باب قول الله واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها نبذناه ألقيناه اعتزلت شرقيا مما يلي الشرق فأجاءها أفعلت من جئت ويقال ألجأها اضطرها تساقط تسقط قصيا قاصيا فريا عظيما قال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس نسيا لم أكن شيئا وقال غيره النسي الحقير وقال أبو وائل علمت مريم أن التقي ذو نهية حين قالت إن كنت تقيا قال وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن nindex.php?page=showalam&ids=48البراء سريا نهر صغير بالسريانية
3253 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17081مسلم بن إبراهيم حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15627جرير بن حازم عن nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=hadith&LINKID=653181عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة عيسى وكان في بني إسرائيل رجل يقال له جريج كان يصلي جاءته أمه فدعته فقال أجيبها أو أصلي فقالت اللهم لا تمته حتى تريه وجوه المومسات وكان جريج في صومعته فتعرضت له امرأة وكلمته فأبى فأتت راعيا فأمكنته من نفسها فولدت غلاما فقالت من جريج فأتوه فكسروا صومعته وأنزلوه وسبوه فتوضأ وصلى ثم أتى الغلام فقال من أبوك يا غلام قال الراعي قالوا نبني صومعتك من ذهب قال لا إلا من طين وكانت امرأة ترضع ابنا لها من بني إسرائيل فمر بها رجل راكب ذو شارة فقالت اللهم اجعل ابني مثله فترك ثديها وأقبل على الراكب فقال اللهم لا تجعلني مثله ثم أقبل على ثديها يمصه قال nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يمص إصبعه ثم مر بأمة فقالت اللهم لا تجعل ابني مثل هذه فترك ثديها فقال اللهم اجعلني مثلها فقالت لم ذاك فقال الراكب جبار من الجبابرة وهذه الأمة يقولون سرقت زنيت ولم تفعل
[ ص: 549 ] [ ص: 550 ] [ ص: 551 ] قوله : ( باب قول الله تعالى : واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها ) هذا الباب معقود [ ص: 552 ] لأخبار عيسى عليه السلام ، والأبواب التي قبله لأخبار أمه مريم ، وقد روى الطبري من طريق nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي قال : أصاب مريم حيض فخرجت من المسجد فأقامت شرقي المحراب .
قوله : ( فنبذناه : ألقيناه ) وصله الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى : فنبذناه قال : ألقيناه . وقال أبو عبيدة في قوله : إذ انتبذت أي اعتزلت وتنحت .
قوله : ( اعتزلت شرقيا مما يلي الشرق ) قال أبو عبيدة في قوله : مكانا شرقيا مما يلي الشرق ، وهو عند العرب خير من الغربي الذي يلي الغرب .
قوله : ( فأجاءها : أفعلت من جئت ويقال ألجأها اضطرها ) قال أبو عبيدة في قوله : فأجاءها المخاض مجازه أفعلها من جاءت ، وأجاءها غيرها إليه ، يعني فهو من مزيد جاء ، قال زهير :
وجاء وسار معتمدا إليكم أجاءته المخافة والرجاء
والمعنى ألجأته . وقال nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : إن أجاء منقول من جاء ، إلا أن استعماله تغير بعد النقل إلى معنى الإلجاء .
قوله : ( تساقط : تسقط ) هو قول أبي عبيدة ، وضبط تسقط بضم أوله من الرباعي والفاعل النخلة عند من قرأها بالمثناة ، أو الجذع عند من قرأها بالتحتانية .
قوله : ( قصيا : قاصيا ) هو تفسير مجاهد أخرجه الطبري عنه ، وقال أبو عبيدة في قوله : مكانا قصيا أي بعيدا .
قوله : ( فريا عظيما ) هو تفسير مجاهد وصله الطبري من طريق ابن أبي نجيح عنه ، ومن طريق سعيد عن قتادة كذلك ، قال أبو عبيدة في قوله : لقد جئت شيئا فريا أي عجبا فائقا .
قوله : ( قال ابن عباس : نسيا لم أكن شيئا ) وصله ابن جرير من طريق nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج " أخبرني عطاء عن ابن عباس في قوله : يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا أي لم أخلق ولم أكن شيئا " .
قوله : ( وقال غيره النسي الحقير ) هو قول nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ، وقيل هو ما سقط في منازل المرتحلين من رذالة أمتعتهم ، وروى الطبري من طريق سعيد عن قتادة قال في قوله : وكنت نسيا : أي شيئا لا يذكر .
قوله : ( وقال أبو وائل : علمت مريم أن التقي ذو نهية حين قالت إن كنت تقيا ) وصله عبد بن حميد من طريق عاصم قال : قرأ أبو وائل إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا قال : لقد علمت مريم أن التقي ذو نهية ، وقوله نهية : بضم النون وسكون الهاء أي ذو عقل وانتهاء عن فعل القبيح ، وأغرب من قال إنه اسم رجل يقال له تقي كان مشهورا بالفساد فاستعاذت منه .
قوله : ( وقال nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع عن إسرائيل إلخ ) ذكر خلف في " الأطراف " أن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وصله عن يحيى عن nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، وأن ذلك وقع في التفسير ، ولم نقف عليه في شيء من النسخ ، فلعله في رواية حماد بن شاكر عن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري .
قوله : ( سريا : نهر صغير بالسريانية ) كذا ذكره موقوفا من حديث البراء معلقا ، وأورده nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم [ ص: 553 ] في " المستدرك " nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم من طريق الثوري nindex.php?page=showalam&ids=16935والطبري من طريق شعبة كلاهما عن أبي إسحاق مثله ، وأخرجه ابن مردويه من طريق آدم عن إسرائيل به لكن لم يقل بالسريانية وإنما قال البراء : السري الجدول وهو النهر الصغير ، وقد ذكر أبو عبيدة أن السري النهر الصغير بالعربية أيضا وأنشد للبيد بن ربيعة :
ثم ذكر المصنف في الباب عشرة أحاديث : أولها حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة في قصة جريج الراهب وغيره ، والغرض منه ذكر الذين تكلموا في المهد ، وأورده في ترجمة عيسى لأنه أولهم .
قوله : ( لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة ) قال القرطبي : في هذا الحصر نظر ، إلا أن يحمل على أنه صلى الله عليه وسلم قال ذلك قبل أن يعلم الزيادة على ذلك ، وفيه بعد ، ويحتمل أن يكون كلام الثلاثة المذكورين مقيدا بالمهد وكلام غيرهم من الأطفال بغير مهد ، لكنه يعكر عليه أن في رواية nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة أن الصبي الذي طرحته أمه في الأخدود كان ابن سبعة أشهر ، وصرح بالمهد في حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، وفيه تعقب على النووي في قوله : إن صاحب الأخدود لم يكن في المهد ، والسبب في قوله هذا ما وقع في حديث ابن عباس عند أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13863والبزار nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم nindex.php?page=hadith&LINKID=888986لم يتكلم في المهد إلا أربعة فلم يذكر الثالث الذي هنا وذكر شاهد يوسف والصبي الرضيع الذي قال لأمه وهي ماشطة بنت فرعون لما أراد فرعون إلقاء أمه في النار " اصبري يا أمه فإنا على الحق " . وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم نحوه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، فيجتمع من هذا خمسة . ووقع ذكر شاهد يوسف أيضا في حديث عمران بن حصين لكنه موقوف ، وروى ابن أبي شيبة من مرسل هلال بن يساف مثل حديث ابن عباس إلا أنه لم يذكر ابن الماشطة . وفي صحيح مسلم من حديث صهيب في قصة أصحاب الأخدود nindex.php?page=hadith&LINKID=888987أن امرأة جيء بها لتلقى في النار أو لتكفر ، ومعها صبي يرضع ، فتقاعست ، فقال لها : يا أمه اصبري فإنك على الحق وزعم الضحاك في تفسيره أن يحيى تكلم في المهد أخرجه الثعلبي . فإن ثبت صاروا سبعة . وذكر البغوي في تفسيره أن إبراهيم الخليل تكلم في المهد . وفي " سير الواقدي " أن النبي صلى الله عليه وسلم تكلم أوائل ما ولد . وقد تكلم في زمن النبي صلى الله عليه وسلم مبارك اليمامة وقصته في " دلائل النبوة nindex.php?page=showalam&ids=13933للبيهقي " من حديث معرض بالضاد المعجمة ، والله أعلم .
على أنه اختلف في شاهد يوسف : فقيل كان صغيرا ، وهذا أخرجه ابن أبي حاتم عن ابن عباس وسنده ضعيف ، وبه قال الحسن nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير . وأخرج عن ابن عباس أيضا ومجاهد أنه كان ذا لحية . وعن قتادة والحسن أيضا كان حكيما من أهلها .
قوله : ( فدعته فقال أجيبها أو أصلي ) زاد المصنف في المظالم بالإسناد الذي ذكره هنا " فأبى أن يجيبها " ومعنى قوله أمي وصلاتي أي اجتمع علي إجابة أمي وإتمام صلاتي فوفقني لأفضلهما ، وفي رواية أبي رافع " فصادفته يصلي ، فوضعت يدها على حاجبها فقالت : يا جريج ، فقال : يا رب أمي وصلاتي ، فاختار صلاته ، فرجعت . ثم أتته فصادفته يصلي فقالت : يا جريج أنا أمك فكلمني ، فقال مثله " فذكره . وفي حديث عمران بن حصين أنها جاءته ثلاث مرات تناديه في كل مرة ثلاث مرات ، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=13724الأعرج عند nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي " فقال أمي وصلاتي لربي ، أوثر صلاتي على أمي ، ذكره ثلاثا " وكل ذلك محمول على أنه قاله في نفسه لا أنه نطق به ، ويحتمل أن يكون نطق به على ظاهره لأن الكلام كان مباحا عندهم ، وكذلك كان في صدر الإسلام ، وقد قدمت في أواخر الصلاة ذكر حديث يزيد بن حوشب عن أبيه رفعه nindex.php?page=hadith&LINKID=888992لو كان جريج عالما لعلم أن إجابة أمه أولى من صلاته .
قال النووي وغيره : إنما دعت عليه فأجيبت لأنه كان يمكنه أن يخفف ويجيبها ، لكن لعله خشي أن تدعوه إلى مفارقة صومعته والعود إلى الدنيا وتعلقاتها ، كذا قال النووي ، وفيه نظر لما تقدم من أنها كانت تأتيه فيكلمها ، والظاهر أنها كانت تشتاق إليه فتزوره وتقتنع برؤيته وتكليمه ، وكأنه إنما لم يخفف ثم يجيبها لأنه خشي أن ينقطع خشوعه . وقد تقدم في أواخر الصلاة من حديث يزيد بن حوشب عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=889025لو كان جريج فقيها لعلم أن إجابة أمه أولى من عبادة ربه أخرجه الحسن بن سفيان ، وهذا إذا حمل على إطلاقه استفيد منه جواز قطع الصلاة مطلقا لإجابة نداء الأم نفلا كانت أو فرضا ، وهو وجه في مذهب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي حكاه الروياني ، وقال النووي تبعا لغيره : هذا محمول على أنه كان مباحا في شرعهم ، وفيه نظر قدمته في أواخر الصلاة ، والأصح عند الشافعية أن الصلاة إن كانت نفلا وعلم تأذي الوالد بالترك وجبت الإجابة وإلا فلا ، وإن كانت فرضا وضاق الوقت لم تجب الإجابة ، وإن لم يضق وجب عند إمام الحرمين . وخالفه غيره لأنها تلزم بالشروع ، وعند المالكية أن إجابة الولد في النافلة أفضل من التمادي فيها ، وحكى القاضي أبو الوليد أن ذلك يختص بالأم دون الأب ، وعند ابن أبي شيبة من مرسل محمد بن المنكدر ما يشهد له وقال به مكحول ، وقيل إنه لم يقل به من السلف غيره . وفي الحديث أيضا عظم بر الوالدين وإجابة دعائهما ولو كان الولد معذورا ; لكن يختلف الحال في ذلك بحسب المقاصد . وفيه الرفق بالتابع إذا جرى منه ما يقتضي التأديب لأن أم جريج مع غضبها منه لم تدع عليه إلا بما دعت به خاصة ، ولولا طلبها الرفق به لدعت عليه بوقوع الفاحشة أو القتل . وفيه أن صاحب الصدق مع الله لا تضره الفتن . وفيه قوة يقين جريج المذكور وصحة رجائه ، لأنه استنطق المولود مع كون العادة أنه لا ينطق ; ولولا صحة رجائه بنطقه ما استنطقه . وفيه أن الأمرين إذا تعارضا بدئ بأهمهما ، وأن الله يجعل لأوليائه عند ابتلائهم مخارج ، وإنما يتأخر ذلك عن بعضهم في بعض الأوقات تهذيبا وزيادة لهم في [ ص: 557 ] الثواب . وفيه إثبات كرامات الأولياء ، ووقوع الكرامة لهم باختيارهم وطلبهم .
وقال ابن بطال : يحتمل أن يكون جريج كان نبيا فتكون معجزة ، كذا قال ، وهذا الاحتمال لا يتأتى في حق المرأة التي كلمها ولدها المرضع كما في بقية الحديث . وفيه جواز الأخذ بالأشد في العبادة لمن علم من نفسه قوة على ذلك . واستدل به بعضهم على أن بني إسرائيل كان من شرعهم أن المرأة تصدق فيما تدعيه على الرجال من الوطء ويلحق به الولد ، وأنه لا ينفعه جحد ذلك إلا بحجة تدفع قولها . وفيه أن مرتكب الفاحشة لا تبقى له حرمة ، وأن المفزع في الأمور المهمة إلى الله يكون بالتوجه إليه في الصلاة . واستدل بعض المالكية بقول جريج nindex.php?page=hadith&LINKID=889026من أبوك يا غلام بأن من زنى بامرأة فولدت بنتا لا يحل له التزوج بتلك البنت خلافا للشافعية ، ولابن الماجشون من المالكية . ووجه الدلالة أن جريجا نسب ابن الزنا للزاني وصدق الله نسبته بما خرق له من العادة في نطق المولود بشهادته له بذلك ، وقوله أبي فلان الراعي ، فكانت تلك النسبة صحيحة فيلزم أن يجري بينهما أحكام الأبوة والبنوة ، خرج التوارث والولاء بدليل فبقي ما عدا ذلك على حكمه . وفيه أن الوضوء لا يختص بهذه الأمة خلافا لمن زعم ذلك ، وإنما الذي يختص بها الغرة والتحجيل في الآخرة ، وقد تقدم في قصة إبراهيم أيضا مثل ذلك في خبر سارة مع الجبار والله أعلم .
قوله : ( وكانت امرأة ) بالرفع ، ولم أقف على اسمها ولا على اسم ابنها ولا على اسم أحد ممن ذكر في القصة المذكورة .
قوله : ( إذ مر بها راكب ) وفي رواية خلاس عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عند أحمد " فارس متكبر " .
قوله : ( ذو شارة ) بالشين المعجمة أي صاحب حسن وقيل : صاحب هيئة ومنظر وملبس حسن يتعجب منه ويشار إليه ، وفي رواية خلاس ذو شارة حسنة .
قوله : ( قال nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة كأني أنظر ) هو موصول بالإسناد المذكور ، وفيه المبالغة في إيضاح الخبر بتمثيله بالفعل .
قوله : ( ثم مر ) بضم الميم على البناء للمجهول .
قوله : ( بأمة ) زاد أحمد عن nindex.php?page=showalam&ids=17282وهب بن جرير " تضرب " وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=13724الأعرج عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة الآتية في ذكر بني إسرائيل " تجرر ويلعب بها " وهي بجيم مفتوحة بعدها راء ثقيلة ثم راء أخرى .
قوله : ( فقالت له ذلك ) أي سألت الأم ابنها عن سبب كلامه .