[ ص: 137 ] قوله : ( باب البيعة في الحرب على أن لا يفروا ، وقال بعضهم على الموت ) كأنه أشار إلى أن لا تنافي بين الروايتين لاحتمال أن يكون ذلك في مقامين ، أو أحدهما يستلزم الآخر .
قوله : ( لقوله تعالى لقد رضي الله عن المؤمنين الآية ) قال ابن المنير : أشار nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بالاستدلال بالآية إلى أنهم بايعوا على الصبر ، ووجه أخذه منها قوله تعالى فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم والسكينة الطمأنينة في موقف الحرب ، فدل ذلك على أنهم أضمروا في قلوبهم أن لا يفروا فأعانهم على ذلك ، وتعقب بأن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري إنما ذكر الآية عقب القول الصائر إلى أن المبايعة وقعت على الموت ، ووجه انتزاع ذلك منها أن المبايعة فيها مطلقة ، وقد أخبر nindex.php?page=showalam&ids=119سلمة بن الأكوع - وهو ممن بايع تحت الشجرة - أنه بايع على الموت ، فدل ذلك على أنه لا تنافي بين قولهم بايعوه على الموت وعلى عدم الفرار ، لأن المراد بالمبايعة على الموت أن لا يفروا ولو ماتوا ، وليس المراد أن يقع الموت ولا بد ، وهو الذي أنكره نافع وعدل إلى قوله " بل بايعهم على الصبر " أي على الثبات وعدم الفرار سواء أفضى بهم ذلك إلى الموت أم لا ، والله أعلم . وسيأتي في المغازي موافقة المسيب بن حزن - والد سعيد - nindex.php?page=showalam&ids=12لابن عمر على خفاء الشجرة ، وبيان الحكمة في ذلك وهو أن لا يحصل بها افتتان لما وقع تحتها من الخير ، فلو بقيت لما أمن تعظيم بعض الجهال لها حتى ربما أفضى بهم إلى اعتقاد أن لها [ ص: 138 ] قوة نفع أو ضر كما نراه الآن مشاهدا فيما هو دونها ، وإلى ذلك أشار ابن عمر بقوله " كانت رحمة من الله " أي كان خفاؤها عليهم بعد ذلك رحمة من الله تعالى . ويحتمل أن يكون معنى قوله رحمة من الله أي كانت الشجرة موضع رحمة الله ومحل رضوانه لنزول الرضا عن المؤمنين عندها .
ثم ذكر فيه خمسة أحاديث أحدها حديث ابن عمر " رجعنا من العام المقبل فما اجتمع منا اثنان على الشجرة التي بايعنا - أي النبي صلى الله عليه وسلم - تحتها " أي في عمرة الحديبية .
قوله : ( فسألنا nindex.php?page=showalam&ids=17191نافعا ) قائل ذلك هو nindex.php?page=showalam&ids=15662جويرية بن أسماء الراوي عنه ، وقد تعقبه nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي بأن هذا من قول نافع وليس بمسند ، وأجيب بأن الظاهر أن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافعا إنما جزم بما أجاب به لما فهمه عن مولاه ابن عمر فيكون مسندا بهذه الطريقة .