باب إقبال المحيض وإدباره وكن نساء يبعثن إلى nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة بالدرجة فيها الكرسف فيه الصفرة فتقول لا تعجلن حتى ترين القصة البيضاء تريد بذلك الطهر من الحيضة وبلغ بنت زيد بن ثابت أن نساء يدعون بالمصابيح من جوف الليل ينظرن إلى الطهر فقالت ما كان النساء يصنعن هذا وعابت عليهن
قوله : ( باب إقبال المحيض وإدباره ) اتفق العلماء على أن إقبال المحيض يعرف بالدفعة من الدم في وقت إمكان الحيض ، واختلفوا في إدباره فقيل : يعرف بالجفوف ، وهو أن يخرج ما يحتشى به جافا ، وقيل بالقصة البيضاء وإليه ميل المصنف كما سنوضحه .
قوله : ( وكن ) هو بصيغة جمع المؤنث ، و " نساء " بالرفع وهو بدل من الضمير نحو أكلوني البراغيث ، والتنكير في نساء للتنويع ، أي كان ذلك من نوع من النساء لا من كلهن . وهذا الأثر قد رواه مالك في الموطأ عن علقمة بن أبي علقمة المدني عن أمه - واسمها مرجانة مولاة عائشة - قالت " كان النساء " .
قوله : ( بالدرجة ) بكسر أوله وفتح الراء والجيم جمع درج بالضم ثم السكون . قال ابن بطال : كذا يرويه أصحاب الحديث وضبطه nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر في الموطأ بالضم ثم السكون وقال : إنه تأنيث درج ، والمراد به ما تحتشي به المرأة من قطنة وغيرها لتعرف هل بقي من أثر الحيض شيء أم لا .
قوله : ( الكرسف ) بضم الكاف والسين المهملة بينهما راء ساكنة هو القطن .
قوله : ( فيه الصفرة ) زاد مالك من دم الحيضة .
قوله : ( فتقول ) أي عائشة . والقصة بفتح القاف وتشديد المهملة هي النورة ، أي حتى تخرج القطنة بيضاء نقية لا يخالطها صفرة ، وفيه دلالة على أن الصفرة والكدرة في أيام الحيض حيض ، وأما في غيرها [ ص: 501 ] فسيأتي الكلام على ذلك في باب مفرد إن شاء تعالى .
وفيه أن القصة البيضاء علامة لانتهاء الحيض ويتبين بها ابتداء الطهر ، واعترض على من ذهب إلى أنه يعرف بالجفوف بأن القطنة قد تخرج جافة في أثناء الأمر فلا يدل ذلك على انقطاع الحيض ، بخلاف القصة وهي ماء أبيض يدفعه الرحم عند انقطاع الحيض . قال مالك : سألت النساء عنه فإذا هو أمر معلوم عندهن يعرفنه عند الطهر .
قوله : ( وبلغ ابنة زيد بن ثابت ) كذا وقعت مبهمة هنا ، وكذا في الموطأ حيث روي هذا الأثر عن nindex.php?page=showalam&ids=16397عبد الله بن أبي بكر أي ابن محمد بن عمرو بن حزم عن عمته عنها ، وقد ذكروا nindex.php?page=showalam&ids=47لزيد بن ثابت من البنات حسنة nindex.php?page=showalam&ids=16693وعمرة وأم كلثوم وغيرهن ، ولم أر لواحدة منهن رواية إلا لأم كلثوم - وكانت زوج nindex.php?page=showalam&ids=15959سالم بن عبد الله بن عمر - فكأنها هي المبهمة هنا . وزعم بعض الشراح أنها أم سعد قال : لأن nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر ذكرها في الصحابة . انتهى . وليس في ذكره لها دليل المدعي ; لأنه لم يقل إنها صاحبة هذه القصة ، بل لم يأت لها ذكر عنده ولا عند غيره إلا من طريق عنبسة بن عبد الرحمن وقد كذبوه ، وكان مع ذلك يضطرب فيها فتارة يقول بنت زيد بن ثابت وتارة يقول امرأة زيد ، ولم يذكر أحد من أهل المعرفة بالنسب في أولاد زيد من يقال لها أم سعد ، وأما عمة عبد الله بن أبي بكر فقال ابن الحذاء : هي عمرة بنت حزم عمة جد عبد الله بن أبي بكر ، وقيل لها عمته مجازا . قلت : لكنها صحابية قديمة روى عنها nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله الصحابي ، ففي روايتها عن بنت زيد بن ثابت بعد ، فإن كانت ثابتة فرواية عبد الله عنها منقطعة ; لأنه لم يدركها ، ويحتمل أن تكون المرادة عمته الحقيقية وهي أم عمرو أو أم كلثوم والله أعلم .
قوله : ( يدعون ) أي يطلبن . وفي رواية الكشميهني " يدعين " وقد تقدم مثلها في " باب تقضي الحائض المناسك كلها " . وقال صاحب القاموس : دعيت لغة في دعوت ، ولم ينبه على ذلك صاحب المشارق ولا المطالع .
قوله : ( إلى الطهر ) أي إلى ما يدل على الطهر واللام في قولها " ما كان النساء " للعهد أي نساء الصحابة ، وإنما عابت عليهن ; لأن ذلك يقتضي الحرج والتنطع وهو مذموم ، قاله ابن بطال وغيره . وقيل لكون ذلك كان في غير وقت الصلاة وهو جوف الليل ، وفيه نظر ; لأنه وقت العشاء ، ويحتمل أن يكون العيب لكون الليل لا يتبين به البياض الخالص من غيره فيحسبن أنهن طهرن وليس كذلك فيصلين قبل الطهر .
وحديث فاطمة بنت أبي حبيش تقدم في باب الاستحاضة ، وسفيان في هذا الإسناد هو ابن عيينة ; لأن nindex.php?page=showalam&ids=15241عبد الله بن محمد وهو المسندي لم يسمع من الثوري .