ثانيها حديث nindex.php?page=showalam&ids=4804عبد الله بن زيد أي ابن عاصم الأنصاري المازني .
قوله : ( لما كان زمن الحرة ) أي الوقعة التي كانت بالمدينة في زمن يزيد بن معاوية سنة ثلاث وستين كما سيأتي بيان ذلك في موضعه إن شاء الله تعالى .
قوله : ( أن ابن حنظلة ) أي عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر الذي يعرف أبوه بغسيل الملائكة ، والسبب في تلقيبه بذلك أنه قتل بأحد وهو جنب فغسلته الملائكة ، وعلقت امرأته تلك الليلة بابنه عبد الله بن حنظلة ، فمات النبي صلى الله عليه وسلم وله سبع سنين وقد حفظ عنه . وأتى الكرماني بأعجوبة فقال : ابن حنظلة هو الذي كان يأخذ البيعة nindex.php?page=showalam&ids=17374ليزيد بن معاوية ، والمراد به نفس يزيد لأن جده أبا سفيان كان يكنى أيضا أبا حنظلة فيكون التقدير أن ابن أبي حنظلة ، ثم حذف لفظ أبي تخفيفا أو يكون نسب إلى عمه حنظلة بن أبي سفيان استخفافا واستهجانا واستبشاعا بهذه الكلمة المرة انتهى . ولقد أطال رحمه الله في غير طائل ، وأتى بغير الصواب . ولو راجع موضعا آخر من nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري لهذا الحديث بعينه لرأى فيه ما نصه : لما كان يوم الحرة والناس يبايعون nindex.php?page=showalam&ids=4755لعبد الله بن حنظلة ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=113عبد الله بن زيد : علام يبايع حنظلة الناس " الحديث . وهذا الموضع في أثناء غزوة الحديبية من كتاب المغازي ، فهذا يرد احتماله الثاني ، وأما احتماله الأول فيرده اتفاق أهل النقل على أن الأمير الذي كان من قبل يزيد بن معاوية اسمه مسلم بن عقبة لا عبد الله بن حنظلة ، وأن ابن حنظلة كان الأمير على الأنصار ، وأن عبد الله بن مطيع كان الأمير على من سواهم وأنهما قتلا جميعا في تلك الوقعة . والله المستعان .
قوله : ( لا أبايع على هذا أحدا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ) فيه إيماء إلى أنه بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك وليس بصريح ، ولذلك عقبه المصنف بحديث nindex.php?page=showalam&ids=119سلمة بن الأكوع لتصريحه فيه بذلك . قال ابن المنير : والحكمة في قول الصحابي أنه لا يفعل ذلك بعد النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان مستحقا للنبي صلى الله عليه وسلم على كل مسلم أن يقيه بنفسه ، وكان فرضا عليهم أن لا يفروا عنه حتى يموتوا دونه ، وذلك بخلاف غيره .