قوله : ( قالوا جئنا نسألك ) كذا الكشميهني ، ولغيره " جئناك لنسألك " وزاد في التوحيد " ونتفقه في الدين " وكذا هي في قصة نافع بن زيد التي أشرت إليها آنفا .
قوله : ( عن هذا الأمر ) أي الحاضر الموجود ، والأمر يطلق ويراد به المأمور ويراد به الشأن والحكم والحث على الفعل غير ذلك .
قوله : ( كان الله ولم يكن شيء غيره ) في الرواية الآتية في التوحيد " ولم يكن شيء قبله " وفي رواية غير nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري " ولم يكن شيء معه " والقصة متحدة فاقتضى ذلك أن الرواية وقعت بالمعنى ، ولعل راويها أخذها من قوله صلى الله عليه وسلم في دعائه في صلاة الليل - كما تقدم من حديث ابن عباس - nindex.php?page=hadith&LINKID=888705 " أنت الأول فليس قبلك شيء " لكن رواية الباب أصرح في العدم ، وفيه دلالة على أنه لم يكن شيء غيره لا الماء ولا العرش ولا غيرهما ، لأن كل ذلك غير الله تعالى " ويكون قبله " وكان عرشه على الماء " معناه أنه خلق الماء سابقا ثم خلق العرش على الماء ، وقد وقع في قصة نافع بن زيد الحميري بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=888706كان عرشه على الماء ثم خلق القلم فقال : اكتب ما هو كائن ، ثم خلق السموات والأرض وما فيهن فصرح بترتيب المخلوقات بعد الماء والعرش .
[ ص: 334 ] قوله : ( وكان عرشه على الماء ، وكتب في الذكر كل شيء ، وخلق السموات والأرض ) هكذا جاءت هذه الأمور الثلاثة معطوفة بالواو ، ووقع في الرواية التي في التوحيد " ثم خلق السماوات والأرض " ولم يقع بلفظ " ثم " إلا في ذكر خلق السماوات والأرض ، وقد روى مسلم من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا nindex.php?page=hadith&LINKID=888707أن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء وهذا الحديث يؤيد رواية من روى " ثم خلق السماوات والأرض " باللفظ الدال على الترتيب .
( تنبيه ) :
وقع في بعض الكتب في هذا الحديث nindex.php?page=hadith&LINKID=844799كان الله ولا شيء معه ، وهو الآن على ما عليه كان " وهي زيادة ليست في شيء من كتب الحديث ، نبه على ذلك العلامة تقي الدين بن تيمية ، وهو مسلم في قوله ، " وهو الآن " إلى آخره ، وأما لفظ " ولا شيء معه " فرواية الباب بلفظ " ولا شيء غيره " بمعناها . ووقع في ترجمة نافع بن زيد الحميري المذكور " كان الله لا شيء غيره " بغير واو .
وحكى أبو العلاء الهمداني أن للعلماء قولين في أيهما خلق أولا العرش أو القلم ؟ قال : والأكثر على سبق خلق العرش ، واختار ابن جرير ومن تبعه الثاني ، وروى ابن أبي حازم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال nindex.php?page=hadith&LINKID=888713خلق الله اللوح المحفوظ مسيرة خمسمائة عام ، فقال للقلم قبل أن يخلق الخلق وهو على العرش : اكتب ، فقال وما أكتب قال علمي في خلقي إلى يوم القيامة ذكره في تفسير سورة سبحان ، وليس فيه سبق خلق القلم على العرش ، بل فيه سبق العرش . وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في " الأسماء والصفات " من طريق الأعمش عن nindex.php?page=showalam&ids=12062أبي ظبيان عن ابن عباس قال nindex.php?page=hadith&LINKID=888714أول ما خلق الله القلم فقال له اكتب ، فقال : يا رب وما أكتب ؟ قال اكتب القدر ، فجرى بما هو كائن من ذلك اليوم إلى قيام الساعة وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور عن أبي عوانة عن أبي بشر عن مجاهد قال بدء الخلق العرش والماء والهواء ، وخلقت الأرض من الماء والجمع بين هذه الآثار واضح .
قوله : ( وكتب ) أي قدر ( في الذكر ) أي في محل الذكر أي في اللوح المحفوظ ( كل شيء ) أي من الكائنات ، وفي الحديث جواز السؤال عن مبدإ الأشياء والبحث عن ذلك وجواز جواب العالم بما يستحضره من ذلك ، وعليه الكف إن خشي على السائل ما يدخل على معتقده . وفيه أن جنس الزمان ونوعه حادث ، [ ص: 335 ] وأن الله أوجد هذه المخلوقات بعد أن لم تكن ، لا عن عجز عن ذلك بل مع القدرة . واستنبط بعضهم من سؤال الأشعريين عن هذه القصة أن الكلام في أصول الدين وحدوث العلم مستمران في ذريتهم حتى ظهر ذلك منهم في nindex.php?page=showalam&ids=13711أبي الحسن الأشعري ، أشار إلى ذلك nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر .
قوله : ( فنادى مناد ) في الرواية الأخرى " فجاء رجل فقال : يا عمران " ولم أقف على اسمه في شيء من الروايات .
قوله : ( ذهبت ناقتك يا ابن الحصين ) أي انفلتت ، ووقع في الرواية الأولى " فجاء رجل فقال : يا عمران راحلتك " أي أدرك راحلتك فهو بالنصب ، أو ذهبت راحلتك فهو بالرفع ، ويؤيده الرواية الأخرى ولم أقف على اسم هذا الرجل . وقوله " تفلتت " بالفاء أي شردت .
قوله : ( فإذا هي يقطع ) بفتح أوله ( دونها السراب ) بالضم أي يحول بيني وبين رؤيتها ، والسراب بالمهملة معروف ، وهو ما يرى نهارا في الفلاة كأنه ماء .
قوله : ( فوالله لوددت أني كنت تركتها ) في التوحيد " أنها ذهبت ولم أقم " يعني لأنه قام قبل أن يكمل النبي صلى الله عليه وسلم حديثه في ظنه ، فتأسف على ما فاته من ذلك . وفيه ما كان عليه من الحرص على تحصيل العلم . وقد كنت كثير التطلب لتحصيل ما ظن عمران أنه فاته من هذه القصة إلى أن وقفت على قصة نافع بن زيد الحميري فقوي في ظني أنه لم يفته شيء من هذه القصة بخصوصها لخلو قصة نافع بن زيد عن قدر زائد على حديث عمران ، إلا أن في آخره بعد قوله وما فيهن " واستوى على عرشه عز وجل " . الحديث الثاني حديث عمر قال nindex.php?page=hadith&LINKID=888715 " قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما فأخبرنا عن بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم " الحديث .
قوله : ( وروى عيسى عن رقبة ) كذا للأكثر وسقط منه رجل فقال ابن الفلكي : ينبغي أن يكون بين عيسى ورقبة أبو حمزة ، وبذلك جزم أبو مسعود ، وقال الطرقي : سقط أبو حمزة من كتاب الفربري وثبت في رواية حماد بن شاكر فعنده عن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري " روى عيسى عن أبي حمزة عن رقبة قال " وكذا قال ابن رميح عن الفربري ، قلت : وبذلك جزم أبو نعيم في " المستخرج " وهو يروي الصحيح عن الجرجاني عن الفربري ، فالاختلاف فيه حينئذ عن الفربري ، ثم رأيته أسقط أيضا من رواية النسفي ، لكن جعل بين عيسى ورقبة ضبة ، ويغلب على الظن أن أبا حمزة ألحق في رواية الجرجاني وقد وصفوه بقلة الإتقان ، وعيسى المذكور هو ابن موسى البخاري ولقبه غنجار بمعجمة مضمومة ثم نون ساكنة ثم جيم ، وليس له في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري إلا هذا الموضع ، وقد وصل الحديث المذكور من طريق عيسى المذكور عن أبي حمزة وهو محمد بن ميمون السكري عن رقبة nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في مسند رقبة المذكور ، وهو بفتح الراء والقاف والموحدة الخفيفة ابن مصقلة بفتح الميم وسكون الصاد المهملة وقد تبدل سينا بعدها قاف ، ولم ينفرد به عيسى فقد أخرجه أبو نعيم من طريق علي بن الحسن بن شقيق عن أبي حمزة نحوه ، لكن بإسناد ضعيف .
وفي الباب عن حذيفة وأبي زيد بن أخطب وأبي مريم nindex.php?page=showalam&ids=19والمغيرة بن شعبة انتهى . ولم يقع له حديث عمر حديث الباب وهو على شرطه ، وأفاد حديث أبي زيد بيان المقام المذكور زمانا ومكانا في حديث عمر رضي الله عنه وأنه كان على المنبر من أول النهار إلى أن غابت الشمس ، والله أعلم . ثالثها حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وهو من الإلهيات