3450 حدثني nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15409النضر أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة عن nindex.php?page=showalam&ids=11969أبي جمرة سمعت زهدم بن مضرب سمعت nindex.php?page=showalam&ids=40عمران بن حصين رضي الله عنهما يقول nindex.php?page=hadith&LINKID=653377قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم قال عمران فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثا ثم إن بعدكم قوما يشهدون ولا يستشهدون ويخونون ولا يؤتمنون وينذرون ولا يفون ويظهر فيهم السمن
[ ص: 8 ] قوله : ( حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق ) هو ابن راهويه وبذلك جزم ابن السكن وأبو نعيم في " المستخرج " nindex.php?page=showalam&ids=15409والنضر هو ابن شميل ، nindex.php?page=showalam&ids=11969وأبو جمرة بالجيم والراء صاحب ابن عباس وحدث هنا عن تابعي مثله .
قوله : ( خير أمتي قرني ) أي أهل قرني ، والقرن أهل زمان واحد متقارب اشتركوا في أمر من الأمور المقصودة ، ويقال : إن ذلك مخصوص بما إذا اجتمعوا في زمن نبي أو رئيس يجمعهم على ملة أو مذهب أو عمل ، ويطلق القرن على مدة من الزمان ، واختلفوا في تحديدها من عشرة أعوام إلى مائة وعشرين لكن لم أر من صرح بالسبعين ولا بمائة وعشرة ، وما عدا ذلك فقد قال به قائل . وذكر الجوهري بين الثلاثين والثمانين ، وقد وقع في حديث عبد الله بن بسر عند مسلم ما يدل على أن القرن مائة وهو المشهور ، وقال صاحب المطالع : القرن أمة هلكت فلم يبق منهم أحد ، وثبتت المائة في حديث عبد الله بن بسر وهي ما عند أكثر أهل العراق ، ولم يذكر صاحب " المحكم " الخمسين وذكر من عشر إلى سبعين ثم قال : هذا هو القدر المتوسط من أعمار أهل كل زمن ، وهذا أعدل الأقوال وبه صرح ابن الأعرابي وقال : إنه مأخوذ من الأقران ، ويمكن أن يحمل عليه المختلف من الأقوال المتقدمة ممن قال إن القرن أربعون فصاعدا ، أما من قال إنه دون ذلك فلا يلتئم على هذا القول والله أعلم . والمراد بقرن النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث الصحابة .
وقد سبق في صفة النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله : nindex.php?page=hadith&LINKID=889325وبعثت في خير قرون بني آدم وفي رواية بريدة عند أحمد nindex.php?page=hadith&LINKID=889326خير هذه الأمة القرن الذين بعثت فيهم وقد ظهر أن الذي بين البعثة وآخر من مات من الصحابة مائة سنة وعشرون سنة أو دونها أو فوقها بقليل على الاختلاف في وفاة nindex.php?page=showalam&ids=11871أبي الطفيل ، وإن اعتبر ذلك من بعد وفاته - صلى الله عليه وسلم - فيكون مائة سنة أو تسعين أو سبعا وتسعين ، وأما قرن التابعين فإن اعتبر من سنة مائة كان نحو سبعين أو ثمانين ، وأما الذين بعدهم فإن اعتبر منها كان نحوا من خمسين ، فظهر بذلك أن مدة القرن تختلف باختلاف أعمار أهل كل زمان والله أعلم . واتفقوا أن آخر من كان من أتباع التابعين ممن يقبل قوله من عاش إلى حدود العشرين ومائتين ، وفي هذا الوقت ظهرت البدع ظهورا فاشيا ، وأطلقت المعتزلة ألسنتها ، ورفعت الفلاسفة رءوسها ، وامتحن أهل العلم ليقولوا بخلق القرآن ، وتغيرت الأحوال تغيرا شديدا ، ولم يزل الأمر في نقص إلى الآن . وظهر قوله - صلى الله عليه وسلم - ثم يفشو الكذب ظهورا بينا حتى يشمل الأقوال والأفعال والمعتقدات والله المستعان .
قوله : ( ثم الذين يلونهم ) أي القرن الذي بعدهم وهم التابعون ( ثم الذين يلونهم ) وهم أتباع التابعين
وروى أحمد والدارمي nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني من حديث أبي جمعة قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=889333قال أبو عبيدة : يا رسول الله ، أأحد خير منا ؟ أسلمنا معك وجاهدنا معك . قال : قوم يكونون من بعدكم يؤمنون بي ولم يرونيوإسناده حسن وقد صححه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم . واحتج بأن السبب في كون القرن الأول خير القرون أنهم كانوا غرباء في إيمانهم لكثرة الكفار حينئذ وصبرهم على أذاهم وتمسكهم بدينهم ، قال : فكذلك أواخرهم إذا أقاموا الدين وتمسكوا به وصبروا على الطاعة حين ظهور المعاصي والفتن كانوا أيضا عند ذلك غرباء ، وزكت أعمالهم في ذلك الزمان كما زكت أعمال أولئك . ويشهد له ما رواه مسلم عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رفعه nindex.php?page=hadith&LINKID=889334بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء وقد تعقب كلام nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر بأن مقتضى كلامه أن يكون فيمن يأتي بعد الصحابة من يكون أفضل من بعض الصحابة ، وبذلك صرح القرطبي ، لكن كلام nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر ليس على الإطلاق في حق جميع الصحابة ، فإنه صرح في كلامه باستثناء أهل بدر والحديبية . نعم والذي ذهب إليه الجمهور أن فضيلة الصحبة لا يعدلها عمل لمشاهدة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وأما من اتفق له الذب عنه والسبق إليه بالهجرة أو النصرة وضبط الشرع المتلقى عنه وتبليغه لمن بعده فإنه لا يعدله أحد ممن يأتي بعده ، لأنه ما من خصلة من الخصال المذكورة إلا وللذي سبق بها مثل أجر من عمل بها من بعده ، فظهر فضلهم . .
ومحصل النزاع يتمحض فيمن لم يحصل له إلا مجرد المشاهدة كما تقدم ، فإن جمع بين مختلف الأحاديث المذكورة كان متجها ، على أن حديث nindex.php?page=hadith&LINKID=889335للعامل منهم أجر خمسين منكم لا يدل على أفضلية غير الصحابة على الصحابة ، لأن مجرد زيادة الأجر لا يستلزم ثبوت الأفضلية المطلقة ، وأيضا فالأجر إنما يقع تفاضله بالنسبة إلى ما يماثله في ذلك العمل فأما ما فاز به من شاهد النبي - صلى الله عليه وسلم - من زيادة فضيلة المشاهدة فلا يعدله فيها أحد ، فبهذه الطريق يمكن تأويل الأحاديث المتقدمة ، وأما حديث أبي جمعة فلم تتفق الرواة على لفظه ، فقد رواه بعضهم بلفظ الخيرية كما تقدم ، ورواه بعضهم بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=889336قلنا : يا رسول الله ، هل من قوم أعظم منا أجرا ؟ الحديث ، أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني وإسناد هذه الرواية أقوى من إسناد الرواية المتقدمة ، وهي توافق حديث أبي ثعلبة ، وقد تقدم الجواب عنه والله أعلم .
قوله : ( ثم إن بعدهم >[1] قوما ) كذا للأكثر ، ولبعضهم " قوم " فيحتمل أن يكون من الناسخ على طريقة من لا يكتب الألف في المنصوب ، ويحتمل أن تكون " إن " تقريرية بمعنى نعم وفيه بعد وتكلف . واستدل بهذا الحديث على تعديل أهل القرون الثلاثة وإن تفاوتت منازلهم في الفضل ، وهذا محمول على الغالب والأكثرية ، فقد وجد فيمن بعد الصحابة من القرنين من وجدت فيه الصفات المذكورة المذمومة لكن بقلة ، بخلاف من بعد القرون الثلاثة فإن ذلك كثر فيهم واشتهر ، وفيه بيان من ترد شهادتهم وهم من اتصف بالصفات المذكورة ، وإلى ذلك الإشارة بقوله : ثم يفشو الكذب أي يكثر . واستدل به على جواز المفاضلة بين الصحابة قاله المازري ، وقد تقدم باقي شرحه في الشهادات .