قوله : ( باب عرق الاستحاضة ) بكسر العين وإسكان الراء ، وقد تقدم بيانه في باب الاستحاضة .
قوله : ( وعن عمرة ) يعني كلاهما عن عائشة ، كذا للأكثر ، وفي رواية أبي الوقت nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر بحذف الواو فصار من رواية عروة عن عمرة ، وكذا ذكر nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي أن أحمد بن الحسن الصوفي حدثهم به عن خلف بن سالم عن معن ، والمحفوظ إثبات الواو وأن الزهري رواه عن شيخين عروة nindex.php?page=showalam&ids=16693وعمرة كلاهما عن عائشة ، وكذا أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي وغيره من طرق عن ابن أبي ذئب ، وكذا أخرجه مسلم من طريق عمرو بن الحارث ، وأبو داود من طريق الأوزاعي كلاهما عن الزهري عنهما ، وأخرجه مسلم أيضا من طريق الليث عن الزهري عن عروة وحده ، ومسلم أيضا من طريق إبراهيم بن سعد ، وأبو داود من طريق يونس كلاهما عن الزهري عن عمرة وحدها ، قال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : هو صحيح من رواية الزهري عن عروة nindex.php?page=showalam&ids=16693وعمرة جميعا .
قوله : ( أن أم حبيبة ) هي بنت جحش أخت nindex.php?page=showalam&ids=15953زينب أم المؤمنين ، وهي مشهورة بكنيتها ، وقد قيل اسمها حبيبة وكنيتها أم حبيب بغير هاء قاله الواقدي وتبعه الحربي ورجحه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ، والمشهور في الروايات الصحيحة أم حبيبة بإثبات الهاء ، وكانت زوج عبد الرحمن بن عوف كما ثبت عند مسلم من رواية عمرو بن الحارث . ووقع في الموطأ " عن nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة عن أبيه عن nindex.php?page=showalam&ids=170زينب بنت أبي سلمة أن زينب بنت جحش التي كانت تحت عبد الرحمن بن عوف كانت تستحاض " الحديث ، فقيل هو وهم ، وقيل بل صواب وأن اسمها زينب وكنيتها أم حبيبة ، وأما كون اسم أختها nindex.php?page=showalam&ids=15953أم المؤمنين زينب فإنه لم يكن اسمها الأصلي ، وإنما كان اسمها برة فغيره النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وفي أسباب النزول للواحدي أن تغيير اسمها كان بعد أن تزوجها النبي - صلى الله عليه وسلم - فلعله - صلى الله عليه وسلم - سماها باسم أختها لكون أختها غلبت عليها الكنية فأمن اللبس ، ولهما أخت أخرى اسمها حمنة بفتح المهملة وسكون الميم بعدها نون وهي إحدى المستحاضات كما تقدم ، وتعسف بعض المالكية [ ص: 509 ] فزعم أن اسم كل من بنات جحش زينب قال : فأما أم المؤمنين ، فاشتهرت باسمها ، وأما أم حبيبة فاشتهرت بكنيتها ، وأما حمنة فاشتهرت بلقبها ، ولم يأت بدليل على دعواه بأن حمنة لقب . ولم ينفرد الموطأ بتسمية أم حبيبة زينب ، فقد روى أبو داود الطيالسي في مسنده عن ابن أبي ذئب حديث الباب فقال " إن زينب بنت جحش " وقد تقدم توجيهه .
قوله : ( استحيضت سبع سنين ) قيل فيه حجة لابن القاسم في إسقاطه عن المستحاضة قضاء الصلاة إذا تركتها ظانة أن ذلك حيض ; لأنه - صلى الله عليه وسلم - لم يأمرها بالإعادة مع طول المدة ، ويحتمل أن يكون المراد بقولها " سبع سنين " بيان مدة استحاضتها مع قطع النظر هل كانت المدة كلها قبل السؤال أو لا فلا يكون فيه حجة لما ذكر .
قوله : ( فأمرها أن تغتسل ) زاد nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي " وتصلي " ولمسلم نحوه ، وهذا الأمر بالاغتسال مطلق فلا يدل على التكرار ، فلعلها فهمت طلب ذلك منها بقرينة فلهذا كانت تغتسل لكل صلاة ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : إنما أمرها - صلى الله عليه وسلم - أن تغتسل وتصلي ، وإنما كانت تغتسل لكل صلاة تطوعا ، وكذا قال الليث بن سعد في روايته عند مسلم : لم يذكر ابن شهاب أنه - صلى الله عليه وسلم - أمرها أن تغتسل لكل صلاة ، ولكنه شيء فعلته هي . وإلى هذا ذهب الجمهور قالوا : لا يجب على المستحاضة الغسل لكل صلاة ، إلا المتحيرة ، لكن يجب عليها الوضوء . ويؤيده ما رواه أبو داود من طريق عكرمة " nindex.php?page=hadith&LINKID=883834أن أم حبيبة استحيضت فأمرها - صلى الله عليه وسلم - أن تنتظر أيام أقرائها ثم تغتسل وتصلي ، فإذا رأت شيئا من ذلك توضأت وصلت " . واستدل المهلبي بقوله لها هذا عرق على أنه لم يوجب عليها الغسل لكل صلاة ; لأن دم العرق لا يوجب غسلا .
وأما ما وقع عند أبي داود من رواية سليمان بن كثير nindex.php?page=showalam&ids=12563وابن إسحاق عن الزهري في هذا الحديث " فأمرها بالغسل لكل صلاة " فقد طعن الحفاظ في هذه الزيادة ; لأن الأثبات من أصحاب الزهري لم يذكروها ، وقد صرح الليث كما تقدم عند مسلم بأن الزهري لم يذكرها ، لكن روى أبو داود من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن nindex.php?page=showalam&ids=170زينب بنت أبي سلمة في هذه القصة " nindex.php?page=hadith&LINKID=883835فأمرها أن تغتسل عند كل صلاة " فيحمل الأمر على الندب جمعا بين الروايتين ، هذه ورواية عكرمة ، وقد حمله nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي على أنها كانت متحيرة ، وفيه نظر لما تقدم من رواية عكرمة أنه أمرها أن تنتظر أيام أقرائها ، ولمسلم من طريق عراك بن مالك عن عروة في هذه القصة " nindex.php?page=hadith&LINKID=883836فقال لها امكثي قدر ما كانت تحبسك حيضتك " ولأبي داود وغيره من طريق الأوزاعي وابن عيينة عن الزهري في حديث الباب نحوه ، لكن استنكر أبو داود هذه الزيادة في حديث الزهري ، وأجاب بعض من زعم أنها كانت غير مميزة بأن قوله " فأمرها أن تغتسل لكل صلاة " أي من الدم الذي أصابها ; لأنه من إزالة النجاسة وهي شرط في صحة الصلاة ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي : حديث أم حبيبة منسوخ بحديث فاطمة بنت أبي حبيش ، أي لأن فيه الأمر بالوضوء لكل صلاة لا الغسل ، والجمع بين الحديثين بحمل الأمر في حديث أم حبيبة على الندب أولى والله أعلم .