الحديث الخامس حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة :
قوله : ( عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه ) لم يسبق للمتن المذكور طريق يعود عليها هذا الضمير ، وكأنه يشير به إلى أن اللفظ الذي حدثه به شيخه هو بمعنى اللفظ الذي ساقه ، فكأنه كتب من حفظه وتردد في بعضه ، ويؤيده أنه وقع في نسخة الصغاني بعد قوله " نحوه " يعني ولم أره من طريق ابن المبارك عن معمر إلا عند المصنف ، وسيأتي عنده في ذكر موسى عليه السلام من رواية عبد الرزاق عن معمر بهذا اللفظ ، إلا أنه زاد في آخره " الدهر " .
[ ص: 424 ] قوله : ( لولا بنو إسرائيل لم يخنز اللحم ) يخنز بفتح أوله وسكون الخاء وكسر النون وبفتحها أيضا بعدها زاي أي ينتن ، والخنز التغير والنتن ، قيل أصله أن بني إسرائيل ادخروا لحم السلوى وكانوا نهوا عن ذلك فعوقبوا بذلك حكاه القرطبي وذكره غيره عن قتادة . وقال بعضهم : معناه لولا بنو إسرائيل سنوا ادخار اللحم حتى أنتن لما ادخر فلم ينتن ، وروى أبو نعيم في " الحلية " عن nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه قال : في بعض الكتب لولا أني كتبت الفساد على الطعام لخزنه الأغنياء عن الفقراء .
قوله : ( ولولا حواء ) أي امرأة آدم وهي بالمد ، قيل سميت بذلك لأنها أم كل حي ، وسيأتي صفة خلقها في الحديث الذي بعده ، وقوله لم تخن أنثى زوجها فيه إشارة إلى ما وقع من حواء في تزيينها لآدم الأكل من الشجرة حتى وقع في ذلك ، فمعنى خيانتها أنها قبلت ما زين لها إبليس حتى زينته لآدم ، ولما كانت هي أم بنات آدم أشبهها بالولادة ونزع العرق فلا تكاد امرأة تسلم من خيانة زوجها بالفعل أو بالقول ، وليس المراد بالخيانة هنا ارتكاب الفواحش حاشا وكلا ، ولكن لما مالت إلى شهوة النفس من أكل الشجرة وحسنت ذلك لآدم عد ذلك خيانة له ، وأما من جاء بعدها من النساء فخيانة كل واحدة منهن بحسبها . وقريب من هذا حديث nindex.php?page=hadith&LINKID=3502953جحد آدم فجحدت ذريته وفي الحديث إشارة إلى تسلية الرجال فيما يقع لهم من نسائهم بما وقع من أمهن الكبرى ، وأن ذلك من طبعهن فلا يفرط في لوم من وقع منها شيء من غير قصد إليه أو على سبيل الندور ، وينبغي لهن أن لا يتمكن بهذا في الاسترسال في هذا النوع بل يضبطن أنفسهن ويجاهدن هواهن ، والله المستعان .