[ ص: 679 ] [ ص: 680 ] الحديث السادس حديث أنس في تكثير الطعام القليل .
قوله : ( قال nindex.php?page=showalam&ids=86أبو طلحة ) هو زيد بن سهل الأنصاري زوج أم سليم والدة أنس ، وقد اتفقت الطرق على أن الحديث المذكور من مسند أنس ، وقد وافقه على ذلك أخوه لأمه عبد الله بن أبي طلحة فرواه مطولا عن أبيه أخرجه أبو يعلى من طريقه بإسناد حسن ، وأوله nindex.php?page=hadith&LINKID=889222عن أبي طلحة قال : " دخلت المسجد فعرفت في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم الجوع ، الحديث ، والمراد بالمسجد الموضع الذي أعده النبي صلى الله عليه وسلم للصلاة فيه حين محاصرة الأحزاب للمدينة في غزوة الخندق .
قوله : ( فأخرجت أقراصا من شعير ) في رواية nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين عن أنس عند أحمد قال : " عمدت أم سليم إلى نصف مد من شعير فطحنته " وعند المصنف من هذا الوجه ومن غيره عن أنس أن أمه أم سليم " عمدت إلى مد من شعير جرشته ثم عملته ، وفي رواية عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أنس عند أحمد ومسلم " أتى أبو طلحة بمد من شعير فأمر به فصنع طعاما " ولا منافاة بين ذلك لاحتمال أن تكون القصة تعددت وأن بعض الرواة حفظ ما لم يحفظ الآخر ، ويمكن الجمع بأن يكون الشعير في الأصل كان صاعا فأفردت بعضه لعيالهم وبعضه للنبي صلى الله عليه وسلم ، ويدل على التعدد ما بين العصيدة والخبز المفتوت الملتوت بالسمن من المغايرة ، وقد وقع nindex.php?page=showalam&ids=11088لأم سليم في شيء صنعته للنبي صلى الله عليه وسلم لما تزوج زينب بنت جحش قريب من هذه القصة من تكثير الطعام وإدخال عشرة عشرة كما سيأتي في مكانه في الوليمة من كتاب النكاح . ووقع عند أحمد في رواية ابن سيرين عن أنس " nindex.php?page=hadith&LINKID=889228عمدت أم سليم إلى نصف مد من شعير فطحنته ، ثم عمدت إلى عكة فيها شيء من سمن فاتخذت منه خطيفة " الحديث والخطيفة هي العصيدة وزنا ومعنى ، وهذا بعينه يأتي للمصنف في الأطعمة .
قوله : ( ولاثتني ببعضه ) أي لفتني به يقال لاث العمامة على رأسه أي عصبها ، والمراد أنها لفت بعضه على رأسه وبعضه على إبطه . ووقع في الأطعمة للمصنف عن nindex.php?page=showalam&ids=12427إسماعيل بن أبي أويس عن مالك في هذا الحديث " فلفت الخبز ببعضه ودست الخبز تحت ثوبي وردتني ببعضه " تقول دس الشيء يدسه دسا إذا أدخله في الشيء بقهر وقوة .
قوله : ( فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هلمي يا أم سليم ما عندك ؟ كذا لأبي ذر عن الكشميهني ، ولغيره : هلم ، وهي لغة حجازية ، هلم عندهم لا يؤنث ولا يثنى ولا يجمع ، ومنه قوله تعالى : ( والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ) والمراد بذلك طلب ما عندهما .
قوله : ( والقوم سبعون أو ثمانون رجلا ) كذا وقع بالشك ، وفي غيرها بالجزم بالثمانين كما تقدم من رواية محمد بن كعب وغيره ، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=16874مبارك بن فضالة " حتى أكل منه بضعة وثمانون رجلا " وفي رواية عبد الرحمن بن أبي ليلى " nindex.php?page=hadith&LINKID=888055حتى فعل ذلك بثمانين رجلا ، ثم أكل النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك وأهل البيت وتركوا سؤرا " أي فضلا . وفي روايته عند أحمد " nindex.php?page=hadith&LINKID=3503029قلت كم كانوا ؟ قالوا : كانوا نيفا وثمانين قال : وأفضل لأهل البيت ما يشبعهم ، " ولا منافاة بينهما لاحتمال أن يكون ألغي الكسر ، ولكن وقع في رواية ابن سيرين عند أحمد " حتى أكل منها أربعون رجلا وبقيت كما هي " وهذا يؤيد التغاير الذي أشرت إليه ، وأن القصة التي رواهاابن سيرين غير القصة التي رواها غيره ، وزاد مسلم في رواية عبد الله بن عبد الله بن [ ص: 684 ] أبي طلحة " وأفضل " ما بلغوا جيرانهم " وفي رواية عمرو بن عبد الله " وفضلت فضلة فأهديناها لجيراننا " ونحوه عند أبي نعيم من رواية عمارة بن غزية عن ربيعة عن أنس بلفظ " حتى أهدت أم سليم لجيراننا " ولمسلم في أواخر رواية سعد بن سعيد " nindex.php?page=hadith&LINKID=889248حتى لم يبق منهم أحد إلا دخل فأكل حتى شبع " وفي رواية له من هذا الوجه : ثم أخذ ما بقي فجمعه ، ثم دعا فيه بالبركة فعاد كما كان ، وقد تقدم الكلام على شيء من فوائد هذا الحديث في أبواب المساجد من أوائل كتاب الصلاة .
( تكملة ) :
سئلت في مجلس الإملاء لما ذكرت حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى عن حكمة تبعيضهم ، فقلت : يحتمل أن يكون عرف أن الطعام قليل وأنه في صحفة واحدة فلا يتصور أن يتحلق ذلك العدد الكثير ، فقيل : لم لا دخل الكل وبعض لمن يسعه التحليق فكان أبلغ في اشتراك الجميع في الاطلاع على المعجزة ، بخلاف التبعيض فإنه يطرقه احتمال تكرر وضع الطعام لصغر الصحفة فقلت : يحتمل أن يكون ذلك لضيق البيت ، والله أعلم .