[ ص: 338 ] قوله : ( باب ما جاء في سبع أرضين ) أو في بيان وضعها .
قوله : ( وقول الله سبحانه وتعالى الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن الآية ) قال الداودي : فيه دلالة على أن الأرضين بعضها فوق بعض مثل السماوات ونقل عن بعض المتكلمين أن المثلية في العدد خاصة وأن السبع متجاورة ، وحكى ابن التين عن بعضهم أن الأرض واحدة ، قال وهو مردود بالقرآن والسنة . قلت : لعله القول بالتجاور ، وإلا فيصير صريحا في المخالفة ، ويدل للقول الظاهر ما رواه ابن جرير من طريق شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي الضحى عن ابن عباس في هذه الآية ومن الأرض مثلهن قال : في كل أرض مثل إبراهيم ، ونحو ما على الأرض من الخلق ، هكذا أخرجه مختصرا وإسناده [ ص: 339 ] صحيح . وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي من طريق عطاء بن السائب عن أبي الضحى مطولا وأوله أي سبع أرضين nindex.php?page=hadith&LINKID=3502917في كل أرض آدم كآدمكم ونوح كنوحكم وإبراهيم كإبراهيمكم وعيسى كعيسى ونبي كنبيكم قال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : إسناده صحيح ، إلا أنه شاذ بمرة . وروى ابن أبي حاتم من طريق مجاهد عن ابن عباس قال : لو حدثكم بتفسير هذه الآية لكفرتم وكفركم تكذيبكم بها .
ومن طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس نحوه وزاد وهن مكتوبات بعضهن على بعض . وظاهر قوله تعالى ومن الأرض مثلهن يرد أيضا على أهل الهيئة قولهم أن لا مسافة بين كل أرض وأرض وإن كانت فوقها ، وأن السابعة صماء لا جوف لها ، وفي وسطها المركز وهي نقطة مقدرة متوهمة ، إلى غير ذلك من أقوالهم التي لا برهان عليها . وقد روى أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مرفوعا nindex.php?page=hadith&LINKID=888720إن بين كل سماء وسماء خمسمائة عام ، وأن سمك كل سماء كذلك ، وأن بين كل أرض وأرض خمسمائة عام وأخرجه إسحاق بن راهويه nindex.php?page=showalam&ids=13863والبزار من حديث أبي ذر نحوه ، ولأبي داود nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=18العباس بن عبد المطلب مرفوعا nindex.php?page=hadith&LINKID=888721بين كل سماء وسماء إحدى أو اثنتان وسبعون سنة وجمع بين الحديثين بأن اختلاف المسافة بينهما باعتبار بطء السير وسرعته .
قوله : ( والسقف المرفوع : السماء ) هو تفسير مجاهد ، أخرجه عبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم وغيرهما من طريق ابن أبي نجيح عنه ، ومن طريق قتادة نحوه ، وسيأتي عن علي مثله في " باب الملائكة " ولابن أبي حاتم من طريق الربيع بن أنس " السقف المرفوع : " العرش ، كذا قال ، والأول أكثر ، وهو يقتضي الرد على من قال إن السماء كرية لأن السقف في اللغة العربية لا يكون كريا .
قوله : ( سمكها ) بفتح المهملة وسكون الميم ( بناءها ) بالمد ، يريد تفسير قوله تعالى رفع سمكها أي رفع بنيانها ، وهو تفسير ابن عباس أخرجه ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عنه ، ومن طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد مثله وزاد " بغير عمد " ومن طريق قتادة مثله .
قوله : ( والحبك استواؤها وحسنها ) هو تفسير ابن عباس أخرجه ابن أبي حاتم من طريق عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عنه ، وأخرج من طريق سعد الإسكاف عن عكرمة عنه بلفظ " ذات الحبك " أي البهاء والجمال ، غير أنها كالبرد المسلسل " ومن طريق علي بن أبي طلحة عنه قال : ذات الحبك أي الخلق الحسن ، والحبك بضمتين جمع حبيكة كطرق وطريقة وزنا ومعنى ، وقيل واحدها حباك كمثال ومثل ، وقيل الحبك الطريق التي ترى في السماء من آثار الغيم ، وروى الطبري عن الضحاك نحوه ، وقيل هي النجوم أخرجه الطبري بإسناد حسن عن الحسن ، وروى الطبري عن عبد الله بن عمرو أو المراد بالسماء هنا السماء السابعة .
قوله : ( أذنت : سمعت وأطاعت ) يريد تفسير قوله تعالى إذا السماء انشقت وأذنت لربها وحقت ومعنى سمعها وإطاعتها قبولها ما يراد منها ، وروى ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : ( وأذنت لربها ) أي أطاعت ، ومن طريق الضحاك ( أذنت لربها ) أي سمعت ، ومن طريق سعيد بن جبير ( وحقت ) أي حق لها أن تطيع .
قوله : وألقت أخرجت ما فيها من الموتى وتخلت أي ( عنهم ) يريد تفسير بقية الآيات ، وهو [ ص: 340 ] عند ابن أبي حاتم من طريق مجاهد نحوه ، ومن طريق سعيد بن جبير ألقت ما استودعها الله من عباده وتخلت عنهم إليه .
قوله : طحاها : دحاها ) هو تفسير مجاهد أخرجه عبد بن حميد وغيره من طريقه ، والمعنى بسطها يمينا وشمالا من كل جانب ، وأخرج ابن أبي حاتم أيضا من طريق ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي وغيرهما : دحاها أي بسطها .
قوله : بالساهرة : وجه الأرض كان فيها الحيوان نومهم وسهرهم ) هو تفسير عكرمة أخرجه ابن أبي حاتم ، أو المراد بالأرض أرض القيامة ، وأخرج ابن أبي حاتم من طريق مصعب بن ثابت عن أبي حازم عن سهل بن سعد في قوله : فإذا هم بالساهرة قال : أرض بيضاء عفراء كالخبزة ، وسيأتي من وجه آخر عن أبي حازم مرفوعا في الرقاق لكن ليس فيه تفسير الساهرة .
ثم ذكر المصنف في الباب أربعة أحاديث : أحدها حديث عائشة " من ظلم قيد شبر " وقد تقدم شرحه مستوفى في كتاب المظالم .