[ ص: 132 ] قوله : ( باب من أراد غزوة فورى بغيرها ، ومن أحب الخروج إلى السفر يوم الخميس ) أما الجملة الأولى فمعنى " ورى " ستر وتستعمل في إظهار شيء مع إرادة غيره ، وأصله من الوري بفتح ثم سكون وهو ما يجعل وراء الإنسان لأن من ورى بشيء كأنه جعله وراءه ، وقيل هو في الحرب أخذ العدو على غرة وقيده السيرافي في شرح nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه بالهمزة قال : وأصحاب الحديث لم يضبطوا فيه الهمزة وكأنهم سهلوها . وأما الخروج يوم الخميس فلعل سببه ما روي من قوله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=888518بورك لأمتي في بكورها يوم الخميس وهو حديث ضعيف أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من حديث نبيط بنون وموحدة مصغر ابن شريط بفتح المعجمة أوله . وكونه صلى الله عليه وسلم كان يحب الخروج يوم الخميس لا يستلزم المواظبة عليه لقيام مانع منه ، وسيأتي بعد باب أنه خرج في بعض أسفاره يوم السبت . ثم أورد المصنف أطرافا من حديث كعب بن مالك الطويل في قصة غزوة تبوك ظاهرة فيما ترجم له ، وروى nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور عن مهدي بن ميمون عن واصل مولى أبي عتيبة قال " nindex.php?page=hadith&LINKID=888519بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سافر أحب أن يخرج يوم الخميس " . وقوله في الطريق الثانية : وعن يونس عن الزهري " هو موصول بالإسناد الأول عن عبد الله وهو ابن المبارك عن يونس ، ووهم من زعم أن الطريق الثانية معلقة ، وقد أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي من وجه آخر عن ابن المبارك عن [ ص: 133 ] يونس بالحديثين جميعا بالوجهين ، نعم توقف nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في هذه الرواية التي وقع فيها التصريح بسماع عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك من جده وقد أوضحت ذلك في المقدمة . والحاصل أن رواية الزهري للجملة الأولى هي عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك ، وروايته للجملة الثانية المتعلقة بيوم الخميس هي عن عمه عبد الرحمن بن كعب بن مالك ، وقد سمع الزهري منهما جميعا ، وحدث يونس عنه بالحديثين مفصلا ، وأراد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بذلك دفع الوهم واللبس عمن يظن فيه اختلافا ، وسيأتي مزيد بسط لذلك في المغازي إن شاء الله تعالى .