[ ص: 347 ] قوله : ( باب ما جاء في قوله تعالى وهو الذي يرسل الرياح نشرا بين يدي رحمته نشرا بضم النون والمعجمة وسيأتي تفسيره في الباب .
قوله : ( قاصفا تقصف كل شيء ) يريد تفسير قوله تعالى فيرسل عليكم قاصفا من الريح قال أبو عبيدة هي التي تقصف كل شيء أي تحطم ، وروى الطبري من طريق nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج قال : قال ابن عباس القاصف التي تفرق ، هكذا ذكره منقطعا .
قوله : ( لواقح ملاقح ملقحة ) يريد تفسير قوله تعالى وأرسلنا الرياح لواقح وأن أصل لواقح ملاقح وواحدها ملقحة ، وهو قول أبي عبيدة وفاقا nindex.php?page=showalam&ids=12563لابن إسحاق ، وأنكره غيرهما قالوا لواقح جمع لاقحة ولاقح ، وقال الفراء : فإن قيل الريح ملقحة لأنها تلقح الشجر فكيف قيل لها لواقح ؟ فالجواب على وجهين : أحدهما أن تجعل الريح هي التي تلقح بمرورها على التراب والماء فيكون فيها اللقاح فيقال ريح لاقح كما يقال ماء ملاقح ، ويؤيده وصف ريح العذاب بأنها عقيم . ثانيهما أن وصفها باللقح لكون اللقح يقع فيها كما تقول : ليل نائم ، وقال الطبري : الصواب أنها لاقحة من وجه ملقحة من وجه لأن لقحها حملها الماء ، وإلقاحها عملها في السحاب . ثم أخرج من طريق قوي عن ابن مسعود قال " يرسل الله الرياح فتحمل الماء فتلقح السحاب ، وتمر به فتدر كما تدر اللقحة ، ثم تمطر " وقال الأزهري : جعل الريح لاقحا لأنها تقل السحاب وتصرفه ، ثم تمر به فتستدره ، والعرب تقول للريح الجنوب : لاقح وحامل ، وللشمال : حائل وعقيم .
قوله : ( إعصار : ريح عاصف تهب من الأرض إلى السماء كعمود فيه نار ) يريد تفسير قوله تعالى فأصابها إعصار وهو تفسير أبي عبيدة بلفظه ، وروى الطبري عن nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي قال : الإعصار الريح ، والنار السموم . وعن الضحاك قال : الإعصار ريح فيها برد شديد والأول أظهر لقوله تعالى فيه نار .
قوله : ( صر : برد ) يريد تفسير قوله تعالى ريح فيها صر قال أبو عبيدة : الصر شدة البرد . وقد أخرج ابن أبي حاتم من طريق معمر قال كان الحسن يقول فأصابها إعصار يقول صر برد . كذا قال .
قوله : ( نشرا متفرقة ) هو مقتضى كلام أبي عبيدة فإنه قال : قوله : ( نشرا ) أي من كل مهب وجانب وناحية . ثم ذكر المصنف في الباب حديثين : أحدهما حديث ابن عباس .
قوله : ( عن nindex.php?page=showalam&ids=14152الحكم ) هو ابن عتيبة بالمثناة والموحدة مصغر .