وقد أخرجه أبو داود من طريق حماد بن سلمة عن محمد بن زياد بلفظ " يقادون إلى الجنة بالسلاسل ، وقد تقدم توجيه العجب في حق الله في أوائل الجهاد وأن معناه الرضا ونحو ذلك ، قال ابن المنير : إن كان المراد حقيقة وضع السلاسل في الأعناق فالترجمة مطابقة ، وإن كان المراد المجاز عن الإكراه فليست مطابقة .
قلت : المراد بكون السلاسل في أعناقهم مقيد بحالة الدنيا ، فلا مانع من حمله على حقيقته ، والتقدير يدخلون الجنة ، وكانوا قبل أن يسلموا في السلاسل ، وسيأتي في تفسير آل عمران من وجه آخر عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة في قوله تعالى كنتم خير أمة أخرجت للناس قال nindex.php?page=hadith&LINKID=888568 " خير الناس للناس يأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام " ، قال nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي : معناه أنهم أسروا وقيدوا ، فلما عرفوا صحة الإسلام دخلوا [ ص: 169 ] طوعا فدخلوا الجنة ، فكان الإكراه على الأسر والتقييد هو السبب الأول ، وكأنه أطلق على الإكراه التسلسل ، ولما كان هو السبب في دخول الجنة أقام المسبب مقام السبب . وقال الطيبي : ويحتمل أن يكون المراد بالسلسلة الجذب الذي يجذبه الحق من خلص عباده من الضلالة إلى الهدى ومن الهبوط في مهاوي الطبيعة إلى العروج للدرجات ، لكن الحديث في تفسير آل عمران يدل على أنه على الحقيقة . ونحوه ما أخرجه من طريق nindex.php?page=showalam&ids=11871أبي الطفيل رفعه nindex.php?page=hadith&LINKID=888569رأيت ناسا من أمتي يساقون إلى الجنة في السلاسل كرها . قلت : يا رسول الله من هم قال قوم من العجم يسبيهم المهاجرون فيدخلونهم في الإسلام مكرهين وأما nindex.php?page=showalam&ids=12352إبراهيم الحربي فمنع حمله على حقيقة التقييد ، وقال : المعنى يقادون إلى الإسلام مكرهين فيكون ذلك سبب دخولهم الجنة ، وليس المراد أن ثم سلسلة . وقال غيره : يحتمل أن يكون المراد المسلمين المأسورين عند أهل الكفر يموتون على ذلك أو يقتلون فيحشرون كذلك ، وعبر عن الحشر بدخول الجنة لثبوت دخولهم عقبه . والله أعلم .