3148 حدثني nindex.php?page=showalam&ids=15241عبد الله بن محمد حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق عن nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر عن nindex.php?page=showalam&ids=17257همام عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه nindex.php?page=hadith&LINKID=653079عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خلق الله آدم وطوله ستون ذراعا ثم قال اذهب فسلم على أولئك من الملائكة فاستمع ما يحيونك تحيتك وتحية ذريتك فقال السلام عليكم فقالوا السلام عليك ورحمة الله فزادوه ورحمة الله فكل من يدخل الجنة على صورة آدم فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن
[ ص: 416 ] قوله : ( بسم الله الرحمن الرحيم : كتاب أحاديث الأنبياء ) كذا في رواية كريمة في بعض النسخ ، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=13265أبي علي بن شبويه نحوه ، وقدم الآية الآتية في الترجمة على الباب ، ووقع في ذكر عدد الأنبياء ، وحديث أبي ذر مرفوعا nindex.php?page=hadith&LINKID=3502940أنهم مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا ، الرسل منهم ثلاثمائة وثلاثة عشر صححه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان . والأنبياء جمع نبي ، وقد قرئ بالهمزة فقيل هو الأصل وتركه تسهيل ، وقيل الذي بالهمز من النبإ والذي بغير همز من النبوة وهي الرفعة ، والنبوة نعمة يمن بها على من يشاء ولا يبلغها أحد بعلمه ولا كشفه ولا يستحقها باستعداد ولايته ، ومعناها الحقيقي شرعا من حصلت له النبوة . وليست راجعة إلى جسم النبي ولا إلى عرض من أعراضه ، بل ولا إلى علمه بكونه نبيا ، بل المرجع إلى إعلام الله له بأني نبأتك أو جعلتك نبيا . وعلى هذا فلا تبطل بالموت كما لا تبطل بالنوم والغفلة .
قوله : ( صلصال : طين خلط برمل فصلصل كما يصلصل الفخار ) هو تفسير الفراء ، هكذا ذكره [ ص: 420 ] وقال أبو عبيدة : الصلصال اليابس الذي لم تصبه نار ، فإذا نقرته صل فسمعت له صلصلة ، فإذا طبخ بالنار فهو فخار . وكل شيء له صوت فهو صلصال . وروى الطبري عن قتادة بإسناد صحيح نحوه .
قوله : ( ويقال منتن يريدون به صل كما يقولون صر الباب وصرصر عند الإغلاق مثل كبكبته يعني كببته ) أما تفسيره بالمنتن فرواه الطبري عن مجاهد ، وروى عن ابن عباس أن المنتن تفسيره المسنون ، وأما بقيته فكأنه من كلام المصنف .
قوله : ( فمرت به استمر بها الحمل فأتمته ) هو قول أبي عبيدة .
قوله : ( أن لا تسجد : أن تسجد ) يعني أن " لا " زائدة ، وأخذه من كلام أبي عبيدة ، وكذا قاله وزاد : و " لا " من حروف الزوائد كما قال الشاعر :
وتلحينني في اللهو أن لا أحبه وللهو داع دائب غير غافل
وقيل ليست زائدة ، بل فيه حذف تقديره ما منعك من السجود فحملك على أن لا تسجد ؟
قوله : ( وقول الله عز وجل : وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة كذا وقع هنا ، ووقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=13265أبي علي بن شبويه في صدر الترجمة وهو أولى ومثله للنسفي ، ولبعضهم هنا " باب " والمراد بالخليفة آدم أسنده الطبري من طريق ابن سابط مرفوعا قال : والأرض مكة ، وذكر الطبري أن مقتضى ما نقله nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي عن مشايخه أنه خليفة الله في الأرض ، ومن وجه آخر أنهم يعنون بني آدم يخلف بعضهم بعضا ، ومن ثم قالت الملائكة أتجعل فيها من يفسد فيها الآية ، وحكى nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي قولين آخرين أنه خليفة الملائكة أو خليفة الجن وكل منهما بناء على أنه كان في الأرض من سكنها قبلآدم ، وذكر الطبري قال : زعم أبو عبيدة أن " إذ " في قوله : وإذ قال ربك صلة ، ورد عليه فقال القرطبي : إن جميع المفسرين ردوه حتى قال الزجاج إنها جرأة من أبي عبيدة .
قوله : ( في كبد : في شدة خلق ) هو قول ابن عباس أيضا ، رويناه في تفسير ابن عيينة بإسناد صحيح ، وزاد في آخره " ثم ذكر مولده ونبات أسنانه " وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في " المستدرك " وقال أبو عبيدة الكبد الشدة ، قال لبيد :
يا عين هلا بكيت أربد إذ قمنا وقام الخصوم في كبد
قوله : ( ورياشا : المال ) هو قول ابن عباس أيضا ، وصله ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عنه .
قوله : ( وقال غيره الرياش والريش واحد ، وهو ما ظهر من اللباس ) هو قول أبي عبيدة ، وزاد : تقول أعطاني ريشه أي كسوته ، قال : والرياش أيضا المعاش .
قوله : ( ما تمنون : النطفة في أرحام النساء ) هو قول الفراء قال : يقال أمنى ومنى ، والأول أكثر وقوله " تمنون " يعني النطف إذا قذفت في أرحام النساء ( أأنتم تخلقون ذلك أم نحن ) .
[ ص: 421 ] قوله : ( وقال مجاهد على رجعه لقادر النطفة في الإحليل ) وصله الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عنه ، وقيل : معناه قادر على رجع النطفة التي في الإحليل إلى الصلب وهو محتمل ، ويعكر على تفسير مجاهد أن بقية الآيات دالة على أن الضمير للإنسان ورجعه يوم القيامة لقوله : يوم تبلى السرائر إلخ .
قوله : ( كل شيء خلقه فهو شفع السماء شفع والوتر الله ) هو قول مجاهد أيضا ، وصله الفريابي nindex.php?page=showalam&ids=16935والطبري ولفظه " كل خلق الله شفع : السماء ، والأرض ، والبر والبحر ، والجن والإنس ، والشمس والقمر ونحو هذا شفع ، والوتر الله وحده ، وبهذا زال الإشكال ، فإن ظاهر إيراد المصنف في اقتصاره على قوله : " السماء شفع " يعترض عليه بأن السماوات سبع والسبع ليس بشفع ، وليس ذلك مراد مجاهد وإنما مراده كل شيء له مقابل يقابله ويذكر معه فهو بالنسبة إليه شفع ، كالسماء والأرض والإنس والجن إلخ ، وروى الطبري عن مجاهد أيضا قال في قوله تعالى ومن كل شيء خلقنا زوجين الكفر والإيمان ، والشقاء والسعادة ، والهدى والضلالة ، والليل والنهار ، والسماء والأرض ، والجن والإنس ، والوتر الله . وروي من طريق أبي صالح نحوه . وأخرج عن ابن عباس من طريق صحيحة أنه قال : الوتر يوم عرفة والشفع يوم الذبح ، وفي رواية أيام الذبح . وهذا يناسب ما فسروا به قوله قبل ذلك وليال عشر أن المراد بها عشر ذي الحجة .
قوله : ( خسر : ضلال ثم استثنى فقال إلا من آمن ) هو تفسير مجاهد أخرجه الفريابي أيضا ، قال في قوله : إن الإنسان لفي خسر يعني في ضلال ، ثم استثنى فقال " إلا من آمن " وكأنه ذكره بالمعنى ، وإلا فالتلاوة إلا الذين آمنوا
قوله : ( لازب : لازم ) يريد تفسير قوله تعالى : فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا إنا خلقناهم من طين لازب وقد روى الطبري عن مجاهد في قوله : من طين لازب قال لازق . ومن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : من التراب والماء يصير طينا يلزق . وأما تفسيره باللازم فكأنه بالمعنى ، وهو تفسير أبي عبيدة قال : معنى اللازب اللازم ، قال النابغة
ولا يحسبون الشر ضربة لازب
أي لازم .
قوله : ( ننشئكم في أي خلق نشاء ) كأنه يريد تفسير قوله تعالى وننشئكم في ما لا تعلمون وقوله في أي خلق نشاء هو تفسير قوله : فيما لا تعلمون .
قوله : ( نسبح بحمدك : نعظمك ) هو تفسير مجاهد ، نقله الطبري وغيره عنه .
قوله : ( وقال أبو العالية فتلقى آدم هو قوله تعالى ربنا ظلمنا أنفسنا وصله الطبري بإسناد حسن ، واستشكل بأن ظاهر الآيات أن هذا التلقي كان قبل الهبوط لأن بعده قلنا اهبطوا منها جميعا ويمكن الجواب بأن قوله قلنا اهبطوا كان سابقا للتلقي ، وليس في الآيات صيغة ترتيب .
قوله : ( وقال فأزلهما : استزلهما ، ويتسنه : يتغير . آسن : المسنون المتغير . حمأ : جمع حمأة وهو الطين المتغير ) كذا وقع عند أبي ذر ، وهو يوهم أنه من كلام أبي العالية ، وليس كذلك بل هي من تفسير [ ص: 422 ] أبي عبيدة ، وكأنه كان في الأصل : وقال غيره . ووقع في رواية الأصيلي وغيره بحذف " قال " فكأن الأمر فيه أشكل . وقوله : فأزلهما " أي دعاهما إلى الزلة ، وإيراد قوله " يتسنه يتغير " في أثناء قصة آدم ذكر بطريق التبعية للمسنون لأنه قد يقال إنه مشتق منه ، قال الكرماني هنا بعد أن قال إن تفسير يتسنه وآسن : لعله ذكره بالتبعية لقوله مسنون ، وفي هذا تكثير لحجم الكتاب لا لتكثير الفوائد ، والله أعلم بمقصوده . قلت : وليس من شأن الشارح أن يعترض على الأصل بمثل هذا ، ولا ارتياب في أن إيراد شرح غريب الألفاظ الواردة في القرآن فوائد ، وادعاؤه نفي الفائدة مردود ، وهذا الكتاب وإن كان أصل موضوعه إيراد الأحاديث الصحيحة فإن أكثر العلماء فهموا من إيراده أقوال الصحابة والتابعين وفقهاء الأمصار أن مقصوده أن يكون كتابه جامعا للرواية والدراية ، ومن جملة الدراية شرح غريب الحديث . وجرت عادته أن الحديث إذا وردت فيه لفظة غريبة وقعت أو أصلها أو نظيره في القرآن أن يشرح اللفظة القرآنية فيفيد تفسير القرآن وتفسير الحديث معا ، ولما لم يجد في بدء الخلق وقصص الأنبياء ونحو ذلك أحاديث توافق شرطه سد مكانها ببيان تفسير الغريب الواقع في القرآن ، فكيف يسوغ نفي الفائدة عنه .
قوله : ( يخصفان أخذ الخصاف من ورق الجنة يؤلفان الورق ويخصفان بعضه إلى بعض ) هو تفسير أبي عبيدة ، وروى الطبري عن مجاهد في قوله : ( يخصفان ) قال : يرقعان كهيئة الثوب ، وتقول العرب خصفت النعل أي خرزتها .
قوله : ( سوآتهما كناية عن فرجيهما ) هو تفسير أبي عبيدة أيضا .
قوله : ( ومتاع إلى حين الحين عند العرب من ساعة إلى ما لا يحصى عدده وهو هنا إلى يوم القيامة ) قال أبو عبيدة في قوله ومتاع إلى حين : أي إلى وقت يوم القيامة ، ورواه الطبري من طريق ابن عباس نحوه .
قوله : ( قبيله جيله الذي هو منهم ) هو تفسير أبي عبيدة أيضا وروى الطبري عن مجاهد في قوله وقبيله قال : الجن والشياطين . ثم ذكر المصنف في الباب أحد عشر حديثا أفرد الأخير منها بباب في بعض النسخ :
الحديث الأول حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=hadith&LINKID=3502944خلق الله آدم وطوله ستون ذراعا كذا وقع من هذا الوجه ، وعبد الله الراوي عن معمر هو ابن المبارك ، وقد رواه عبد الرزاق عن معمر فقال nindex.php?page=hadith&LINKID=3502945خلق الله آدم على صورته وطوله ستون ذراعا وهذه الرواية تأتي في أول الاستئذان ، وقد تقدم الكلام على معنى هذه اللفظة في أثناء كتاب العتق ، وهذه الرواية تؤيد قول من قال إن الضمير لآدم ، والمعنى أن الله تعالى أوجده على الهيئة التي خلقه عليها لم ينتقل في النشأة أحوالا ولا تردد في الأرحام أطوارا كذريته بل خلقه الله رجلا كاملا سويا من أول ما نفخ فيه الروح ، ثم عقب ذلك بقوله nindex.php?page=hadith&LINKID=3502946وطوله ستون ذراعا فعاد الضمير أيضا على آدم ، وقيل معنى قوله " على صورته : أي لم يشاركه في خلقه أحد ، إبطالا لقول أهل الطبائع . وخص بالذكر تنبيها بالأعلى على الأدنى ، والله أعلم
قوله : ( ستون ذراعا ) يحتمل أن يريد بقدر الذراع المتعارف يومئذ عند المخاطبين ، والأول أظهر [ ص: 423 ] لأن ذراع كل أحد بقدر ربعه فلو كان بالذراع المعهود لكانت يده قصيرة في جنب طول جسده
قوله : ( فلما خلقه قال : اذهب فسلم ) سيأتي شرحه في أول الاستئذان .
قوله : ( فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن ) أي أن كل قرن يكون نشأته في الطول أقصر من القرن الذي قبله ، فانتهى تناقص الطول إلى هذه الأمة واستقر الأمر على ذلك . وقال ابن التين قوله nindex.php?page=hadith&LINKID=3502951فلم يزل الخلق ينقص أي كما يزيد الشخص شيئا فشيئا ، ولا يتبين ذلك فيما بين الساعتين ولا اليومين حتى إذا كثرت الأيام تبين ، فكذلك هذا الحكم في النقص ، ويشكل على هذا ما يوجد الآن من آثار الأمم السالفة كديار ثمود فإن مساكنهم تدل على أن قاماتهم لم تكن مفرطة الطول على حسب ما يقتضيه الترتيب السابق ، ولا شك أن عهدهم قديم ، وأن الزمان الذي بينهم وبين آدم دون الزمان الذي بينهم وبين أول هذه الأمة ، ولم يظهر لي إلى الآن ما يزيل هذا الإشكال .