3277 حدثني أحمد بن إسحاق حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16710عمرو بن عاصم حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17258همام حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12423إسحاق بن عبد الله قال حدثني عبد الرحمن بن أبي عمرة أن nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة حدثه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم ح وحدثني nindex.php?page=showalam&ids=14327محمد حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16432عبد الله بن رجاء أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=17258همام عن nindex.php?page=showalam&ids=12423إسحاق بن عبد الله قال أخبرني عبد الرحمن بن أبي عمرة أن nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة رضي الله عنه حدثه أنه nindex.php?page=hadith&LINKID=653205سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن ثلاثة في بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى بدا لله عز وجل أن يبتليهم فبعث إليهم ملكا فأتى الأبرص فقال أي شيء أحب إليك قال لون حسن وجلد حسن قد قذرني الناس قال فمسحه فذهب عنه فأعطي لونا حسنا وجلدا حسنا فقال أي المال أحب إليك قال الإبل أو قال البقر هو شك في ذلك إن الأبرص والأقرع قال أحدهما الإبل وقال الآخر البقر فأعطي ناقة عشراء فقال يبارك لك فيها وأتى الأقرع فقال أي شيء أحب إليك قال شعر حسن ويذهب عني هذا قد قذرني الناس قال فمسحه فذهب وأعطي شعرا حسنا قال فأي المال أحب إليك قال البقر قال فأعطاه بقرة حاملا وقال يبارك لك فيها وأتى الأعمى فقال أي شيء أحب إليك قال يرد الله إلي بصري فأبصر به الناس قال فمسحه فرد الله إليه بصره قال فأي المال أحب إليك قال الغنم فأعطاه شاة والدا فأنتج هذان وولد هذا فكان لهذا واد من إبل ولهذا واد من بقر ولهذا واد من غنم ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته فقال رجل مسكين تقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ اليوم إلا بالله ثم بك أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال بعيرا أتبلغ عليه في سفري فقال له إن الحقوق كثيرة فقال له كأني أعرفك ألم تكن أبرص يقذرك الناس فقيرا فأعطاك الله فقال لقد ورثت لكابر عن كابر فقال إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت وأتى الأقرع في صورته وهيئته فقال له مثل ما قال لهذا فرد عليه مثل ما رد عليه هذا فقال إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت وأتى الأعمى في صورته فقال رجل مسكين وابن سبيل وتقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ اليوم إلا بالله ثم بك أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة أتبلغ بها في سفري فقال قد كنت أعمى فرد الله بصري وفقيرا فقد أغناني فخذ ما شئت فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله فقال أمسك مالك فإنما ابتليتم فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك
[ ص: 579 ] قوله : ( حديث أبرص وأقرع وأعمى ) هكذا ترجم لهذا الحديث في أثناء ذكر بني إسرائيل وهو الحديث الثاني عشر .
قوله : ( حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12221أحمد بن إسحاق ) هو السرماري بفتح المهملة ويجوز كسرها وبعدها راء ساكنة نسبة إلى سرمارة من قرى بخارى ، الزاهد المجاهد وهو من أقران nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، مات سنة اثنتين وأربعين ومائتين .
قوله في السند الثاني ( وحدثني محمد حدثنا عبد الله بن رجاء ) يقال إن محمدا هذا هو الذهلي ، ويقال إنه المصنف نفسه كما قيل في الحديث الذي قبله ، ويؤيد ذلك أنه روي عن عبد الله بن رجاء في اللقطة وعدة مواضع بغير واسطة ، لكن جزم أبو ذر بأنه عند المصنف عن محمد غير منسوب عن عبد الله بن رجاء وجوز أنه الذهلي وساقه عن nindex.php?page=showalam&ids=14033الجوزقي عن مكي بن عبدان عن الذهلي بطوله ، وكذلك جزم أبو نعيم وساقه من طريق موسى بن العباس عن محمد بن يحيى ، وسيأتي في التوحيد حديث آخر أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بهذين السندين سواء إلى nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، وليس في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري لإسحاق بن أبي طلحة عن عبد الرحمن بن أبي عمرة سوى هذين الحديثين .
قوله : ( عن إسحاق بن عبد الله ) هو ابن أبي طلحة صرح به شيبان في روايته عن همام عند مسلم nindex.php?page=showalam&ids=13779والإسماعيلي .
قوله : ( بدا لله ) بتخفيف الدال المهملة بغير همز أي سبق في علم الله فأراد إظهاره ، وليس المراد أنه ظهر له بعد أن كان خافيا لأن ذلك محال في حق الله تعالى ، وقد أخرجه مسلم عن nindex.php?page=showalam&ids=16131شيبان بن فروخ عن همام بهذا الإسناد بلفظ " أراد الله أن يبتليهم " ، فلعل التغيير فيه من الرواة ، مع أن في الرواية أيضا نظرا ; لأنه لم يزل مريدا والمعنى أظهر الله ذلك فيهم . وقيل : معنى أراد قضى . وقال صاحب " المطالع " ضبطناه على متقني شيوخنا بالهمز أي ابتدأ الله أن يبتليهم ، قال : ورواه كثير من الشيوخ بغير همز وهو خطأ انتهى . وسبق إلى التخطئة أيضا nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي ، وليس كما قال لأنه موجه كما ترى ، وأولى ما يحمل عليه أن المراد قضى الله أن يبتليهم ، وأما البدء الذي يراد به تغير الأمر عما كان عليه فلا .
قوله : ( قذرني الناس ) بفتح القاف والذال المعجمة المكسورة أي اشمأزوا من رؤيتي ، وفي رواية حكاها الكرماني " قذروني الناس " وهي على لغة أكلوني البراغيث .
قوله : ( فمسحه ) أي مسح على جسمه .
قوله : ( فقال وأي المال ) في رواية الكشميهني بحذف الواو .
قوله : ( الإبل ، أو قال البقر ، هو شك في ذلك أن الأبرص والأقرع قال أحدهما الإبل وقال الآخر [ ص: 580 ] البقر ) وقع عند مسلم عن nindex.php?page=showalam&ids=16131شيبان بن فروخ عن همام التصريح بأن الذي شك في ذلك هو nindex.php?page=showalam&ids=12423إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة راوي الحديث .
قوله : ( فأعطي ناقة عشراء ) أي الذي تمنى الإبل ، والعشراء بضم العين المهملة وفتح الشين المعجمة مع المد هي الحامل التي أتى عليها في حملها عشرة أشهر من يوم طرقها الفحل ، وقيل : يقال لها ذلك إلى أن تلد وبعدما تضع ، وهي من أنفس المال .
قوله : ( يبارك لك فيها ) كذا وقع " يبارك " بضم أوله . وفي رواية شيبان " بارك الله " بلفظ الفعل الماضي وإبراز الفاعل .
قوله : ( فمسحه ) أي مسح على عينيه .
قوله : ( شاة والدا ) أي ذات ولد ويقال حامل .
قوله : ( فأنتج هذان ) أي صاحب الإبل والبقر ( وولد هذا ) أي صاحب الشاة ، وهو بتشديد اللام ، وأنتج في مثل هذا شاذ والمشهور في اللغة نتجت الناقة بضم النون ونتج الرجل الناقة أي حمل عليها الفحل ، وقد سمع أنتجت الفرس إذا ولدت فهي نتوج .
قوله : ( ثم إنه أتى الأبرص في صورته ) أي في الصورة التي كان عليها لما اجتمع به وهو أبرص ليكون ذلك أبلغ في إقامة الحجة عليه .
قوله : ( رجل مسكين ) زاد شيبان وابن سبيل ( تقطعت به الحبال في سفره ) في رواية الكشميهني " بي الحبال في سفري " والحبال بكسر المهملة بعدها موحدة خفيفة جمع حبل أي الأسباب التي يقطعها في طلب الرزق ، وقيل العقبات ، وقيل الحبل هو المستطيل من الرمل . ولبعض رواة مسلم " الحيال " بالمهملة والتحتانية جمع حيلة ، أي لم يبق لي حيلة ، ولبعض رواة nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري " الجبال " بالجيم والموحدة وهو تصحيف . قال ابن التين قول الملك له " رجل مسكين إلخ " أراد أنك كنت هكذا ، وهو من المعاريض والمراد به ضرب المثل ليتيقظ المخاطب .
قوله : ( أتبلغ عليه ) في رواية الكشميهني " أتبلغ به " وأتبلغ بالغين المعجمة من البلغة وهي الكفاية والمعنى أتوصل به إلى مرادي .
قوله : ( فقال إن كنت كاذبا فصيرك الله ) أورده بلفظ الفعل الماضي لأنه أراد المبالغة في الدعاء عليه .
قوله : ( فخذ ما شئت ) زاد شيبان " ودع ما شئت " .
قوله : ( لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله ) كذا في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بالمهملة والميم ، كذا قال عياض إن رواة nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري لم تختلف في ذلك ، وليس كما قال ، والمعنى لا أحمدك على ترك شيء تحتاج إليه من مالي ، كما قال الشاعر
وليس على طول الحياة تندم
أي فوت طول الحياة ، وفي رواية كريمة وأكثر روايات [ ص: 581 ] مسلم " لا أجهدك " بالجيم والهاء أي لا أشق عليك في رد شيء تطلبه مني أو تأخذه ، قال عياض : لم يتضح هذا المعنى لبعض الناس فقال لعله " لا أحدك " بمهملة وتشديد الدال بغير ميم أي لا أمنعك ، قال : وهذا تكلف انتهى . ويحتمل أن يكون قوله : " أحمدك " بتشديد الميم أي لا أطلب منك الحمد ، من قولهم فلان يتحمد على فلان أي يمتن عليه ، أي لا أمتن عليك .
قوله : ( فإنما ابتليتم ) أي امتحنتم .
قوله : ( فقد رضي عنك ) بضم أوله على البناء للمجهول في رضي وسخط ، قال الكرماني ما محصله : كان مزاج الأعمى أصح من مزاج رفيقيه ، لأن البرص مرض يحصل من فساد المزاج وخلل الطبيعة وكذلك القرع ، بخلاف العمى فإنه لا يستلزم ذلك بل قد يكون من أمر خارج ، فلهذا حسنت طباع الأعمى وساءت طباع الآخرين . وفي الحديث جواز ذكر ما اتفق لمن مضى ليتعظ به من سمعه ولا يكون ذلك غيبة فيهم ، ولعل هذا هو السر في ترك تسميتهم ، ولم يفصح بما اتفق لهم بعد ذلك ، والذي يظهر أن الأمر فيهم وقع كما قال الملك . وفيه التحذير من كفران النعم والترغيب في شكرها والاعتراف بها وحمد الله عليها ، وفيه فضل الصدقة والحث على الرفق بالضعفاء ، وإكرامهم وتبليغهم مآربهم ، وفيه الزجر عن البخل ، لأنه حمل صاحبه على الكذب ، وعلى جحد نعمة الله تعالى .