قوله : ( باب إذا احتلمت المرأة ) إنما قيده بالمرأة مع أن حكم الرجل كذلك لموافقة صورة السؤال وللإشارة إلى الرد على من منع منه في حق المرأة دون الرجل كما حكاه ابن المنذر وغيره عن nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم النخعي واستبعد النووي في شرح المهذب صحته عنه لكن رواه ابن أبي شيبة عنه بإسناد جيد .
قوله : ( عن nindex.php?page=showalam&ids=170زينب بنت أبي سلمة ) تقدم هذا الحديث في باب الحياء في العلم من وجه آخر وفيه nindex.php?page=showalam&ids=170زينب بنت أم سلمة فنسبت هناك إلى أمها وهنا إلى أبيها وقد اتفق الشيخان على إخراج هذا الحديث من طرق عن nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة عن أبيه عنها ورواه مسلم أيضا من رواية الزهري عن عروة لكن قال " عن عائشة " وفيه أن المراجعة وقعت بين أم سليم nindex.php?page=showalam&ids=25وعائشة .
ونقل القاضي عياض عن أهل الحديث أن الصحيح أن القصة وقعت nindex.php?page=showalam&ids=54لأم سلمة لا nindex.php?page=showalam&ids=25لعائشة ، وهذا يقتضي ترجيح رواية هشام وهو ظاهر صنيع nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري لكن نقل nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر عن الذهلي أنه صحح الروايتين وأشار أبو داود إلى تقوية رواية الزهري ; لأن نافع بن عبد الله تابعه عن عروة عن عائشة وأخرج مسلم أيضا رواية نافع وأخرج أيضا من حديث أنس قال " جاءت أم سليم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت له nindex.php?page=showalam&ids=25وعائشة عنده " فذكر نحوه . وروى أحمد من طريق nindex.php?page=showalam&ids=12423إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن جدته أم سليم وكانت مجاورة nindex.php?page=showalam&ids=54لأم سلمة " فقالت أم سليم : يا رسول الله " فذكر الحديث وفيه أن أم سلمة هي التي راجعتها وهذا يقوي رواية هشام قال النووي في شرح مسلم : يحتمل أن تكون عائشة nindex.php?page=showalam&ids=54وأم سلمة جميعا أنكرتا على أم سليم وهو جمع حسن ; لأنه لا يمتنع حضور أم سلمة nindex.php?page=showalam&ids=25وعائشة عند النبي - صلى الله عليه وسلم - في مجلس واحد . وقال في شرح المهذب : يجمع بين الروايات بأن أنسا nindex.php?page=showalam&ids=25وعائشة nindex.php?page=showalam&ids=54وأم سلمة حضروا القصة . انتهى .
والذي يظهر أن أنسا لم يحضر القصة وإنما تلقى ذلك من أمه أم سليم وفي صحيح مسلم من حديث أنس ما يشير إلى ذلك وروى أحمد من حديث ابن عمر نحو هذه القصة وإنما تلقى ذلك ابن عمر من أم سليم أو غيرها . وقد سألت عن هذه المسألة أيضا nindex.php?page=showalam&ids=10683خولة بنت حكيم عند أحمد nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه وفي آخره " كما ليس على الرجل غسل إذا رأى ذلك فلم ينزل " وسهلة بنت سهيل عند nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني وبسرة بنت صفوان عند ابن أبي شيبة .
[ ص: 463 ] قوله : ( إن الله لا يستحيي من الحق ) قدمت هذا القول تمهيدا لعذرها في ذكر ما يستحيى منه والمراد بالحياء هنا معناه اللغوي إذ الحياء الشرعي خير كله . وقد تقدم في كتاب الإيمان أن الحياء لغة : تغير وانكسار وهو مستحيل في حق الله تعالى فيحمل هنا على أن المراد أن الله لا يأمر بالحياء في الحق أو لا يمنع من ذكر الحق . وقد يقال إنما يحتاج إلى التأويل في الإثبات >[1] ولا يشترط في النفي أن يكون ممكنا لكن لما كان المفهوم يقتضي أنه يستحيي من غير الحق عاد إلى جانب الإثبات فاحتيج إلى تأويله قاله ابن دقيق العيد .
قوله : ( هل على المرأة من غسل ) " من " زائدة وقد سقطت في رواية المصنف في الأدب .
قوله : ( إذا رأت الماء ) أي المني بعد الاستيقاظ وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي عن سفيان عن هشام nindex.php?page=hadith&LINKID=883799إذا رأت إحداكن الماء فلتغتسل وزاد " فقالت أم سلمة : وهل تحتلم المرأة ؟ " وكذلك روى هذه الزيادة أصحاب هشام عنه غير مالك فلم يذكرها وقد تقدمت من رواية أبي معاوية عن هشام في باب الحياء في العلم وفيه " أوتحتلم المرأة ؟ " وهو معطوف على مقدر يظهر من السياق أي أترى المرأة الماء وتحتلم ؟ وفيه " فغطت أم سلمة وجهها " ويأتي في الأدب من رواية nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى القطان عن هشام " فضحكت أم سلمة " ويجمع بينهما بأنها تبسمت تعجبا وغطت وجهها حياء ولمسلم من رواية nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع عن هشام " فقالت لها : يا أم سليم فضحت النساء " وكذا لأحمد من حديث أم سليم وهذا يدل على أن كتمان مثل ذلك من عادتهن ; لأنه يدل على شدة شهوتهن للرجال .
وقال ابن بطال : فيه دليل على أن كل النساء يحتلمن وعكسه غيره فقال : فيه دليل على أن بعض النساء لا يحتلمن والظاهر أن مراد ابن بطال الجواز لا الوقوع أي فيهن قابلية ذلك . وفيه دليل على وجوب الغسل على المرأة بالإنزال ونفى ابن بطال الخلاف فيه وقد قدمناه عن nindex.php?page=showalam&ids=12354النخعي . وكأن أم سليم لم تسمع حديث " الماء من الماء " أو سمعته وقام عندها ما يوهم خروج المرأة عن ذلك وهو ندور بروز الماء منها .