الحديث السابع حديث nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله - وهو ابن مسعود - في نبع الماء أيضا وتسبيح الطعام .
قوله : ( كنا نعد الآيات ) أي الأمور الخارقة للعادات .
قوله : ( بركة وأنتم تعدونها تخويفا ) الذي يظهر أنه أنكر عليهم عد جميع الخوارق تخويفا ، وإلا فليس جميع الخوارق بركة ، فإن التحقيق يقتضي عد بعضها بركة من الله كشبع الخلق الكثير من الطعام القليل وبعضها بتخويف من الله ككسوف الشمس والقمر ، كما قال صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=887843إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده وكأن القوم الذين خاطبهم nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود بذلك تمسكوا بظاهر قوله تعالى : وما نرسل بالآيات إلا تخويفا ، ووقع عند nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي من طريق الوليد بن القاسم عن إسرائيل في أول هذا الحديث " سمع nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود بخسف فقال : كنا أصحاب محمد نعد الآيات بركة " الحديث .
قوله : ( فقال اطلبوا فضلة من ماء ، فجاءوا بإناء فيه ماء قليل ) ووقع عند أبي نعيم في " الدلائل " من طريق أبي الضحى عن ابن عباس قال : " دعا النبي صلى الله عليه وسلم بلالا بماء فطلبه فلم يجده ، فأتاه بشن فيه ماء " الحديث وفي آخره " فجعل ابن مسعود يشرب ويكثر " وهذا يشعر بأن ابن عباس حمله عن ابن مسعود ، وأن القصة واحدة ، ويحتمل أن يكون كل من ابن مسعود وبلال أحضر الإداوة ، فإن الشن بفتح المعجمة وبالنون هو الإداوة اليابسة .
قوله : ( حي على الطهور المبارك ) أي هلموا إلى الطهور ، وهو بفتح الطاء ، والمراد به الماء ، ويجوز ضمها والمراد الفعل أي تطهروا .
[ ص: 685 ] قوله : ( والبركة من الله ) البركة مبتدأ والخبر من الله ، وهو إشارة إلى أن الإيجاد من الله . ووقع في حديث عمار بن زريق عن إبراهيم في هذا الحديث " فجعلت أبادرهم إلى الماء أدخله في جوفي لقوله : " البركة من الله " وفي حديث ابن عباس " nindex.php?page=hadith&LINKID=889250فبسط كفه فيه فنبعت تحت يده عين ، فجعل ابن مسعود يشرب ويكثر " والحكمة في طلبه صلى الله عليه وسلم في هذه المواطن فضلة الماء لئلا يظن أنه الموجد للماء ، ويحتمل أن يكون إشارة إلى أن الله أجرى العادة في الدنيا غالبا بالتوالد ، وأن بعض الأشياء يقع بينها التوالد وبعضها لا يقع ، ومن جملة ذلك ما نشاهده من فوران بعض المائعات إذا خمرت وتركت ، ولم تجر العادة في الماء الصرف بذلك ، فكانت المعجزة بذلك ظاهرة جدا .
ذكر nindex.php?page=showalam&ids=12671ابن الحاجب عن بعض الشيعة أن انشقاق القمر وتسبيح الحصى وحنين الجذع وتسليم الغزالة مما نقل آحادا مع توفر الدواعي على نقله ، ومع ذلك لم يكذب رواتها . وأجاب بأنه استغني عن نقلها تواترا بالقرآن . وأجاب غيره بمنع نقلها آحادا ، وعلى تسليمه فمجموعها يفيد القطع كما تقدم في أول هذا الفصل >[1] والذي أقول إنها كلها مشتهرة عند الناس ، وأما من حيث الرواية فليست على حد سواء ، فإن حنين الجذع وانشقاق القمر نقل كل منهما نقلا مستفيضا يفيد القطع عند من يطلع على طرق ذلك من أئمة الحديث دون غيرهم ممن لا ممارسة له في ذلك . وأما تسبيح الحصى فليست له إلا هذه الطريق الواحدة مع ضعفها ، وأما تسليم الغزالة فلم نجد له إسنادا لا من وجه قوي ولا من وجه ضعيف ، والله أعلم .