[ ص: 446 ] [ ص: 447 ] [ ص: 448 ] قوله : ( باب قول الله تعالى واتخذ الله إبراهيم خليلا وقوله : إن إبراهيم كان أمة قانتا لله وقوله : إن إبراهيم لأواه حليم ) وكأنه أشار بهذه الآيات إلى ثناء الله تعالى على إبراهيم عليه السلام ، وإبراهيم بالسريانية معناه أب راحم ، والخليل فعيل بمعنى فاعل وهو من الخلة بالضم وهي الصداقة والمحبة التي تخللت القلب فصارت خلاله ، وهذا صحيح بالنسبة إلى ما في قلب إبراهيم من حب الله تعالى . وأما إطلاقه في حق الله تعالى فعلى سبيل المقابلة ، وقيل : الخلة أصلها الاستصفاء وسمي بذلك لأنه يوالي ويعادي في الله تعالى ، وخلة الله له نصره وجعله إماما ، وقيل هو مشتق من الخلة بفتح المعجمة وهي الحاجة ، سمي بذلك لانقطاعه إلى ربه وقصره حاجته عليه ، وسيأتي تفسير الآية في تفسير النحل إن شاء الله تعالى . وإبراهيم هو ابن آزر واسمه تارح بمثناة وراء مفتوحة وآخره حاء مهملة ابن ناحور بنون ومهملة مضمومة ابن شاروخ بمعجمة وراء مضمومة وآخره معجمة ابن راغوء بغين معجمة ابن فالخ بفاء ولام مفتوحة بعدها معجمة ابن عبير ويقال عابر وهو بمهملة وموحدة ابن شالخ بمعجمتين ابن أرفخشذ بن سام بن نوح . لا يختلف جمهور أهل النسب ولا أهل الكتاب في ذلك ، إلا في النطق ببعض هذه الأسماء . نعم ساق nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في أول تاريخه خلاف ذلك وهو شاذ .
قوله : ( وقال أبو ميسرة : الرحيم بلسان الحبشة ) يعني الأواه ، وهذا الأثر وصله nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع في تفسيره من طريق أبي إسحاق عن nindex.php?page=showalam&ids=12171أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل قال : الأواه الرحيم بلسان الحبشة . وروى ابن أبي حاتم من طريق ابن مسعود بإسناد حسن قال : الأواه الرحيم ، ولم يقل بلسان الحبشة . ومن طريق nindex.php?page=showalam&ids=16439عبد الله بن شداد أحد كبار التابعين قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=3502990قال رجل : يا رسول الله الأواه ؟ قال : الخاشع المتضرع في الدعاء ومن طريق ابن عباس قال : الأواه الموقن . ومن طريق مجاهد قال : الأواه الحفيظ ، الرجل يذنب الذنب سرا ثم يتوب منه سرا . ومن وجه آخر عن مجاهد قال : الأواه المنيب الفقيه الموفق . ومن طريق الشعبي قال : الأواه المسبح . ومن طريق كعب الأحبار في قوله أواه قال : كان إذا ذكر النار قال أواه من عذاب الله . ومن طريق أبي ذر قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=3502991كان رجل يطوف بالبيت ويقول في دعائه أوه أوه فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنه [ ص: 449 ] لأواه " رجاله ثقات إلا أن فيه رجلا مبهما ، وذكر أبو عبيدة أنه فعال من التأوه ومعناه متضرع شفقا ولزوما لطاعة ربه . ثم ذكر المصنف في الباب عشرين حديثا :
وقد ثبت لإبراهيم عليه السلام أوليات أخرى كثيرة : منها أول من ضاف الضيف ، وقص الشارب واختتن ورأى الشيب وغير ذلك ، وقد أتيت على ذلك بأدلة في كتابي " إقامة الدلائل على معرفة الأوائل " وسيأتي شرح حديث الباب مستوفى في أواخر الرقاق إن شاء الله تعالى .