حسن أخرجه أحمد nindex.php?page=showalam&ids=16000وسعيد بن منصور وغيرهما من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين ، عن أبي العجفاء بفتح المهملة وسكون الجيم ثم فاء عن عمر ، وله شاهد في حديث مرفوع أخرجه أبو نعيم من طريق عبد الله بن الصلت عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=888495من تعدون الشهيد ؟ قالوا : من أصابه السلاح قال : كم من أصابه السلاح وليس بشهيد ولا حميد وكم من مات على فراشه حتف أنفه عند الله صديق وشهيد وفي إسناده نظر ، فإنه من رواية عبد الله بن خبيق بالمعجمة والموحدة والقاف مصغر عن يوسف بن أسباط الزاهد المشهور ، وعلى هذا فالمراد النهي عن تعيين وصف واحد بعينه بأنه شهيد بل يجوز أن يقال ذلك على طريق الإجمال .
ثم ذكر المصنف حديث سهل بن سعد في قصة الذي بالغ في القتال حتى قال المسلمون : ما أجزأ أحد ما أجزأ ، ثم كان آخر أمره أن قتل نفسه ، وسيأتي شرحه مستوفى في المغازي حيث ذكره المصنف ، ووجه أخذ الترجمة منه أنهم شهدوا رجحانه في أمر الجهاد ، فلو كان قتل لم يمتنع أن يشهدوا له بالشهادة ، وقد ظهر منه أنه لم يقاتل لله وإنما قاتل غضبا لقومه ، فلا يطلق على كل مقتول في الجهاد أنه شهيد لاحتمال أن يكون مثل هذا ، وإن كان مع ذلك يعطى حكم الشهداء في الأحكام الظاهرة ، ولذلك أطبق السلف على تسمية المقتولين في بدر وأحد وغيرهما شهداء ، والمراد بذلك الحكم الظاهر المبني على الظن الغالب والله أعلم . وروى nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور بإسناد صحيح عن مجاهد قال nindex.php?page=hadith&LINKID=888497 " لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك قال : لا يخرج معنا إلا مقوى فخرج رجل على بكر ضعيف فوقص فمات ، فقال الناس : الشهيد الشهيد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا بلال ناد إن الجنة لا يدخلها عاص " وفيه إشارة إلى أن الشهيد لا يدخل النار لأنه صلى الله عليه وسلم قال : إنه من أهل النار ، ولم يتبين منه إلا قتل نفسه وهو بذلك عاص لا كافر ، لكن يحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم [ ص: 107 ] اطلع على كفره في الباطن أو أنه استحل قتل نفسه ، وقد يتعجب من المهلب حيث قال : إن حديث الباب ضد ما ترجم به nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري لأنه قال " لا يقال فلان شهيد " والحديث فيه ضد الشهادة ، وكأنه لم يتأمل مراد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، وهو ظاهر كما قررته بحمد الله تعالى .