لعمرك ما أدري وإني لأوجل
أي وإني لوجل ، وأثر الربيع وصله الطبري من طريق منذر الثوري عنه نحوه ، وأما أثر الحسن فروى الطبري أيضا من طريق قتادة وأظنه عن الحسن ولكن لفظه " وإعادته أهون عليه من بدئه ، وكل على الله هين ، وظاهر هذا اللفظ إبقاء صيغة أفعل على بابها ، وكذا قال مجاهد فيما أخرجه ابن أبي حاتم وغيره وقد ذكر عبد الرزاق في تفسيره عن معمر عن قتادة أن ابن مسعود كان يقرؤها " وهو عليه هين ، وحكى بعضهم عن ابن عباس أن الضمير للمخلوق لأنه ابتدئ نطفة ثم علقة ثم مضغة ، والإعادة أن يقول له كن فيكون ، فهو أهون على المخلوق ، انتهى . ولا يثبت هذا عن ابن عباس بل هو من تفسير الكلبي كما حكاه الفراء ، لأنه يقتضي تخصيصه بالحيوان ولأن الضمير الذي بعده وهو قوله : وله المثل الأعلى يصير معطوفا على غير المذكور قبله قريبا . وقد روى [ ص: 332 ] ابن أبي حاتم عن ابن عباس بإسناد صحيح في قوله : أهون عليه أيسر . وقال الزجاج : خوطب العباد بما يعقلون لأن عندهم أن البعث أهون من الابتداء فجعله مثلا وله المثل الأعلى ، وذكر الربيع عن في هذه الآية قال هو أهون عليه أي في القدرة عليه ، لا أن شيئا يعظم على الله ، لأنه يقول لما لم يكن كن فيخرج متصلا ، وأخرجه الشافعي أبو نعيم ، وأخرج ابن أبي حاتم نحوه عن الضحاك وإليه نحا الفراء ، والله أعلم